مفتى نيجيريا: الرئيس السيسى ضرب أروع الأمثال فى علو الهمة وحبه لشعبه
رحَّب الدكتور عبد الله المعتوق - رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومستشار الديوان الأميري بدولة الكويت، ظهر اليوم الإثنين،بالعلماء المتحدثين في جلسة الوفود والذي ترأسها بالمؤتمر العالمي السابع لدار الإفتاء تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمنعقد بالقاهرةبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف قائلًا: إنمؤتمر دار الإفتاءالمصرية يحمل هذا العام عنوانًا غاية في الأهمية، ونحن منشغلين بعمل الخير، ولا شك أن مسيرة العمل الخيري تشكل دعم مسيرة التنمية المستدامة بمشاركة نخبة من العلماء الأجلاء، الذين حضروا للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر الهام.
وخلال الجلسة نقل الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والأمين العام للمجمع الفقهي بالرابطة في كلمته تحية وتقدير الشيخ محمد العيسى، عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامى لضيوف المؤتمر الكرام.
وأضاف أن هناك تحديات كثيرة عطَّلت وأعاقت مسيرة التنمية آخرها الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدًا على الخطوات الناجحة والمثمرة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030م والتي يرعاها الملك سلمان، ويدعمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تقرير الصحة والتعليم، وتحقيق أعلى دروب العدالة الاجتماعية، ومواجهة التغيرات المناخية وغيرها من أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على ضرورة أن تعمل المؤسسات الدينية على تلمُّس الواقع والارتقاء بالإنسان للنهوض بالفرد والمجتمع.
وفي ختام كلمته، وجَّه الشكر إلى الرَّئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور شوقي إبراهيم علَّام، مفتي الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى لِدُورِ وهيئات الإفتاء في العالم، على تنظيمه هذا المؤتمر الدُّوَلي السَّنوي.
وقال الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري وعضو الرابطة العالمية لدور وهيئات الإفتاء في العالم وعضو مجلس حكماء المسلمين: يشرفني ويسعدني أن أنقل إلى حضراتكم جميعًا أعطر التحيات، وأجمل التبريكات من إخوانكم في جمهورية نيجيريا الفيدرالية، وتجديد التهنئة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام 1444ه- 2022م، سائلين الله تعالى، أن يعيد علينا جميعًا هذه المناسبة العظيمة، ونحن أكثر تمسكًا بديننا الحنيف، وأوطاننا أكثر أمنًا، وسلامًا، واستقرارًا، وشعوبنا في أفضل حالات التعاون المثمر، وأمتنا الإسلامية أكثر وحدة، وأوفر حظًّا ونصيبًا من حيث التقدم، والرقي، والازدهار إن شاء الله.
وأكد أنه يمكن القول بأن مصطلح "التنمية المستدامة" قد ظهر بعد تمكن الإنسان من استغلال الثروات الوفيرة في باطن الأرض وخارجها في بعض الدول. وقد أدت عوامل كثيرة في بعض البلدان، إلى اختلال ميزان العدالة الاجتماعية فازداد الأغنياء غنى، وازداد الفقراء فقرًا ولا يزالون. كما أن الحقيقة التي لا ينكرها أي إنسان طبيعي هي تدني مستوى الأخلاق إلى درجة سافلة حتى الحيوان لا يرتكب مثل بعض الأمور؛ فقد قلَّ الصدق، والإخلاص، والوفاء بالعهد، وظهرت الخيانة؛ ونتيجة لذلك ظهرت الأوبئة والأمراض المختلفة التي لم تكن معروفة في السابق، ثم تكررت الكوارث التي يطلق عليها البعض كوارث طبيعية، كالفيضانات، والعواصف، والحرائق، والجوائح العامة مثل جائحة كورنا الذي لا يزال العالم يعاني من آثارها. كذلك كثرت النزاعات بين الأفراد، وبين المكونات الاجتماعية في بلد واحد لأتفه الأسباب، وبين الدول فرادى، وأحيانًا بين بعض الدول مجتمعة كما هو الحال الآن بين جمهورية روسيا الاتحادية وأصدقائها من جهة، أوروبا وأمريكا وحلفائهما من جهة أخرى.
وشدد على أنه في ظل هذه الظروف ونظرًا للتقدم الذي يشهده العالم في مجال الاهتمام بالتشريعات الوضعية التي تهتم بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، كان لا بد لأهل الذكر وهم العلماء وأهل الإفتاء، أن تكون أصواتهم الصادعة بالحق وبالحكمة، مسموعة في خضم هذه المتغيرات التي تمسُّ الحياة المباشرة للإنسان، والتي تقع تحت مصطلح التنمية المستدامة.
ولفت النظر إلى أن السلام، والأمن، والاستقرار، هي شروط أساسية لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. قال تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش:4]. والحكمة من خلق الكون تسخيرُه للإنسان الذي أُمر بعبادة الرحمن بعد معرفته. ولقد جاءت الشريعة الإسلامية مؤكدة للمحافظة على الكليات الستة، وقد حرم الله تعالى الاعتداء عليها كما حرم الإفساد في الأرض. قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205].
واختتم كلمته بتوجيه الشكر الجزيل، والثناء الجميل لجمهورية مصر العربية الشقيقة، قيادة، وحكومة، وشعبًا، في ظل الأزهر الشريف للاهتمام البالغ، والدعم الكبير الذي يحظى به أصحاب الفضيلة العلماء، وتحظى به المؤسسات الدينية العريقة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، سائلين الله تعالى، أن يوفق القادة في أرض الكنانة الحبيبة على جميع المستويات على رأس الجميع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ ضرب أروع الأمثال في علو الهمة، والإخلاص، في حبه لشعبه، وحبه لوطنه، حفظه الله ورعاه، وسدد خطاه آمين. كما نسأله تعالى أن يوفق جميع قادة الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، للتعاون المثمر، والعمل الدؤوب مع المؤسسات الدينية وأكابر العلماء من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ونشر رسالته السامية التي كلها محبة وسلام، كما نسألكم الدعاء أيضًا لبلادنا نيجيريا، ولقيادتها الرشيدة، ولجميع بلدان المسلمين حتى يتحقق الأمن والاستقرار، وينعم الجميع بدوام الرقيِّ، والتقدم، والازدهار إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.