من إشكالية السيادة إلى معضلة الوجود.. هل ينجح المقترح المصري في كسر الحلقة المفرغة بالخطة الخماسية؟

تستعد العاصمة السعودية، الرياض، لاستضافة قمة عربية خماسية تجمع قادة كل من السعودية، مصر، الإمارات، قطر، والأردن، وذلك لمناقشة سبل مواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة وفرض الوصاية الأمريكية على القطاع. تأتي هذه القمة التحضيرية تمهيدًا للقمة العربية المقرر عقدها في القاهرة في 27 فبراير الجاري.

رد عربي موحد على خطة ترامب

يهدف الاجتماع إلى التوصل لرد عربي موحد على خطة ترامب، مع التركيز على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة. من المتوقع أن يحظى المقترح المصري الأخير، الذي يركز على إعادة إعمار القطاع مع إبقاء سكانه في أماكنهم، بدعم القادة المشاركين.

ويتضمن هذا المقترح تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة دون مشاركة حركة حماس، والتعاون الدولي في جهود إعادة الإعمار، مع التمسك بحل الدولتين كإطار للحل النهائي.

تأتي هذه التحركات في ظل رفض عربي واسع لمقترح ترامب، حيث أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده التي يشكل اللاجئون 35% من سكانها، لا يمكنها استقبال المزيد من الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة إيجاد حلول تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم وتحقيق السلام الشامل.

من المتوقع أن تسفر القمة عن خطة عربية متكاملة تتضمن إعادة إعمار غزة، وتحقيق الاستقرار، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، ليتم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة نهاية الشهر الجاري.

تحركات دولية موازية

من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، كلاً من إسرائيل، السعودية، والإمارات، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. 

وتسعى الدول العربية، من خلال هذه القمم والاجتماعات، إلى صياغة موقف موحد وقوي لمواجهة التحديات التي تفرضها الخطط الأمريكية المتعلقة بقطاع غزة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم ورفض أي محاولات لتهجيرهم.

ملامح هامة في خطة مصر بشأن مستقبل غزة

كشفت وكالة "رويترز" عن تحركات عربية مكثفة لصياغة خطة شاملة لمستقبل قطاع غزة، تُطرح كبديل للطروحات الأمريكية التي يدعمها الرئيس ترامب، وذلك في إطار تنسيق عربي مشترك يهدف إلى إعادة إعمار القطاع مع ضمان الاستقرار السياسي والأمني.

المقترح المصري يتصدر المشهد

أفادت "رويترز" بأن هناك أربعة مقترحات قُدّمت بشأن مستقبل غزة، إلا أن الاقتراح المصري بات في صدارة الجهود العربية، لما يحمله من رؤية متكاملة تراعي الأبعاد السياسية والإنسانية.

يتضمن المقترح المصري تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة قطاع غزة، بشرط عدم مشاركة حركة حماس في أي ترتيبات مستقبلية.

يشمل المقترح أيضًا إشراك جهات دولية في جهود إعادة الإعمار، مع التأكيد على عدم تهجير الفلسطينيين، ودعم التحرك نحو حل الدولتين.

إجراءات لإعادة الإعمار وضمان الاستقرار

وفقًا لـ"رويترز"، تتضمن الخطة المصرية إنشاء صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج، بهدف توفير التمويل اللازم لإعادة بناء القطاع، من خلال : 

• إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين غزة ومصر، مصحوبة بـحاجز مادي يمنع حفر الأنفاق ويعزز الأمن الحدودي.
• إزالة الأنقاض وإقامة 20 منطقة سكنية مؤقتة لاستيعاب النازحين
• إشراك 50 شركة مصرية وأجنبية في تنفيذ مشاريع الإعمار.