"الشيخ حسني بتاع الدش".. عم محمد مكفوف يعمل فني رسيفر منذ عشرين عامًا.. خريج آداب قسم تاريخ ولديه 4 أولاد.. ويؤكد: الناس في مطار إمبابة أديتني الثقة بإيمانهم بي

نموذج للكفاح للوصول إلى لقمة العيش الحلال، نموذج للمواطن المصري المثابر الذي يتحدى كل المعوقات، يقدس العمل، فهل سمعت قبل اليوم عن فني "دش" كفيف؟، بل ويعمل في المهنة منذ عشرين عامًا عندما كانت الأطباق أقل حجم فيها 180 سم.

نموذج مشرف

عم محمد إبراهيم من ساكني منطقة مطار إمبابة، خريج كلية الآداب قسم تاريخ جامعة القاهرة، حصل على الليسانس عام 2003، ثم حصل على كورسات كمبيوتر نفعته في عمله في "الدش" وخاصة عقب تطور آليات عمله، متزوج ولديه 4 أبناء.

أهل منطقة مطار إمبابة

حب وتقدير متبادل بين عم محمد، كفيف الكيت كات، وأهالي منطقته التي يعيش فيها، فيتميز أهالي المناطق الشعبية بالتألف والتراحم، ويقول عنهم: "الناس اللي بتميز المنطقة، وأديتني الثقة والقدرة على الحياة بعد الله سبحان وتعالى، فإيمان الناس بيك يخليك تنطلق".

صعوبة التجربة

معاناة وتجربة مستحيلة في بدايتها، فلم يتخيل من حوله أن يعمل في تلك المهنة نظرًا لصعوبتها في بداية عام 2002 فالأطباق كانت كبيرة الحجم وأصغر مقاس لها 180 سم، خلال الأطباق صغيرة الحجم اليوم، والعمل كان يحتاج كذلك لتلفزيون بجانب الطبق للتأكد من الإشارة وعمل القنوات بخلاف اليوم ووجود أجهزة صغيرة الحجم توضح وجود الإشارة من عدمها.

كيف يعمل؟

رصد موقع "بصراحة"، عمل محمد وهو يمارس عمله فوق سطوح أحد المنازل في منطقة مطار إمبابة، ويقول عم محمد: "الطبق فيه صيانة وأنا طالع أعمله وأشوف المشكلة اللي فيه".

عم محمد ظهر في الفيديو وهو يضبط إشارة القنوات باستخدام جهاز صغير، وشرح كيفية عمل، ومقارنة بين الماضي والحاضر، وكيف استفاد بتطور التكنولوجيا، وسهلت عليه لقمة العيش التي يراها كثيرون مستحيلة بسبب أنه كفيف.

نظرة الناس

وعن نظرة الناس، قال: "المكفوفين النظرة العامة تختلف لينا، البعض يرى أننا لا نصلح غير للعمل كمدرسين، أو قراء قرآن، ولكن فيه كفاءات من المكفوفين في كل المجالات".

رسالتي في الحياة

وردًا عن رسالته في الحياة، وكيف ينصح شباب اليوم، تحدث الرجل الطيب عم محمد قائلًا: "أنا من جيل الوسط كافحت كثيرًا ونحاول إيصال رسالة لشباب التواصل الاجتماعي بتوع اليومين دول أنهم في نعمة، ويستطيعون الحصول على أي معلومة في ثانية إلا ثانية، نحن كنا نجد صعوبة كبيرة في التوصل إلى المعلومات وفترات كبيرة عشان نحصل على معلومة من الكتاب، وإذن من الدكتور أو استعارة من المكتبة عشان نعرف نطلع عليه".