ما حكم الحلفان بالمصحف كذباً ؟ الإفتاء تجيب
ما حكم الحلفان بالمصحف كذباً .. يقع الكثير في ذنب كبير، وهو ذنب الحلف الكذب، و لا نعرف أن هذا الأمر خطير، وقد يغضب الله سبحانه وتعالى من فاعلي هذا الذنب، لذا فتسائل الكثير عن حكم الحلفان بالمصحف كذب، وهل هذا الأمر يعتبر ذنباً يمنعنا من رحمة الله علينا في الدنيا و الآخرة؟
ما حكم الحلفان بالمصحف كذباً؟
و تلقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي ما حكم من حلف على كتاب الله تعالى كاذبًا أنه ما سرق الشيء الذي اتهم بسرقته، وقد فعل هذا خوفًا من الشخص الذي استحلفه، وندم على ذلك؛ خوفًأ من الله.
فما الحكم الشرعي في هذا اليمين؟ وماذا يجب على صاحبه الحالف أن يفعله تكفيرًا عن يمينه؛ حتى يكون أهلًا لمغفرة الله ورضوانه؟
الحلف على المصحف
وأوضحت الدار عبر موقعها الرسمي: فالظاهر من السؤال السابق أن الحالف قد حلف على كتاب الله وهو المصحف، والمقرر شرعًا أن الحلف على المصحف يمين بالله تعالى.
واستشهدت الدار بقول صاحب "مجمع الأنهر: ولا يخفى أن الحلف على المصحف الآن متعارف فيكون يمينًا، وقال العيني: لو حلف على المصحف أو وضع يده عليه أو قال: "وحق هذا" فهو يمين، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف].
دار الإفتاء: الحلف الكذب من أيمان الغموس
وأضافت الدار: يكون اليمين الذي حلفه الحالف موضوع السؤال يمين بالله تعالى، وهو من أيمان الغموس؛ لأنه حلف على نفي أمر ماض يتعمد الكذب فيه، وهذا اليمين لا كفارة فيه إلا بالتوبة والاستغفار. وهذا هو مذهب الحنفية وأكثر العلماء، ومنهم الإمامان مالك وأحمد رضي الله عنهما، وهذا هو الرأي الذي نختار الإفتاء به.
كما أكدت الدار أن هذا الفعل من يمين الغموس، وهو من الكبائر وتغمس حالفها في النار؛ مستشهدةً بما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ».
واستشهدت بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنْ الْكَبَائِرِ لَا كَفَّارَةَ فِيهِنَّ...» وذكر منها اليمين الغموس.