في انتظار رحمة الموت.. زوجة لمحكمة الأسرة: زوجي سابني عشان السرطان غير شكلي ومش راضي يطلقني عشان كلام الناس
لاحظت فجأة أن جمالها قد انهار، وأن جسدها أصبح يؤلمها بطريقة شديدة لم تحدث لها من قبل، ارتدت ملابسها، وذهبت إلى الطبيب وبعدما وقع الكشف عليها، واستمعت لكلماته أصابها اليأس، وظلت تبكي مرددة "خلاص هموت ".
المرض اللعين أزهق جمالي
تقف نور البالغة من العمر 38 عاما، أمام محكمة الأسرة بإمبابة تروي معاناتها مع زوجها والفترة التي قضتها معه في عش الزوجية، حيث روت الكثير من المشكلات المأساوية التي وقعت فيها فجأة.
وتقول "نور" وهي ما زالت تتذكر الساعات غير المتناهية في فراش الزوجية المزروع بإبر ساخنة كادت أن تشق صدرها، وكلمات باردة من زوجها بعد أن علم بمرضها: "منذ عام كنت أشعر بأن جسدي متعباً ومرهقة بعض الشيء تكرر الأمر معي أكثر من مرة حتى ظننت أنه آلم العادة الشهرية المعتاد، ولكنه زاد عن الحد الطبيعي".
تركها من أجل المرض
وتضيف والدموع على خديها محاولة دفع الزمان للأمام لتتخطى تلك اللحظات المؤلمة التي حدثت لها: "حينها قررت الذهاب لأحد الأطباء، وبعد التحاليل والكشف أخبرني بشيء لم أكن أتوقعه أبدا، وكلماته ما زالت تتردد في أذني" عندك السرطان "، حينها لم أستطع أن أتماسك، كنت بحاجة إلى أحد بجانبي".
وتؤكد الزوجة وهي غارقة في يأسها، وتلعن اليوم التي أخبرت زوجها بهذا المرض اللعين الذي قلب حياتها رأسا على عقب: "ذهبت إلى المنزل حزينة والدموع تتساقط من عيني كالسيل، ووجدت زوجي في انتظاري هرولت إليه، واحتضنته كما لو حضن أبي قبل موته مطمئنة لأنه بجانبي".
وتابعت "نور" متذكرة ساعات الأرق التي قضتها مع زوجها الذي لم يتركها إلا، وهو قاضي على آخر أمل كانت متعلقة به: "أخبرته بأني مريضة سرطان، ويجب علي أخذ جلسات من الكيماوي، في بداية الآمر لم يعارض، وبعد جلستين من الكيماوي بدأ شعري يتساقط وجمال ينهار كأنه لم يكن من قبل".
بسبب كلام الناس كان الخلع الحل الوحيد
وأردفت الزوجة وهي تتذكر ما حدث لها على الدوام، ودائما ينتهي الآمر برعب مجهول، وهي تجد نفسها في مواجهة الخوف، وعندئذ يبدأ الصراع الحقيقي: "بدأ زوجي يبتعد عني تدريجيا حتى لاحظت أنه يخاف من وجهي الجديد الذي أصبح بلا شعر، وعندما واجهته بالأمر لم ينكر، حينها سيطر اليأس على حياتي بالكامل، حينها شعرت بالخوف لكن الآمر كان مختلفا هذه المرة، لم يعد الخوف هروبا من المرض أو من شكلي الجديد، ولكنه الخوف من الوحدة، ومن السقف الذي استظل تحته وحيدة".
واختتمت وهي تتأمل اللحظات المؤلمة التي عاشتها: "كانت كلماته قاسية بالنسبة إلي لم أتوقع منه كل هذا، وعندما طلبت منه أن يطلقني كان رده غير متوقع " والناس تقول إيه موقفش جنبها "، حينها أيقنت أن خوفه من لوم الناس عليه أشد وأقوى من حبه اتجاهي، نهضت إلى غرفتي بين أربعة جدران خيبة أمل بينهم، وأمسكت بوسادتي متكئة على حافة سريري العن المرض الذي فرق بيني وزوجي، ولم يكن أمامي شيء أفعله سوى أن أرفع عليه دعوى لكي ارحمه من كلمات لا يريد سماعها".