مظهر شاهين لخالد الجندي: حاول أن تحترم رأي من يختلف معاك
رد الدكتور مظهر شاهين، على الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بسبب دفع الزوج مهر لزوجته أمر واجب، لكن الشريعة الإسلامية لم تحدد قيمة المهر.
“حاول ولو لمرة واحدة تحترم رأي من يختلف معاك”
وقال الدكتور مظهر شاهين عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”: “نحن نحبك ونقدرك فحاول ولو لمرة واحدة تحترم رأي من يختلف معاك، وبلاش يكون ردك علىمن يخالفك الرأي دائما مجرد سخرية وتريقة وتوجيه اتهامات مبطنة بالتسفيه والتجهيل والمزايدة، فهذه ليست طريقة العلماء الفضلاء في الرد علي من يخالفهم الرأي، عاوزين ردودا علمية وشرعية موثقة، قد نستفيد منها”.
وأضاف: افترض ولو لمرة واحدة أن وجهة نظرك غير صحيحة، فما تقوله ليس وحياً من السماء، أما سمعت قول الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأيُ غيري خطأ يحتمل الصواب، والحوار كله عن "مقدار المهر" كونك حكمت عليه بأنه الأغلي في التاريخ، وليس عن "قدر سيدنا موسي عليه السلام" و مدي تعظيمنا له، و تقديرنا لشخصه الكريمِ العظيم، فهو أمرٌْ مؤكدٌ نؤمنُ به، ولا مراء فيه، بل لا نقبلُ النقاشَ فيه أصلا، فبلاش الطريقة دي:
وواصل: أنت من قلت "أغلي مهر في التاريخ" ، وأنا من قال: " من أعظم المهور مشقة" وذلك حين رددت عليك، فبلاش ترد عليا بكلامي أنا، وارجع فضيلتك لكلامك اللي قلته في الأول عن أغلي مهر في التاريخ، ولم يكن مهرُ النبي - صلي الله عليه وسلم - حين تزوج من السيدة خديجة - رضي الله عنها - قوله تعالي : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}، كما تَدَّعِي يا مولانا , بل دفع لها مهرا، لأن هذا هو الأصل في المهور.
وأردف: ال ١١ وصف اللي ذكرتها فضيلتك لتبرهن بها علي أن مهر سيدنا موسي هو الأغلي في التاريخ، قد تنطبق علي وظائف كثيرة، ولا تصلح أن تكون أدلة علمية أو شرعية، ولا علاقة لها بكونه الأغلي من قريب أو بعيد، وفي رأيي: أن مهنةَ الرعيِّ (مع شرفها وشرفِ من يعمل فيها) وإن كانت من الأعمال الشاقة، إلا أن العمل في الحدادة وأمام أفران الخبز، وأفران صهر الحديد، والعمل في عرض البحار، وحمل الخراسانة المسلحة علي الأكتاف والصعود بها للدور العاشر -مثلا- ( وغيرها) أشقُّ منها بكثير.
لست أفضل من موسى
واستطرد: أولي بمن يدافع عن قيمة مهر سيدنا موسي - عليه السلام - حين يرد علىأمثالي من الجهلاء، أن ينتهج نهجه في دعوته لفرعون {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} ، وليس بالسخرية من رأيي والتحقير شخصي ، حتي و إن أخطأتُ،(فأنتَ لستَ بأفضلَ من موسى، وهارون، وأنا لسْتُ بأكفرَ من فرعون).
وتبع: “نعم أنا جاهلٌ وأنت عالم، إذا كان هذا يرضي غرورك ،ولذا فأنا أرجو من فضيلتك أن تفيض عليَّ من علمِك، وأنتظرُ منك أدلةً علميةً مؤيدةً بأقوال العلماء والمفسرين، لتؤيد به ما ادَّعيتَهُ حين قلتَ أن مهرَ سيدنا موسي - عليه السلام - هو أغلي مهر في التاريخ ،ولكن بدون تسفيهٍ أو تجهيلً ، حتي وإن كان النقاش بين عالمٍ مثلك وجاهلٍ مثلي !! (وأنا معاك للسنة الجاية واللي بعدها لو حبيت)”.
مظهر شاهين يطالب خالد الجندي بالاعتذار
وتساءل: “هل ما ادَّعيتَهُ يا صاحب الفضيلة في موضوع مهرِ سيدنا موسي - عليه السلام ، هو مجرد تعبير عن وجهة نظر شخصية لك أو لغيرك ، تقبل النقاش حولها والاختلاف معها؟أم أنها أحكام شرعية، و فيوضات إلهية لا تقبل النقاش حولها والاختلاف معها باعتبارها مقدسة”.
- فإن كانت الأولي: فعليك أن تعتذر لي لأنك تجاوزت في حقي وسخرت من وجهة نظري ، حين استخدمت هذا الحق في نقاش وجهة نظرك والاختلاف معك فيها، رغم أن الفقهاء اختلفوا ولم يتهكم أحد علي الآخر، ( أسف،، نَسِيتُ أنك عالمٌ وأنا جاهل).
- وإن كانت الثانية فإني أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، وأسأل الله تعالي أن يغفر لي هذا التجاوز والجرأة ، وأن يقبل توبتي ويغسل حوبتي.
وأشار: “ثم إن ما علاقة أن يقضي سيدنا موسى ١٠ سنين من حياته فى البر والصحراء يتابع الأغنام ويتعرض للحر والريح والنصب، وما يبذل من الجهد و المشقة والمعاناة، كما ذكرتَ فضيلتُكَ بغلاء مهره ووصفه بأنه أغلي مهر في التاريخ، وهل تصلح هذه الأوصاف أن تكون أدلة علمية أو شرعية يُستَدَلُّ بها علىذلك؟،{نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}!”.
وتابع: “وأُذكر فضيلتَك بأنك ترُدُّ عليَّ الآن بما طالبتك به ، وذلك حين قلتُ لفضيلتك: إن الأصوب أن نقول إن مهر سيدنا موسي عليه السلام قد يكون من أعظمها مشقة ووفاء، ولكنه ليس الأغلي من حيث ما يقابله من أموال إذا ترجمنا ما يقابل مدة خدمته لهم إلي قيمة نقدية، فأرجو ألا تَرُدَّ عليَّ بما قلتُهُ أنا ، والبيان موجود علي صفحتي”.
مهر السيدة عائشة
وأكمل: “وأرجو ألا تزايد فضيلتك علي أي شخص (حتي وإن كان جاهلاً مثلي كما ألمحت) في محبته واحترامه لسيدنا موسي ولجميع الأنبياء والمرسلين - عليهم السلام- وأيضا لجميع المشايخ والصالحين، ولكنِّي أكرر وأقول: موضوع المهور لا علاقة له بمسألة النبوة لا من قريب أو بعيد، هذه معاملات إنسانية تخضع لعرف الناس فيها، واتفاقهم علي ما يصلُحُ معهم في كل زمان ومكان، ولا علاقة لها بالنبوة، ولو كان للنبوة دخلٌ فيها ، لوجب علي المرأة أن تدفع مهراً لزوجها إذا كان نبيَّا، فكفاها شرفا في الدنيا أن تكون زوجته، وعزاً في الآخره أن تكون رفيقته في الجنة، إنْ هي آمنتْ به وصدَّقتْهْ، ولو تعامل وليُّ أمر زوجة سيدنا موسي معه علي أنه نبي ما تجرأ أن يطلب منه ذلك، أو أن يكون أجيرا عندهم من الأساس، فسيدنا موسي كان أجيرا عندهم بصفته زوج وليس بصفته نبيا، ولا يليق بالنبي أن يكون أجيرا عند أحد”.
وقال: “وأُذكر فضيلتك بأن الوحي لم يكن قد نزل علي سيدنا موسي حين تزوج من الأساس كي تكون للنبوة دخل في مسألة مهره، لأن الوحي نزل عليه بعد أن تزوج وقضي مدة خدمته عشر سنين ، وهو في طريق عودته عند جبل الطور، والقصة معروفه”.
وأضاف: “واسمح لي يا فضيلة مولانا أن أقول لفضيلتك، إن قولك بأن مهر السيدة خديجة - رضي الله عنها - كان قوله تعالي: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} ليس صحيحا، ولم يقل به أحدٌ قبلك من السادة العلماء، فنبيُّنَا صلي الله عليه وسلم قد دفع مهرا لكل أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ ، شأنه شأن كل الناس في زمانه وبيئته، حتي لا يقال أنه تاجَرَ بِنُبُوَّتِه، أو استغل مكانَتَه، واسمح لي أن أرد علي فضيلتك بما قالته السيدة عائشة نفسها”.
وتابع: “ففي صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: ( سألت عائشة: كم كان صداق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صداقه لأزواجه ثْنَتَي عشرة أوقية و نشّاً قالت: أتدري ما النشّ ؟ قلتُ: لا. قالت: نصف أوقية. قُلت: خمسمائة درهم)، والأوقية: أربعون درهما؛ فيكون المهر خمسمائة درهم، أي ما يعادل ١٥٠٠ جرام من الفضة”.
وانهى: “وإن كان كلامي غيرَ صحيحٍ ، فَأْتِنِي بما تُبَرهِنُ به علي ذلك من أقوال أهل العلم، بدون تطاول أو تجهيل أو تريقة حتي لا تخرج المسألة عن إطارها العلمي إلي إطار آخر لا يتناسب ومكانة فضيلتك العلمية، فتفقد رصيدك في قلوبنا، ونحن نحبك ونقدرك”.