محمد طلعت يكتب.. جرائم عديدة تحركها العاطفة والكبرياء.. وعشق أبله لايعرف إلا الدماء
جرائم عديدة تُحركها العاطفة والحب الكاذب، والكبرياء العنيد، في وضوح النهار وأمام المارة يتباهى العاشق المجنون الذي سيطر عليه الكبرياء وساقه عقله المخمور إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء بلا أي ذنب، مثلما حدث في قضية طالبة جامعة المنصور «نيرة أشرف»، التي قُتلت على يد زميلها يوم الأثنين الموافق 20 يونيو الماضي، ولم يمر سوى 58 يومًا وتجددت الجريمة البشعة بقضية جديدة ألا وهي «سلمى بهجت»، التي قُتلت يوم الثلاثاء الماضي على يد زميلها في الجامعة، المشهد تكرر من جديد مع اختلاف الشخصيات والأماكن.
قتل مع سبق العشق الأعمى
شهد الجميع خلال الـ 58 يومًا الماضية جريمة الطالبة «نيرة أشرف»، التي هزت الشارع المصري والعربي، قُتلت بدم بارد أمام المارة على مرأى ومسمع من الجميع بطريقة، لم يكن لها ذنب سوى أنها رفضت عاشق أعمى ينساق خلف أهواه وغرائزه وحب لا يعرف سوى الدماء، أخرج سلاحه الأبيض وأمام الجامعة وسدد لها طعنات قاسية بطريقة وحشية ومن ثم نحرها.
القاتل المظلوم
رأى الجميع مقطع الفيديو المتداول، بعد دقائق من ارتكاب الجريمة، وتعاطف الجميع مع المجني عليها، وبعد مرور أيام انقلبت الآية، وأصبح المُجرم مظلوم في عيون الناس، والضحية قاتلة ومستبدة ولا تعرف الرحمة، لأنها المتسببة في قتلها، انساق البعض خلف العاطفة ودشنوا مجموعات على «فيسبوك»، ليدافعوا عن «محمد عادل»، لأنه أنزل دموع الثعالب أثناء مُحاكمته، ظن من يدافعون عنه أنها دموع الحسرة والندم على ما ارتكبه.
كلاكيت تاني مرة مع إختلاف الأبطال
أصبح عدد كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يتعاطفون مع «محمد عادل»، بأنه الملاك الطاهر الذي ارتكب خطأ بسيط لا يستحق عليه الإعدام، وهذا ما فتح الطريق أمام «إسلام محمد»، لينفذ جريمته اللعينة بحجة الحب ظنًا منه على أنه ضحية وما فعله حق مشروع.
ارتكب «إسلام محمد»، جريمته البشعة على خُطى من سبقه وتعلم منه كيفية تنفيذ جريمته مثلما يحدث دومًا في الدراما، استغل كل ما رأه من الجريمة السابقة، وتكرر المشهد مرة آخرى ولكن مع إختلاف الأبطال.
قتلها وصورها
عزم الآمر وترصد لها عندما كانت ذاهبة لإحدى صديقاتها إلى مقر الجريدة التي كانت تتدرب فيها، وعندما دخلت من باب العقار انقض عليها «اسلام» كالذئب وبدأ في تسديد الطعنات القاسية لها بطريقة وحشية حتى توفيت في الحال وكانت الدماء تجري على الأرض كـ الماء، وفي الخارج الأهالي يصرخون: «سيبها حرام عليك»، وهو لا يشغل باله سوى القضاء عليها حتى تركها وهي جثة هامدة، وقام بتصويرها ليشبع غريزته المريضة، واتصل بوالدته وآخبرها بأنه تخلص منها.
الانتقام بين اللذة والندم
وكلًا من القتلى يربطهم حب الانتقام، وأثناء تنفيذ الجريمة يشعرون باللذة من فعلهم، وبعد الانتهاء يفر الشيطان بعد نجاحه في مهمته حينها يستوعب الجاني جريمته وفعله الشنيع ويندم في وقت قد مضى فيه الندم.
وتمر الأيام والساعات وسنرى مجموعات عديدة واُناسٍ آخرين يُدافعون عن «إسلام محمد»، ويكون الضحية والملاك الطاهر مثلما حدث مع من قبله.
الأمر بيد القانون
ولابد أن نعلم التعاطف مع مثل هذه الجرائم والقتلى يُمهد الطريق إلى جريمة جديدة، ظنًا من المجرم أن خلفه من يُسانده ويتعاطف معه ويجعله ضحية، ويرى كل عاشق أعمى يحب التملك أن قتل من تركته هو سبيل للحفاظ عليها على ألا تذهب لغيره، ونترك الأمر للقانون هو وحده الفاصل في هذه الجرائم وغيرها، ويجب أن نستوعب جميعًا أن الخوض في أعراض الضحايا جريمة كُبرى يُعاقب عليها القانون، وعقاب كبير عند الله عز وجل، وكل مُذنب سيأخذ جزأه عاجلًا أم آجلًا.
الاهتمام والاستماع للأبناء
وأخيرًا على الجامعات أن تُخضع كافة الطلاب للكشف النفسي والعقلي بالإضافة إلي تحليل المخدرات، ويكون شرطًا أساسيًا للقبول في الكلية منعًا للجرائم التي تحدث بين الطلاب، ومنعًا للخطر الذي يُشكله بعض الطلاب لزملائهم، وعلى كل أب وأم الاهتمام بأبنائهم والاستماع اليهم ونضع الهواتف قليلًا لحل مشكلاتهم، وتذكروا دائمًا الحديث الشريف: «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».