فيديو| «سياسة بمفهوم جديد».. «تنسيقية شباب الأحزاب» حكاية حلم أصبح حقيقة بإرادة من الدولة المصرية.. تجربة ناجحة لتمكين الشباب ودمجهم في العمل السياسي.. كيان مؤسس لقيادات المستقبل
حلم طال انتظاره فى عهود كاملة سابقة كنا قد فقدنا الأمل فى تحقيقه واعتقدنا أنه مجرد سراب لا يمت للواقع بصلة إلى أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2014 مقاليد الأمور، فحول الحُلم إلى حقيقة وحقق ما توقعناه بات مستحيلاً، تجلت خطواته الجادة نحو إفساح المجال للشباب على كافة الأصعدة بشكل عملي، ووضعهم على رأس أولوياته، ودمجهم بالمؤسسات التنفيذية المختلفة وقلدهم المناصب القيادية وأصبحت تعول عليهم الدولة فى خطط التنمية الحديثة.
وجاءت «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، كأحد برامج الدولة لتأهيل قادة المستقبل من الكوادر الشبابية، احتضنت أحلامهم ونمت فكرهم بمختلف إيدلوجياتهم ورفعت شعار«سياسة بمفهوم جديد» لتخلق جيلاً قادرا على القيادة وتحمل المسئولية.
ودشنت «التنسيقية»، في أبريل 2018 بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتنمية الحياة السياسية، لتكون منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية وتهدف إلى فتح المزيد من قنوات الاتصال مع الأحزاب والقوى السياسية، وخلق مجال عام قائم على الشفافية والتعددية والتعبير عن الرأى، بما يشجع على الانخراط فى العمل العام والسياسى تحت مظلة الدستور والقانون، وتضم في عضويتها مجموعة من الشباب السياسى وممثلين لمجموعة من الأحزاب السياسية يصل عددهم إلى 26 حزباً من مختلف الأطياف السياسية،
«التأهيل قبل التمكين» هذه هى الخطة التى استهدفتها التنسيقية منذ انطلاقتها، ونجحت فيها بالفعل لمنح الفرص فقط لمن يستحق ومن لديه معطيات النجاح والإنجاز، واستطاع الكيان الشبابي الوليد، في فترة وجيزة أن يحفر اسمًا من ذهب، وأن يسطر تاريخًا جديدًا فى بناء مصر الحديثة، ليس فقط بنجاح كوادره.
البيان التأسيسي
أصدرت تنسيقية شباب الأحزاب، بيانها التأسيسى الأول ليكون إعلانا رسميا لمولدها، في 2018، قالت خلاله «نحن جيل جديد من الشباب المنتمى للعمل السياسى، نؤمن بأننا جزء من نسيج المجتمع المصرى المدرك لمسؤولياته تجاه وطنه ويرغب فى المضى قدما وترتيب الصفوف وعيا بقضايا الوطن وحماية أمنه القومى كأولوية فى مواجهة التحديات التى يتعرض لها».
وهدف التنسيقية الأساسى هو خدمة الوطن والالتفاف حوله عن طريق الحوار الذى يتم تطويره، وإثبات قيمة وعظمة الشباب المصرى وتعزيز خطوات القيادة السياسية لتمكينهم على أعلى المستويات تمهيدا لوضعهم على رأس خريطة صناعة القرار، بجانب تنمية الحياة السياسة.
ويحاول هؤلاء الشباب البحث عن المساحات المشتركة والجامع الرابط الذى يربط عملهم لاستثمارها على أكمل وجه بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية وإعلاء مصالح المجتمع وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها، استجابة لدعوة القيادة السياسية لأهمية تنمية الحياة السياسية.
العام الأول.. اجتهاد ونجاح وتمكين
بعد مرور عام على تدشين «تنسيقية شباب الأحزاب»، اتضحت الرؤية عنهم أكثر فأكثر، استطاعوا بالفعل توصيل صورة حضارية عن مدى النضوج الفكرى والسياسى الذى يتمتع به الشباب المصرى، وإثبات ذاتهم وقدرتهم على الإبداع وتوصيل رسالة حية ونموذجية للعالم أجمع عن حجم النهوض الفكرى وأحقيتهم فى الثقة التى منحهم إياها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فتمكنوا عن جدارة من وضع مشروع كامل لمدرسة الكادر السياسى والتى ستسهم فى إعداد كادر سياسى تنفيذى سيتم تدريبه داخل الأكاديمية الوطنية للشباب، لإفراز جيل جديد من الشباب قادر على أن يتربع على قمة الهرم السياسى.
وقدمت التنسيقية، الكثير من أوراق العمل خلال مؤتمرات الشباب صدر عنها توصيات رسمية من القيادة السياسية، خاصة أنهم كانوا أعضاء فاعلين في سير هذه المؤتمرات من خلال مشاركتهم بورش العمل وإعداد القضايا، ووضح للجميع أن هؤلاء الشباب لديهم الكثير من الموضوعات السياسية والمجتمعية التى تهم الشارع السياسى.
ولم يتوقف دور هؤلاء الشباب عند هذا الحد بل كانوا شركاء أساسيين فى مؤتمر الشباب الخامس، بجانب مشاركتهم بمنتدى شباب العالم الثانى، ومشاركتهم فى إصلاح سلبيات الحياة الحزبية، وإيمانا منها بأهمية دورهم وتدعيم تحركاتهم بصفة خاصة ودور الشباب بصفة عامة، دأبت القيادة السياسية على مدار العام الأول للتنسيقية، على احتضانهم وإشراكهم فى كافة المحافل والفعاليات الإقليمية والدولية لإثراء روح العمل والحوار والاحتكاك بالتجارب الشبابية المختلفة عن قرب وزيادة أواصر التعاون بين الجميع، فلا يكاد يخلو أى من المؤتمرات الشبابية من ممثلين من تنسيقية شباب الأحزاب، ولا يتوانى الرئيس فى الاستماع لرؤاهم ومقترحاتهم وأطروحاتهم وتوجيه الدعوة إليهم فى جميع المحافل الشبابية الإقليمية والدولية.
وبنهاية عام 2019، حازت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيي، ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، باختيار 6 من أعضائها ضمن تعيينات نواب المحافظين، وهم إبراهيم الشهابي نائبًا لمحافظ الجيزة، محمد موسى نائبا لمحافظ المنوفية، بلال حبش نائبا لمحافظة بني سويف، وحازم عمر نائبا بمحافظة قنا، هيثم الشيخ نائبا لمحافظة الدقهلية، ليبدأ الكيان الشبابي جني ثمار سنوات من الاجتهاد والعمل لخدمة الوطن، بتحقيق الحلم وتمكين الشباب.
عام الثقل السياسي
خلال العام الثاني على تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب، أكدت قدرتها وقوتها كمنصة سياسية حوارية تضم عدد كبير من الأحزاب، وكان لها دور فعال في جمع مقترحات الأحزاب السياسية المختلفة عن قانون وشكل الانتخابات البرلمانية، وبالفعل سلمت «التنسيقية»، في يونيو 2020، نص التقرير النهائي للحوار الوطني حول قوانين الانتخابات إلى رئيس مجلس النواب وقتها، الدكتور علي عبد العال، والذي كان نواة لخروج القانون وإجراء الانتخابات في نهاية العام الماضي. وقال الدكتور رئيس مجلس النواب، إن تنسيقية شباب الأحزاب أدارت حوارا مجتمعيا حول القوانين المنظمة لانتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، ضم جميع القوى السياسية والأحزاب، وأرسلت نتيجته إلى البرلمان، مُشيدا بجهود تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى هذا الصدد، مطالبا أعضاء البرلمان بالاطلاع على نتائج هذا الحوار، مشيراً إلى أنه أيضا يتم الاستماع إلي جميع الآراء تحت القبة.
كما نجح أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب، في حصد مكان لهم داخل مجلسي النواب والشيوخ، الأمر الذي منح دفعة للشباب للمشاركة مستقبلا فى الاستحقاقات الانتخابية، وأن الأمل قائم لدخول الشباب فى المجالس النيابية والمجالس المحلية، لتكون التنسيقية بمثابة نافذة لدخول فئات شبابية جديدة، وخلق كوادر قيادية وسياسية شبابية.
واستطاعت التنسيقية، في خوض انتخابات مجلس الشيوخ وتفوز بعدد من المقاعد، ثم خاضت انتخابات مجلس النواب وحصدت 28 مقعدا فى البرلمان من خلال الدفع بمرشحيها ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر.
كما تصدرت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أسماء المعينين في مجلس الشيوخ، حيث احتوت قائمة الأسماء المعلنة حتى الآن على 6 مرشحين من أعضاء التنسيقية، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة ورؤساء الأحزاب، في تأكدي جديد على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للشباب وذلك في إطار حرص الدولة على تمكين الشباب في الحياة السياسية، وهو الأمر الذي لم يؤلف على مدار سنوات عديدة.
ووصل عدد نواب تنسيقية شباب الأحزاب بمجلس النواب إلى 31 عضوا من القائمة الانتخابية والمقاعد الفردية والمعينين، عقب قرار رئيس الجمهورية رقم 4 لسنة 2021، بشأن تعيين 28 شخصا في مجلس النواب 2021، ودعوة مجلس النواب للانعقاد الثلاثاء المقبل.
بداية برلمانية ملفتة
منذ اللحظات الأولى في مجلس النواب الجديد، ظهر نشاط تنسيقية شباب الأحزاب عبر دور نوابها تحت قبة البرلمان واستخدام أدواتهم الرقابية ومواجهتهم القوية في الجلسات العامة التى حضرها الوزراء من أجل عرض بيان وزارتهم في برنامج الحكومة «مصر تنطلق» والذى يتضمن خطة عمل لمدة 6 سنوات من عام 2018 -2022.
اختارت التنسيقية الجلوس على يسار المنصة، لتكون صوت معارض قوي، وقدمت انتقادات وواجهت وزراء حكومة مصطفى مدبولى في كافة الملفات، فالجميع راهن على نجاح تجربة التنسيقية، ونواب التنسيقة كانوا أهل لهذه الثقة التى وضعها فيهم الشارع، بالإضافة لرأى الخبراء والسياسين عن التنسيقية وقوتها.
كما كان لنواب التنسيقية، في مجلس الشيوخ، دورا هاما في خروج لائحة الشيوخ بشكلها الحالي، بعد اجتماعته المستمرة والمضنية التي بدأت مع استلامهم الحقائب البرلمانية مباشرة، يأتي ذلك إلى جانب التزام جميع نواب تنسيقية شباب الأحزاب بخدمة الشعب المصري والعمل على توعيتهم وتثقيفهم سياسيا عن طريق إقامة المبادرات والحملات بالتعاون مع الأجهزة المعنية.