بملايين الدولارات.. صحيفة سويدية تكشف تحكم الإخوان في مدارس بأوروبا
كشفت تحقيقات موسعة أجرتها صحيفة «إكسبريسن» السويدية أن شبكة من الأئمة الإخوان المتطرفين ارتبطت بعلاقات تجارية ونشاط مالي مشبوه مع قيادات مدارس وروضات في أنحاء السويد، وأنشطتهم استنزفت أموال الضرائب المخصصة للتعليم، بينما أغلب المسؤولين عن هذه الشبكة غادروا البلاد تاركين ديونًا ضخمة وراءهم.
وأوضحت أن هذه الشبكة الثانية تشمل مجموعة من الأئمة الإخوان الذين احتجزهم جهاز الأمن السويدي عام 2019، قبل أن تصدر الحكومة لاحقًا قرارًا بأنهم يشكلون تهديدًا لأمن الدولة ويجب ترحيلهم.
أبرز الشخصيات في هذه الشبكة هم الإمام السابق في يِفله أبو رعد، والإمام حسين الجبوري في أوميو، بالإضافة إلى الإمام والمدير عبد الناصر الندي، الذي أدار مدرسة فيتنشابسسكولان في جوتنبرج. جميع هؤلاء ارتبطوا بروابط قرابة وعقيدة سلفية إسلامية راديكالية، وأداروا على مدى سنوات مدارس مستقلة ورياض أطفال استهلكت أكثر من 600 مليون كرونة من أموال الضرائب.
اليوم، لا تزال الشركات والأفراد المتبقية في الشبكة مدينين للمجتمع السويدي بمبلغ 27 مليون كرونة، معظمها ديون ضريبية غير مسددة.
يفله أبو رعد باعتباره أحد القيادات الرئيسية بالشبكة السلفية
إمام يِفله أبو رعد، وهو عراقي الجنسية، كان أحد أبرز الإسلاميين المتطرفين الذين احتجزهم جهاز الأمن في ربيع 2019 بعد أن اعتُبر تهديدًا لأمن الدولة.
كان أبو رعد من القيادات الرئيسية في الشبكة السلفية التي تقف خلف المدارس والروضات، ومرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمدرسة نيا كاستِت في يِفله. ووفقًا لمذكرة جهاز الأمن، فإن الحكومة قررت ترحيله، لكن ظروف بلده العراق حالت دون تنفيذ القرار. غادر أبو رعد لاحقًا، ومكان وجوده الحالي غير معروف.
عبدالناصر أبو الندى كمثال أخر
الإمام عبد الناصر الندي، أحد القيادات الإسلامية المتطرفة، احتجز أيضًا في ربيع 2019، وكان يدير مجموعة مدارس وشركات بناء، بما فيها مدرسة فيتنشابسسكولان. الحكومة اعتبرته تهديدًا لأمن الدولة، لكنه غادر السويد طوعًا، وتمكنت «إكسبريسن» لاحقًا من تعقبه في مصر.
قبل مغادرته، حول الندي أكثر من أربعة ملايين كرونة إلى حساب استثماري في مالطا كان يسيطر عليه مع امرأة سعودية، معلنًا أن الأموال مخصصة لبناء فندق في السعودية. ويطارده الآن جهاز تحصيل الديون السويدي بسبب ديون ضريبية تزيد على خمسة ملايين كرونة.
حسين الجبوري يقضي عقوبة بالسجن
الإمام حسين الجبوري في أوميو، وهو أحد قيادات الشبكة الإسلامية، كان المسؤول المالي عن سلسلة روضات في محافظة فيستربوتِّن، حيث حوّلت ملايين الكرونات بشكل غير قانوني إلى أفراد دون سندات. يقضي الجبوري حاليًا عقوبة بالسجن لمدة عامين بسبب جرائم اقتصادية متعلقة بالنشاط، كما تتابعه مصلحة تحصيل الديون السويدية بسبب أكثر من مليون كرونة كديون ضريبية.
وفي مقابلة سابقة، قلل الجبوري من دوره في روضات «بِلال»، مؤكّدًا أنه حاول إنقاذ النشاط قبل احتجازه من قبل جهاز الأمن، وأنه ينفي وجود شبكة سلفية كما وصفته السلطات.
ربيع كرم مدان بالاحتيال
كان ربيع كرم أحد مؤسسي مدرسة فيتنشابسسكولان ومدرسة نيا كاستِت، وكان الإمام أبو رعد شخصية محورية في الشبكة. أُدين عام 2024 مع محاسب الشبكة الإسلامية محمد القطّراني بجرائم احتيال اقتصادي تضمنت تضخيم الوضع المالي للمدرسة عبر نقل الأموال بين شركات مختلفة لإقناع السياسيين بمنح مخصصات.
كرم مطلوب لتنفيذ عقوبة بالسجن لمدة ثمانية أشهر، وتلاحقه مصلحة تحصيل الديون السويدية بسبب ديون ضريبية مقدارها خمسة ملايين كرونة. ويؤكد عبر رسائل صوتية أنه موجود في مصر، وأنه لم يقم بالتهرب عمدًا، بينما ينفي ارتكاب أي جريمة.
محمد القطّراني باعتباره ممكن مالي
محمد القطّراني، محاسب الشبكة وصهر أبو رعد، غادر البلاد وهو يحمل ديونًا ضريبية قدرها 2,1 مليون كرونة. عمل مستشارًا اقتصاديًا للعديد من الشركات التابعة للشبكة، وأدين بمساعدة في جرائم الدفاتر المحاسبية، لكنه استمر في نشاطه رغم حظر مزاولة الأعمال لمدة ثلاث سنوات.
وصفه الباحث ماغنوس نورمارك بأنه «مُمكّن»، أي شخص ذو كفاءة مالية واستراتيجية تُستغل في النشاط الإجرامي للشبكة، بينما كان أبو رعد والندي يتمتعان بالدافع الديني الأساسي.
إيفا فريه ووسيم الجُمعة
إيفا فريه ووسيم الجُمعة حيث حوّلوا مبالغ ضخمة من أموال الأطفال إلى منظمة «المسلمين المتحدين في السويد» المرتبطة بالتطرف، كما دفعوا أموالًا لداعية كراهية معروف. أُدين الاثنان بجرائم في الدفاتر المحاسبية، وحُكم على وسيم الجُمعه بالسجن عشرة أشهر وحظر مزاولة الأعمال لمدة ثلاث سنوات.
وأكدت تحقيقات الصحيفة السويدية، أن الشبكة الإخوانية في السويد استغلت الغطاء الديني والتعليم لتحويل ملايين الكرونات - ملايين الدولارات - من أموال الضرائب إلى أنشطة مشبوهة، تشمل تمويل منظمات وأحزاب إسلامية، واستعمال الأموال لأغراض شخصية، وإدارة شركات وروضات بشكل غير قانوني، وغادر أغلب قيادات الشبكة البلاد، تاركين خلفهم ديونًا ضخمة ومسؤولية مالية كبيرة على المجتمع السويدي.


جوجل نيوز
واتس اب