رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

صانع البهجة.. أعمال لا تنسى للراحل لطفي لبيب

لطفي لبيب
لطفي لبيب

رحل عن عالمنا اليوم الفنان القدير لطفي لبيب داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، بعد صراع مع المرض وتدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة، ليسدل الستار على مسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود، صنع خلالها اسمه كأحد أبرز نجوم مصر والعالم العربي، رغم أنه لم يكن يومًا من الباحثين عن البطولة المطلقة أو بريق الأضواء.

لطفي لبيب لم يكن نجمًا تقليديًا، بل حالة فنية فريدة؛ فنان بسيط، عميق، يترك أثرًا لا يُنسى في كل مشهد يظهر فيه، حتى وإن لم يكن بطل العمل، وذلك من خلال كاريزما تلقائية تمتع بها، وموهبة صادقة، استطاع أن يرسم الضحكة والدمعة، ويؤكد أن البطولة ليست في حجم الدور، بل في عمق الأداء.

ولم يكن وجوده في أي عمل مجرد إضافة، بل كان ركيزة أساسية في تركيبة النجاح، أدى أدوار الأب، والموظف، والطبيب، والمثقف، ورجل الدين، ورجل الأمن، بأسلوب يحمل توقيعه الخاص، فجعل من الشخصية العادية شخصًا لا يُنسى.

أيقونة الكوميديا ورفيق الزعيم 

وعُرف لطفي لبيب بصداقته المهنية والفنية الممتدة مع الزعيم عادل إمام، إذ شارك معه في أكثر من 10 أعمال شهيرة، منها: "السفارة في العمارة"، "مرجان أحمد مرجان"، "بوبوس"، "صاحب السعادة".

وكان لبيب دائمًا حاضرًا في أهم لحظات الزعيم الفنية، لا كمجرد ممثل مساعد، بل كشريك يحمل عبء المشهد بروح خفيفة وعمق حقيقي.

أبرز أعمال لطفي لبيب

كما كان أحد أعمدة الكوميديا في موجة صعود جيل الشباب في بداية الألفينات، وشارك بنجاح في أفلام مع نجوم منهم:- محمد هنيدي في فيلم “يانا يا خالتي”، جاءنا البيان التالي"، “أمير البحار”، وأحمد حلمي في “كده رضا”، “عسل أسود”، “مبروك أبو العلمين حمودة”، كما شارك في فيلم “اللي بالي بالك” مع محمد سعد، و"طباخ الرئيس" مع أحمد مكي، و"أسد وأربع قطط" مع هاني رمزي.

وظل لطفي لبيب طوال مشواره عنصرًا فاعلًا في الأعمال الناجحة، لا يغيب عن الجمهور طويلًا، ولا يغادر مشهدًا إلا ويترك أثره.

“الكتيبة 26”.. أشهر مؤلفات لطفي لبيب

ورغم شهرته في التمثيل، لم يغب لطفي لبيب عن الكتابة أيضًا، فقد وثّق جزءًا مهمًا من حياته في كتابه "الكتيبة 26"، والذي يحكي فيه عن تجربته الشخصية كجندي شارك في حرب أكتوبر المجيدة، مقدمًا رؤية إنسانية ووطنية صادقة لواحدة من أعظم اللحظات في تاريخ مصر.

ونال الكتاب استحسان القراء والنقاد، لأنه جاء من قلب فنان يحمل في داخله وجدان المقاتل، وذاكرة الجندي، وروح المواطن المصري البسيط.

رحيل في صمت.. وذكراه لا تُنسى

غاب لطفي لبيب عن الشاشة في السنوات الأخيرة بسبب تدهور حالته الصحية، لكنه ظل حاضرًا في وجدان محبيه، الذين كانوا يتمنون رؤيته مجددًا ولو لمشهد واحد. واليوم، يُودّع الوسط الفني والجمهور فنانًا من طراز نادر، "نجم الظل" الذي لم يسعَ للصدارة لكنه كان دائمًا في القلب.

أشهر كلمات لطفي لبيب

وتعكس كلمات لطفي لبيب فلسفته الفنية والعميقة في الحياة، وكان من أشهر كلماته التي قالها في لقاء تليفزيوني: “أنا فنان مش لازم أكون في البوستر.. المهم أبقى في قلوب الناس”.

          
تم نسخ الرابط