هل رفع الزوجة صوتها على زوجها مبرر للطلاق؟.. الأزهر للفتوى يجيب

تلقّى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالًا من أحد المتابعين من محافظة الفيوم، يتعلق بخلافات متكررة مع زوجته التي ترفع صوتها عليه وتسيء إليه في الحديث عند حدوث نزاعات بينهما. وأكد السائل أنه لا ينوي الطلاق، بل يبحث عن حل جذري يضمن استمرار العلاقة الزوجية بشكل سليم.
حكم رفع الزوجة صوتها على زوجها
في مداخلة تلفزيونية، أجابت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، على هذا التساؤل، موضحة أن رفع الصوت من قِبل الزوجة خلال الخلافات أمر مرفوض من الناحية الشرعية، ومنافٍ لتعاليم الإسلام التي تؤكد على حسن الخلق والمعاشرة بالمعروف بين الزوجين. وأشارت إلى أن الحوار المهذب والاحترام المتبادل هما أساس العلاقة الزوجية الناجحة، وأن تصعيد الخلافات بالصراخ أو الكلمات الجارحة لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل.

وشددت أبو قورة على أن الطلاق يجب ألا يكون أول الحلول عند ظهور المشكلات، بل لا بد من اللجوء إلى الحكمة والتريث، والتحلي بالصبر وضبط النفس. وأضافت أن الخلافات الزوجية أمر طبيعي، لكن أسلوب التعامل معها هو ما يحدد مدى قدرة الطرفين على تجاوزها أو الوقوع في الانفصال.
المجادلة في لحظة الغضب
وأوصت الدكتورة بأن يتم التعامل مع الخلافات بطريقة عقلانية وهادئة، فإذا لاحظ أحد الطرفين تصاعد التوتر، من الأفضل أن يبتعد مؤقتًا عن الموقف لتخفيف حدة الانفعال، كتغيير المكان أو أداء الوضوء والصلاة، ثم العودة للحوار بعد التهدئة. وأكدت أن هذا الأسلوب أكثر فاعلية من المجادلة في لحظة الغضب، التي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات متهورة يندم عليها الطرفان لاحقًا.
وفي ختام حديثها، وجهت نصيحة للزوجة بضرورة مراعاة خفض الصوت واحترام الزوج أثناء النقاش، فذلك من علامات حسن الخلق والمعاشرة الطيبة، التي أمر بها الإسلام. وأشارت إلى أن القرآن الكريم دعا الزوجين إلى التراحم والتفاهم، لا إلى التنازع والتحدي، داعية الله أن يرزق جميع الأزواج السكينة والمودة والرحمة في حياتهم الزوجية.