هل الموت في رجب يعد من علامات حسن الخاتمة؟.. علي جمعة يجيب
هل الموت في رجب يعد من علامات حسن الخاتمة.. أمور كثيرة تزداد عنها تزداد التساؤلات في شهر رجب، واحدا منها هو “هل الموت في شهر رجب يعد من علامات حسن الخاتمة”، خاصةً أن رجب هو أحد الأشهر الحُرم التي تتضاعف فيها الأعمال الصالحة ويكثر فيها الفضل والثواب. وبينما يترك هذا الشهر أثراً عظيماً على الأحياء، يتساءل الكثيرون عن مصير الأموات فيه، وهل يتضمن فضلاً خاصاً لهم؟
هل الموت في رجب يعد من علامات حسن الخاتمة؟
وفي إجابته على سؤال هل الموت في رجب يعد من علامات حسن الخاتمة؟، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أنه لا يوجد دليل شرعي يؤكد أن الموت في رجب له فضل خاص أو يعد من علامات حسن الخاتمة. وقال جمعة: "لم يرد حديث صحيح يخص فضائل شهر رجب"، مشيراً إلى أن الحافظ بن حجر في كتابه "تبيين العجب فيما ورد في شهر رجب" أشار إلى أن جميع الأحاديث التي وردت حول فضل هذا الشهر غير صحيحة.
وأضاف جمعة أن الأحاديث التي وردت في فضل شهر رجب أسانيدها ضعيفة ولا تصح، مشيراً إلى أن هذا الشهر هو من الأشهر الحُرم التي أمر الله تعالى بتعظيمها، ويعد من أيام الرحمات والبركات. وقد وقع فيه حدث الإسراء والمعراج، لكنه لا يحمل خصوصية خاصة لفضائل أو عبادات معينة لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة للموت في الأشهر الحرم، فالأمر لا يختلف عن الموت في غيرها من الشهور في ما يتعلق بحسن الخاتمة. من هنا، يتضح أن الموت في رجب ليس له فضيلة أو ميزة خاصة، باستثناء كونه يقع في شهر حرام يعظم فيه الأجر.
علامات حسن الخاتمة
النطق بالشهادة عند الموت: كما في حديث معاذ بن جبل: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».
الموت بعرق الجبين: كما ورد عن بريدة بن الحصيب: «مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ».
الموت ليلة الجمعة أو نهارها: عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَتَهَا إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ».
الاستشهاد في ساحة القتال: لقوله تعالى: «لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».
الموت بالطاعون: عن أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
الموت بداء البطن: عن أبي هريرة: «مَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ».
الموت بالحرق أو بالغرق: كما في حديث أبي هريرة: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
الموت على عمل صالح: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ»، أي يفتح له عملاً صالحًا قبل موته.
وفاة المرأة أثناء الولادة: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ».
الموت دفاعًا عن العرض أو المال: عن عبد الله بن عمر: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».
دعاء للأموات في رجب
الدعاء للأموات في رجب من أفضل الطرق التي تخفف عنهم وحشة القبر وتعين على رفع مكانتهم. يمكن الدعاء لهم بما يلي:
• اللهمّ افرش قبره من فراش الجنة.
• اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره.
• اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنة.
• اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا.
• اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
• اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم.
• اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض.
خلاصة القول: الموت في رجب ليس له فضل أو ميزة خاصة على غيره من الشهور من حيث علامات حسن الخاتمة، ولكن حسن الخاتمة يرتبط بما قام به الشخص من أعمال صالحة في حياته وموته على طاعة الله، سواء كان في رجب أو غيره.