الهروب الخادع.. كيف خطط بشار الأسد لمغادرة سوريا في سرية تامة؟

في خطوة مفاجئة هزت أروقة الحكم السوري، نفّذ بشار الأسد خطة هروب سرية إلى موسكو، تاركًا وراءه مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه في حالة من الذهول، وتفاصيل الهروب تكشّفت عبر شهادات متعددة، رسمت صورة لزعيم تخلى عن الحكم في اللحظات الأخيرة، معتمدًا على الخداع والغموض.

الخداع في قلب الخطة

في آخر ظهور له قبل مغادرة سوريا، اجتمع الأسد مع نحو 30 من كبار قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع، خلال الاجتماع، أكد لهم أن الدعم العسكري الروسي قادم، داعيًا القوات البرية إلى الصمود، وأحد الحاضرين في الاجتماع كشف أن تلك الوعود كانت جزءًا من خطة الخداع التي مهدت للهروب.

 إشارات مضللة ومواعيد كاذبة

حتى أقرب المقربين للأسد لم يكونوا على دراية بخطته ومساعده الشخصي ذكر أن الأسد أبلغه أنه سيعود إلى منزله بعد انتهاء يوم العمل، لكنه توجه إلى المطار بدلاً من ذلك، لم يكن هذا الخداع الوحيد، إذ دعا الأسد مستشارته الإعلامية، بثينة شعبان، إلى منزله لكتابة خطاب، لكنها فوجئت بغيابه عند وصولها.

اللحظات الأخيرة في السلطة

استعرضت وكالة "رويترز" تفاصيل الأيام الأخيرة للأسد، بناءً على شهادات 14 مصدرًا مطلعًا، من بينهم مساعدون رئاسيون ودبلوماسيون إقليميون ومسؤولون أمنيون، بالإضافة إلى شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، وتشير الشهادات إلى أن الأسد لجأ إلى السرية التامة، مستخدمًا التكتم والخداع لضمان تنفيذ هروبه دون عراقيل.

إلى أين ذهب الأسد؟

بعد ساعات قليلة من خطته السرية، شوهد الأسد في موسكو، حيث حصل على حق اللجوء السياسي وورغم المحاولات العديدة للوصول إليه من قبل وكالة رويترز، لم يتمكن أحد من الاتصال به أو الحصول على تعليق رسمي منه.