وليد أبو السعود يكتب: كنت صديقا للفنان الجدع عزت العلايلي.. عن قسوة وصدمة رحيل الجدع ابن البلد صاحب صاحبه.. 3 دروس علمتني كيف تصبح كبيرا بتصرفاتك لا بعمرك.. من الأردن لميدان التحرير ختاما بمسجد المروة
كأنه فلاح مصري أصيل، أو نحات من العصر الفرعوني، يحفر بإزميله في قلب كل من شاهده، فالجميع أحبه وتغني بصفاته، لما لا فهوابن البلد الشهم الذي ينتمي بكل جوارحه لطبقة الكبار وصفات الكبار، والكبارهنا ليسوا بالسن لكن بالتصرفات، فكل من قابل النجم الراحل عزت العلايلي شعر معه بحنية الاب وقسوته بحبه له وخشيته عليه واحتضانه له.
ولم تكن هذه هي الصفة الوحيدة التي تخرج من لقائك أو تعاملك مع «العلايلي»بل تشعر أنك أمام رجل عروبي مصري وطني، لا أنسى في لقائاتي بالراحل الكبير كيف خرجت من كل تصرف بدرس جديد من كل مكالمة لي معه تعلمت أن أكون إنسانا كبيرا في تعامله وليس في عمريأو منصبي.
أول إتصال
كان أول اتصال هاتفي لي مع الراحل الكبير عام 2010 عندما رغبت احدى الجوائز العربية الكبرى في تكريمه وكنت أمثلهم في مصر وتواصلوا معه ورفض التكريم في البداية وعندما هاتفته كانحذرا وأخبرني أنه رفض واعتذر وعندما طلبت منه فرصة للنقاشوافق، وقتها قلت له كيف يرفض من قدم أفلام الأرض والاختيار والمواطن مصري وإعدام ميت وكل هذه الأعمال تمثيل مصر وتمثيل الفن المصري في جائزة كبرى ليضحك كثيرا كأب أعجبته فطنة ابنه ويقول لي وبكل تلقائية «أنت لئيم يا واد أنت وسخنتني بلغهم اني موافق عالتكريم». وبالفعل سافر وعندما راني للمرة الاولى هناك في دولة الأردن الشقيقة اوقف الموسيقى التي كانت تعزف ليهتف بأعلى صوته انه حضر ووافق على التكريم من أجل خاطري وكانت هذه لفتة من معلم وأستاذ ودرس كبير منه لي.
أصدقاء الميدان
ولا أنسى لقائنا يوم 30 يونيو ومسيرتنا معا من وزارة الثقافة وحتى ميدان التحرير وقتها كان خائفا على مصر وكان قلقا بشكل كبير ورافضالحكم الاخوان ورغم أنه كان متعب إلا أنه أصر على استكمال المسيرة بالركامل ولا أنسى اتصالنا هاتفيا بعدها وضحكنا عندما نشرت إحدى الجرائد القومية صورتنا معا على أنني واحدا من قيادات شباب 30 يونيو.
آخر لقاء لنا كان بعد انتهائه من فيلم «تراب الماس»آخر أفلامه يومها تحدثنا كثيرا وكان الدرس الاخير عاتبني في البداية أنني لا أتصل إلا لحوار أو صحافة وطالبني بالاتصال به كثيرا لأنه لا يحب علاقات العمل والمصلحة ويومها أيضا كان مهموما بمصر وبما يحدث فيها.
رحل اليوم عمودا من أعمدة الفن المصري والعربي رحل ممثلا من الطراز الثقيل كان قادرا على التمثيل بكل سنتي في جسده وابتلاع أي ممثل أمامه.
في وداعه حضر الأحبة وغاب الجدع.
نعاه الجميع حبا لا نفاقا لانه وكما قال عدد كبير ممن ودعوه لم يتأخر عن واجب أبدا.
اقرأ أيضا:
«ستظل خالدا في أذهاننا».. هكذا نعى محمد صبحى صديقه الراحل عزت العلايلي