كرم جبر: البلدان العربية تواجه حاليًا خطر غزو الإعلام الأجنبي الذي يبث محتوى غير ملائم للثقافة العربية
انطلقت فعاليات المنتدى الإعلامي المصري العماني، بمقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمبني ماسبيرو، تحت عنوان «الثورة التكنولوجية الخامسة ومستقبل الإعلام في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي»، الذي يقام تحت رعاية الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والسفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بحضور الدكتورة مني الحديدي والإعلامي نشأت الديهي، عضوى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والإعلامية نائلة فاروق رئيس التليفزيون المصري، وكبار الصحفيين والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف والمواقع والقنوات الفضائية المصرية والعمانية.
وضم الوفد العماني الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام السابق، والدكتور محمد العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانيين، وسالم الجهوري نائب رئيس الجمعية، ويوسف الهوتي رئيس لجنة التدريب والتعاون الدولي بالجمعية، والكاتب الصحفي سعيد النهدي رئيس لجنة التدريب بالجمعية، والكاتب الصحفي مصطفي العمري رئيس لجنة العضويات وشئون الأعضاء بالجمعية، والكاتب الصحفي راشد الراشدي رئيس لجنة المراسلين بالجمعية، الكاتب الصحفي سعيد الحبيس، والكاتب الصحفي محمد السيفي، والإعلامي خالد الزدجالي، والكاتب الصحفي علي الذهبي، والمخرج السينمائي جميل اليعقوبي.
أدار المنتدى الإعلامي أحمد أبو زيد المذيع في القاهرة الإخبارية، وتم الاتفاق على تطوير التعاون في العلاقات الإعلامية بين البلدين خاصة في مجالات التدريب والتثقيف لمواجهة الذكاء الاصطناعي، وأثر الثورة التكنولوجية الخامسة على صناعة الإعلام والاتفاق على تنظيم دورات تدريبية في مختلف مجالات العمل الإعلامي للإعلاميين والصحفيين في البلدين.
واستهل الكاتب الصحفى كرم جبر المنتدى بالترحيب بالحضور، مضيفًا أنه سعيد بتجمع هذه الكوكبة من الإعلاميين المصريين والعمانيين، وأنها فرصة طيبة لتبادل الحوار بين الطرفين.
وأضاف «جبر» أن العلاقات بين مصر وعُمان ممتدة على مدار التاريخ، موضحًا أن اللقاء الأخوي بين زعيمي الدولتين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشقيقه السلطان هيثم بن طارق، الذي تم مؤخرًا يترك لنا مساحة كبيرة للاتفاق في الرؤى والمواقف والأفكار وعلينا كإعلام أن نترجم هذا الوفاق والانسجام والتناغم في العلاقات بين الدولتين إلى سياسات إعلامية تكرس المفاهيم التي تعكس الوضع السياسي.
وأوضح: «علينا العمل معًا لمواجهة التحديات التي تواجه الإعلام في كل الدول العربية خاصة أن التحديات واحدة مع اختلاف بعض التفاصيل، وأوضح أننا مقبلون على الثورة التكنولوجية بسرعة القطار ودورنا ألا يمضي القطار إلى المجهول».
وأشار إلى أن البلدان العربية تواجه حاليًا خطر غزو الإعلام الأجنبي الذي يبث محتوى غير ملائم للثقافة والعادات والتقاليد العربية والإسلامية مثل مواد المثلية والإلحاد والتطرف، مضيفًا أن الإعلام الأجنبي يرغب في بث هذه الثقافات الغريبة في الشباب والنشء لذلك علينا العمل على توعية النشء بهذه الأخطار لأن المنع أصبح صعبا.
وأوضح: علينا أن نقرأ المستقبل بشكل عملي وأن نتواصل مع الجهات الصانعة للتكنولوجيا، وأن نعمل على تأهيل الشباب للوظائف المستقبلية التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي، لأن هناك الكثير من الوظائف المرشحة للاختفاء في المستقبل بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه علينا الاتحاد جميعًا لمواجهة وسائل الإعلام الحديثة التي تقوم بعملية أشبه بنقل الدماء في الاتجاه العكسي، حيث تمتص موارد الإعلام العربي الصالحة ولا نستطيع أن نحصل على حقوقنا.
وأكد قيام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بتدشين دورات تدريبية للإعلاميين والصحفيين العرب، من خلال إحدى المؤسسات الكبري، ليكون هناك تبادل للخبرات وتنسيق كامل بين كل البلدان العربية في المجال الإعلامي.
ومن جانبه، رحب المهندس عبدالصادق الشوربجى بالحضور، مؤكدًا أن العلاقات المصرية العمانية وثيقة وممتدة على مدار التاريخ، وتقف على أرض صلبة.
وأضاف أنه يتمنى أن يكون هناك تعاون مع الإعلام العماني، وأن يكون هناك تبادل للخبرات والزيارات للعمل على تقريب وجهات النظر، وكذلك التعاون في مجال التدريب خاصة أن المؤسسات الصحفية المصرية تمتلك مراكز تدريب على أعلى مستوى، موضحًا أن صناعة الإعلام أصبحت صعبة خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، لذلك يجب التعاون معًا كون الصحافة والإعلام يقومان بمهمة عظيمة وهي تثقيف وتنوير الشعوب.
ومن جانبه أكد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العالم يشهد منذ سنوات تطورا سريعا يتمثل في سيطرة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة على كافة مناحي الحياة، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام والصحافة وقعت تحت تأثير كبير جراء هذا التطور التكنولوجي، فضلا عن التزاوج الكبير بين وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.
واستعرض سفير سلطنة عمان بالقاهرة التأثير المتسارع للتكنولوجيا الحديثة على صناعة النشر والمحتوى، وقال إنه في السابق كانت المجلة، على سبيل المثال، لديها سقف زمني للصدور ومن ثم طرحها بين أيدي القراء، فيما كانت الصحيفة هي الوجبة المعرفية الثرية للقراء يوميا، ولكن اليوم وفي ظل تنامي وتسارع استخدام التقنيات الحديثة فقد أصبحت الصحيفة بمثابة «مجلة» تستبعد الخبر من صفحاتها، وتركز على فنون صحفية أخرى كالتحقيق الصحفي الذي لا يرتبط بزمان محدد.
وأضاف الرحبي أنه أصبحت البرامج والمنصات الإعلامية هي التقنية الأحدث في نقل الخبر كتابة وسماعا ورؤية، حيث يتم نقل الحدث من أقصى الأرض إلى أدناها في التو واللحظة متخطية الزمان والمكان، مشيرًا إلى أننا أمام تحد كبير بسبب التطور التكنولوجي الهائل، يقابله تحد آخر يتمثل في زيادة تكلفة أدوات إنتاج الصحيفة من ورق وأحبار وآلات ملازمة لصناعة النشر.
وقال إننا نحن جيل ما زلنا نشعر بمتعة تصفح الكتاب والصحيفة الورقية، ولكن ينبغي الاعتراف بأن هناك جيلا آخر من أبنائنا وشبابنا يواكب التطور التكنولوجي الكبير ما يستلزم من الجميع مراقبة هذا الجيل حتى لا يقع فريسة للتكنولوجيا الحديثة والوقوع في براثن مساوئها، مشيرًا إلى أهمية المنتدى الإعلامي المصري العماني والموضوع المطروح للنقاش المتمثل في مستقبل الإعلام في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي، معربا عن أمله في أن تصدر عن المنتدى توصيات ونتائج مفيدة.
فيما أعرب الدكتور محمد العريمي، عن سعادته بحضور هذا المنتدى، مضيفًا أن الوفد لقي منذ حضوره إلى مصر حفاوة في الاستقبال جعلتهم يشعرون بأنهم لم يغادروا بلدهم، مؤكدًا أن العلاقات المصرية العمانية ممتدة عبر التاريخ.
وأضاف أن علينا العمل معًا والتعاون لمواجهة التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي حتى لا يؤثر على الإعلام، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال حتى لا نبدأ من الصفر.
وقال الدكتور عبدالمنعم الحسني إنه سعيد بحضور هذا المنتدى الذي يضم قامات إعلامية مصرية وعمانية، مشيرًا إلى ضرورة تنظيم مثل هذه المنتديات في كل الدول العربية وأن يكون هناك تعاون لمواجهة الذكاء الاصطناعي وعدم الخوف من مواجهته، لأنه لا يمكن لأي دولة عربية أن تواجه الأمر وحدها.
وأضاف أنه يمكن السيطرة على التكنولوجيا خاصة أن من قام بصناعتها الإنسان وهو أذكي مخلوق على وجه الأرض، مشيرًا إلى أن الأهم هو التعاون والتنسيق بين الدول العربية والمؤسسات العالمية لمواجهة التحديات الكبيرة الذي تواجه الإعلام العربي.
فيما قدم سالم الجهوري شرحًا حول جمعية الصحفيين العمانية، مضيفًا أنه يجب التعاون العربي للعمل على تحديد كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ومواجهته حتى لا يؤثر على وسائل الإعلام العربية.
وقال يوسف الهوتي إنه يجب التعاون بين كل الدول العربية لمواجهة الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن الأمر يجب أن يكون تشاركيا وليس انفراديا.
وأشار إلى ضرورة أن يكون للإعلام دور كبير في قيادة الدول وليس الجانب الاقتصادي فقط، مضيفًا أن على الإعلام دورًا كبيرًا في تثقيف المجتمعات من خلال صياغة الرسالة التي يقدمها.
من جانبها رحبت نائلة فاروق بالحضور في مبني ماسبيرو الذي يشهد على تاريخ وحضارة مصر ووثق كل المراحل التاريخية التي مرت في مصر، مضيفة أن علينا دراسة والتعرف على كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي.
وأوضحت أن الإنسان والروح الإعلامية ستظل هي أساس العمل الإعلامي حتى مع التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده الإعلام في كل العالم، ولذلك علينا العمل على التعاون في مجال التدريب والتأهيل للعمل على تأهيل وتدريب الإعلاميين والصحفيين على الثورة التكنولوجية.
وأوضح سعيد النهدي، أنه سعيد بحضور المنتدى في ظل وجود القامات الصحفية والإعلامية المصرية العمانية، مضيفًا أن علينا العمل معًا في كل الدول العربية في مجال التدريب والقوانين للعمل على مواجهة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن علينا أن نقوم بوضع خطة شاملة فاعلة يتم تدريسها في المراحل التعليمية المختلفة في كل البلدان العربية، لمواجهة الذكاء الاصطناعي، والعمل على أن يتم توعية الشباب والنشء بمخاطر استخدام التكنولوجيا.
فيما أوضح الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير الجمهورية، أن العلاقة المصرية العمانية نموذج للعمل العربي المشترك، وهناك عمق حضاري ومشاعر صادقة، مضيفًا أننا نتحدث عن الإشكالية والصراع بين الإعلام التقليدي والحديث ولكننا تناسينا أن البطل الحقيقي هو المحتوى والمضمون الذي نقدمه كذلك يجب أن نعمل على أن يكون هناك تكامل بين الإعلام التقليدي والحديث.
وأشار إلى ضرورة تدشين جائزة مشتركة مصرية عمانية لدعم التعاون بين البلدين والتقارب بين الشعبين الشقيقين، على أن يتم تقديمها في ختام ملتقى إعلامي عربي، مضيفًا أنه من المهم توحيد الجهود والعمل معًا لدعم بعضنا البعض ومواجهة التحديات.
فيما أكد الإعلامي نشأت الديهي، أن عمان في قلب المصريين وكذلك العكس، مضيفًا أن التعاون الاقتصادي هو الجسر الحقيقي للعبور، مضيفًا أننا علينا التحرك معًا لمواجهة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
وأشار الديهي إلى ضرورة اعتبار قضية الذكاء الاصطناعي قضية أمن قومي إقليمي، والعمل على وضع استراتيجية للتعامل الإقليمي مع التحديات التي تواجه الإعلام، وكذلك تحديد الوظائف المهددة بالاختفاء بسبب التكنولوجيا الحديثة، ووضع النظم التعليمية التي تتوائم معها، وإنشاء آلية تكون تابعة لجامعة الدول العربية للتعامل مع هذه التحديات.
فيما أكدت الدكتورة منى الحديدي ضرورة تكرار مثل هذه المنتديات وأن تعقد بصفة مستمرة شهريًا أو كل ثلاثة أشهر حتى لو أون لاين، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس نهاية المطاف فالتطورات في مجال الإعلام موجودة بصفة دائمة، ودخولنا العصر الحديث ليس اختيارا أو رفاهية بل ضرورة ملحة.
وأشارت إلى ضرورة العمل على التدريب والتأهيل الإعلامي المستمر لكل العاملين في المجال الإعلامي بداية من القيادات الإعلامية إلى الشباب، موضحة ضرورة تدريب التربية الإعلامية في كل المراحل التعليمية للعمل على تثقيف النشء.
فيما أكدت الإعلامية سحر صبري، مذيعة في التليفزيون المصري والعماني، أنه علينا وضع محددات لمواجهة التكنولوجيا الحديثة حتى نستطيع التعامل معها، مضيفًا أنه يجب العمل على تدريب وتأهيل الشباب والنشء ليستطيعوا التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
وقال الإعلامية شاهيناز جاويش، المذيعة بقناة الحياة، إن مصر أخذت خطوات كبيرة في مجالات البنية التحتية التكنولوجية، مضيفة أن هناك تطور هائل في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة وعلينا تأهيل الشباب والنشء لمواكبة المتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم نتيجة الثورات التكنولوجية.
حضر المنتدى الكاتب الصحفيون، عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية، وعبدالنبي الشحات رئيس تحرير موقع الجمهورية أون لاين، وخالد ناجح رئيس تحرير بوابة دار الهلال، ومحمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم، ومحمد أمين رئيس تحرير مجلة أكتوبر، وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، وماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي وبوابة الأهرام، وصلاح جمعة نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ورفعت خالد رئيس تحرير جريدة المساء، والإعلامية أسماء يوسف المذيعة بقناة DMC، والإعلامية منى المراغي المذيعة بقناة الحياة، والإعلامية شاهيناز جاويش المذيعة بقناة الحياة، والإعلامية شروق الخطيب المذيعة بقناة mbc والإعلامية سحر صبري مذيعة في التليفزيون المصري والعماني.