رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

شيخ الأزهر: مشقة الصوم تنبع من فلسفة الترك والترفع والاستغناء

ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر، كلمة خلال شعائر صلاة الفجر من مسجد مصر في افتتاح المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وعدد من الوزراء، وكبار رجال الدولة.

شيخ الأزهر

وخلال كلمته، أوضحشيخ الأزهرأن هذا شهر رمضان الكريم الذي نستفتح بساعاته الأولى صيامنا وعبادتنا وتلاوتنا للقرآن الكريم فُرض في السنة الثانية للهجرة بالمدينة المنورة قبل فرض الزكاة، رغم أنه يذكر بعدها في عدد أركان الإسلام وتفسير ذلك فيما يقول العلماء أن الصوم لما كان أشد أركان الإسلام مشقة على النفس كان من المناسب في الحكمة الإلهية أن يبدأ ترتيب الأركان أولا بالأخف مشقة، وهو الصلاة ثم يثني بالزكاة لأن مشقتها وسط بين مشقة الصلاة والصوم، ثم يثلث بالفريضة الأشق وهي صوم رمضان.

مشقة الصوم

وأردف شيخ الأزهر أن مشقة الصوم تنبع من فلسفة الترك والترفع والاستغناء التي تدور عليها أبعاد هذه الفريضة من الامتناع عن لذائذ النفس وشهواتها، ثم من ابتعادها عن رزيلة الرياء والمتعة التي قد يشعر بها المتعبد بالفرائض الأخرى والتي للنفس وحظوظها منها نصيب يقل أو يكثر، وفي الصوم تشبه بصفة من صفات الله تعالى قدر ما تطيقه الطبيعة البشرية وهي الاستغناء عن الطعام والشراب، فالصائم بهذا الاستغناء كأنه يعبد ربه بصفة من صفاته تعالى، وما انفرد به الصوم عن سائر أركان الإسلام أنه لم يقع عبادة لغير الله، فلم يعرف في تاريخ الكفر والكفار أنهم عظموا أصنامهم بالصيام كما عظموها بالصلاة والزكاة والحج.

واختتم فضيلة الإمام الأكبر كلمته بأن للصوم خصوصية أخرى يتفرد بها، وهي أن سائر العبادات تنقص باستفاء حقوق العباد ومظالمهم يوم القيامة، ما عدا الصوم فإنه يبقى كاملا موفورا لصاحبه لا ينقص من قدره هذا الاقتصاص من الحقوق والمظالم أمام الله تعالي يوم الحساب، لذلك ولخصائص أخرى كثيرة للصوم يضيق المقام عن سردها اختص الله الصوم بانتسابه إليه قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به.

          
تم نسخ الرابط