أول من صنع الـ«تريند».. وائل الإبراشي الموهوب الذي نقل التحقيق الصحفى للفضائيات
شعر مميز بلونه الأبيض وإطلالة جادة بملامح لا تعرف الهزل تجبرك على منحها انتباهك من الوهلة الأولى، ثقافة تنير عقلك وقضايا مثيرة تسبح معها نحو الحقيقة، فهو أول من نقل التحقيق الصحفي إلى الشاشة الصغيرة، فدون مقدمات وكلمات كثيرة تبعدك عن الهدف الأساسي اعتاد دائما أن يفتتح حلقات برامجه بقضاياه الساخنة والجديدة، ليصنع «التريند» قبل أن يعرفه رواد السوشيال ميديا، ويلقبه الكثيرون بـ «المنقذ» فكل برنامج وقناة يفكران في التطوير لا يجدان غيره بديلا فبساطته وانحيازه للناس والحقيقة دائما حفرت اسمه في قلوبالمصريين.
الكاتب الصحفي وائل حسن محمود الإبراشي، ولد في 26 من أكتوبر عام 1963 بقرية شربين محافظة الدقهلية، تدرج من صحفي بمجلة روزاليوسف في فترة التسعينيات، إلى أن أصبح أحد الإعلاميين المعدودين في الوطن العربي، له خبرة إعلامية واسعة، يتسم بالهدوء والعقلانية في تناوله قضاياه، مهموم بالبحث عن الحقيقة ومحاولة كشفها مهما كان الثمن .
الموهوب والانفرادات الصحفية
في مذكراته «50 سنة فى أفران الصحافة الساخنة» تحدّث الكاتب الصحفي عادل حمودة عن وائل الإبراشي، لافتًا إلى أن اسم الأخير ظهر لأول مرة على صفحات المجلة فى فبراير 1992 عندما نجح «الإبراشي» فى إجراء حوار مع الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان الأسبق، قبل المحاكمة العسكرية التى ينتظرها؛ بتهمة نشر أسرار عسكرية، واصفا إياه بالموهوب فى الضربات الصحفية المميزة.
ويروي بعض الصحفيين الذين زاملوا «الإبراشي» في بداية حياته العملية، أنه كان شابًا هادئًا لا يميل إلى «الثرثرة»، ويركز دائمًا فى عمله؛ ولهذا نجح فى نشر مجموعة من التحقيقات الصحفية ومنها: «قضية لوسي أرتين»، و«سلسلة الهاربين في لندن»، و«تحقيقات اللاجئين في الجولان»؛ فهو صحفى «قنّاص» يُجيد اختيار الفكرة، ويتقن طريقة العمل عليها؛ لتقديمها فى «طبق ساخن».
ويرى «الإبراشي» أن «روز اليوسف» مدرسة تهتم بـ«الإثارة»، وتناول الموضوعات «الشائكة» أو التى يعتبرها المجتمع من المحرمات، مؤكدًا أنه «يعشق» هذه المدرسة، وأنه نقل التحقيق الصحفى من «الجرائد والمجلات» للفضائيات.
ترك «الإبراشي» مجلة «روز اليوسف»، وانطلق بعدها ليترأس التحرير فى «صوت الأمة» بالمشاركة مع الكاتب الصحفى الشهير إبراهيم عيسى، ثم رأس تحرير «الصباح» لفترة قصيرة فى 2012، ولكنه لم يُكمل فى هذه التجربة؛ نظرًا لانشغاله بالعمل التليفزيونى.
البداية الإعلامية مع «الحقيقة»
بدأ الكاتب الصحفي وائل الإبراشي، مسيرته الإعلامية كمقدما لبرنامج «الحقيقة» على شاشة «دريم»، وكانت بداية لمعانه في الثالث من فبراير عام 2006، بعد حلقة مميزة عن ملف عبّارة السلام التى غرقت بالبحر الأحمر وهى فى طريقها عائدة من تبوك السعودية إلى سفاجا، والتى كانت تقل 1415 شخصا، ليلمع نجمه ويبدأ مسيرة انفرادات وحصريات لم تنته.
وفى نفس البرنامج، سلط الإبراشي الضوء على الكثير من القضايا المثيرة التي صنع من خلالها «تريند» الصحف وقتها لترتفع نسب مشاهدة برنامجه، مثل قضايا «موسيقى الميتال، البهائيين، احتفالات الشيعة فى مصر، نبوءات الشيخ كشك بسقوط الحكام العرب، المضيفات المحجبات، ضحايا اسماك القرش، اعتداءات الجماعات الاسلامية فى تونس على بيوت الدعارة».
من «العاشرة مساء» إلى نجم استعارته ماسبيرو لإعادة أمجاها
وفى سبتمبر 2012، أسندت له «دريم» مهمة تقديم «العاشرة مساءً» ليكون البديل لـلإعلامية الكبيرة منى الشاذلى، فلم يجد مالك القناة العريقة رجل الأعمال أحمد بهجت بديلا لنجاحات «الشاذلي» خير من وائل الإبراشي لإنقاذ البرنامج، وهو الدور الذي لعبه الأخير باقتدار، وقد نجح الإبراشي في الخروج في البرنامج بأفضل شكل ممكن، فلم يكن نجاح «الشاذلى» فى «العاشرة مساء» عائقًا أمام «الإبراشي» لتحقيق إنجازات جديدة حتى أصبح البرنامج ضمن الأبرز في مصر. جاء الانتقال الثاني للإبراشي بعد رحيل عمرو أديب عن شاشة قناة «ON E» منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام حيث كان يقدم أديب برنامج «كل يوم»، ليقدم برنامج «الحكاية» على شاشة قناة «MBC مصر»، وجلس الإبراشي على مقعد أديب، لمدة عام، قبل أن ينتقل لتقديم برنامج «التاسعة» ضمن خطة «المتحدة» لتطوير ماسبيرو وخريطة برامجها.
وحقق «الإبراشي»، نجاحا مميزا في ماسبيرو ليعيدها من جديد على خريطة الوسط الإعلامي ضمن اهتمامات المواطن المصري، لترتفع نسب مشاهدات قنواتها بفضل برنامجه وخطة تطوير «المتحدة» المميزة.وفي 26 ديسمبر 2020 أعلن إصابته بڤيروس كورونا، ليستمر صراعه مع المرض لمدة 80 يوما، قبل أن يغادر المستشفى في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ويستقر بمنزله بعد شفائه من المرض.