تحت شعار "الحتمية الاستراتيجية".. "كلام في السياسة" يناقش تاريخ التعاون والإخاء في العلاقات بين مصر والسعودية
شهدت حلقة اليوم، الاثنين، من برنامج "كلام في السياسة" الذي يقدمه الكاتب الصحفي والإعلاميأحمد الطاهري، تاريخ العلاقات الاستراتيجية والتعاون التاريخي في قضايا المنطقة بين مصر والمملكة العربية السعودية.
وخلال مجريات الحلقة، تم التأكيد على أن العلاقات بين
البلدين تحكمها "الحتمية الاستراتيجية"، نظرًا لتشابك القاهرة والرياض مع كافة تفاصيل الأجندة الدولية.
العلاقات المصرية السعودية
وقال الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، إن العديد من الأوصاف يتم سحبها على العلاقات المصرية السعوديةبوصفها علاقات تاريخية، أو علاقات أخوة، أو علاقات تعاون وتفاهم، لكن من يتدبر البناء الاستراتيجي لهذه العلاقات المحكوم بثقل القاهرة والرياض في المنطقة والشرق الأوسط بل والعالم الإسلامي، وتشابك العاصمتين مع كافة تفاصيل الأجندة الدولية في مرحلة يشهد فيها النظام الدولي حركة انتقال صريحة لا تخلو من القسوة والقوة، يدرك معنى "الحتمية الاستراتيجية" بين مصر والسعودية.
وأضاف "الطاهري" أن الحتمية الاستراتيجية هي التوصيف الأكثر قربًا لفهم هذه العلاقات، وهو التوصيف الذي تُرجم شعبيًا بجملة بسيطة هي "لن ترونا إلا معًا"، لأن موازين القوة والقدرة في الشرق الأوسط فرضت هذه الحتمية قبل أن يغزلها وينسجها العديد من المواقف المشرفة بروابط أخوة حقيقية.
العلاقات المصرية السعودية
من جانبه، قال الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي، إن الدور السعودي خلال ثورة الشعب المصري في 30 يونيو، لم يأخذ حقه حتى الآن في كتابة التاريخ، مؤكدًا أن ما قام به الملك عبدالله كان خطوة هامة ساهمت في تشكيل المنطقة على ما هي عليه، ولولا هذا الدعم لواجهت الدولة المصرية الكثير من العثرات أمام المجتمع الدولي.
وأضاف أن ما قام به الملك عبدالله في هذا التوقيت، وموقف بلاده من جماعة الإخوان "الإرهابية" وتيار الإسلام السياسي كان مفاجئة لأطراف كثيرة لا تجيد قراءة المشهد.
فيما أكد الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على وجود مقومات للدور المصري السعودي المشترك المتكامل، مشيرًا إلى أن البلدين هما وحدة استراتيجية بالمعنى الجغرافي والمعنى الأمني، موضحا:" صحيح هما دولتان جارتان يفصلهما فقط البحر الأحمر لكن بالمعنى الأمني هما وحدة استراتيجية واحدة".
منطقة الخليج العربي
وأضاف "فرحات" أن مصادر التهديد التاريخية في منطقة الخليج العربي لا يمكن قصرها أو تعريفها باعتبار أنها مصادر تهديد لمنطقة الخليج العربي فقط، مشيرًا إلى أن جزء أساسي من هذا التهديد يأتي من دول غير عربية أو من خارج الإقليم الذي أشرنا إليه.
وأردف مدير مركز الأهرام للدراسات: " مصر والمملكة العربية السعودية أخذتا في الاعتبار أنهما دولتان مهمتان في هذا الإقليم، ويقع عليهما بشكل كبير مسئولية تحديد شكل الإقليم والسياسات الإقليمية وبالتالي التعامل مع مصادر التهديد المختلفة أنها مصادر تهديد مشتركة".
من جانبه قال أشرف العشري، مدير تحرير الأهرام، إن العلاقات "المصرية- السعودية" صنعت ملامح من التلاقي والتعاون على مدار 100 عام وكثير من البطولات في العمل السياسي والعسكري والأمني باعتباره نموذجا استثنائيا وفريدا في المنطقة استطاع أن يوفر الاستحقاقات الكاملة للأمن القومي العربي.
وأوضح أن العلاقات الاستثنائية والفريدة بين البلدين لعبت دورًا كبيرًا في توليد هذه الخصوصية التي وفرت على الإقليم كثير من المنحنيات والهزات و"الخضات" العنيفة التي كانت من ضمنها حرب الخليج الثانية.
وقال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن التأكيد على مصطلح "الحتمية الاستراتيجية" يعبر بشكل حقيقي عن نوع العلاقة ما بين مصر والمملكة العربية السعودية.
وأضاف "عكاشة"، أن العاصمتين آمنوا بأن العمل المشترك بينهما يحقق فائدة استراتيجية ليس للمملكة أو لمصر وحدهما، ولكنهما يخدمان معادلة الأمن للإقليم ككل.
وأكد "عكاشة" أن الجغرافيا -والتي لها جانب كبير فى بناء "الحتمية الاستراتيجية"- تظل حاضرة، فكلتا الدولتين تقعان على ضفتي البحر الأحمر، وهو أهم ممر ملاحي على مستوى العالم، والذي ينتهي بأهم نقطة استراتيجية وهي "قناة السويس".
وقال الدكتور أسامة السعيد مدير تحرير الأخبار، إن مصر والسعودية بينهما بُعد روحي يمتد لأكثر من 1400 عام، وبالتالي فالعلاقات الشعبية هي رافد مهم للغاية، خاصة وأن الدولتين يتشاركان رؤية واضحة وهو بُعد الإسلام المستنير الحضاري البعيد عن تيارات التطرف.
السياسة الخارجية
وأضاف "السعيد": "رأينا البعد الإسلامي في السياسة الخارجية في التصدي لمحاولات الاعتداء على المقدسات الإسلامية والتصدي لمحاولات الإساءة لصورة الإسلام من 2001، إضافة إلى دور مصر والسعودية في التصدي لما يعرف بمبادرات الإصلاح الغربية في 2004 كالشرق الأوسط الجديد وغيرها".
كما أكد الدكتور علي العنزي، المحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، أن مصر والسعودية هما جناحا المنطقة والأمة العربية، وبدون التنسيق والانسجام بين الدولتين لن تستطيع المنطقة أن تكون على ما يرام.
وقال "العنزي" إن الجميع يعرف موقف البلدين تجاه القضايا المهمة في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
المملكة العربية السعودية ومصر
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد الحبابي، كاتب وباحث في العلاقات الدولية، أن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية ومصر في مختلف الأمور والمجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، يؤكد عمق العلاقات بينهما وأنهما قدر الأمة العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وقال "الحبابي" إن الدول العربية الآن تقودها المملكة السعودية ومصر والإمارات، وهم بحاجة إلى أن يكونوا قريبين إلى بعضهم، لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
الرئيس عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي
وأشار إلى أن الزيارات المتبادلة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي واللقاءات مع قادة البحرين والأردن والإمارات تؤكد اتفاق الجميع، لكن لا تزال هناك تحديات اقتصادية كبيرة على المنطقة جراء ما أحدثته أزمة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية.