برج الأحلام تحول إلى «كوم تراب».. تفجير عقار فيصل المحترق في 30 ثانية.. ساعة الصفر دقت عند الثالثة عصرا.. الأمن أخلى العقارات المجاورة من السكان تجنبا للخطأ.. وإعادة فتح الطريق الدائري بعد 25 دقيقة
ثواني معدود استغرقهاعقار فيصل المحترق في حرم الطريق الدائري، المعروف إعلاميابـ«برج الأحلام»، ليتحول إلىكومة من التراب المخلوط بالرماد الأسود، عقب ساعات تلغيمه من قبل قوات الحماية المدنية والمفرقعات بوزارة الداخلية، وتفجيره في تمام الثالثة عصر اليوم الجمعة، بعدنحو شهر ونصف الشهر من واقعة اندلاع النيران بصورة مرعبة، إذاستمرت أعمال إخماده أسبوعين كاملين.
الساعات التي سبقت تفجير عقار فيصل المحترق، شهدت تحركات من أكثر من جهة معنية في موقع برج الأحلام، حيثهدمت الأجهزة التنفيذية جدران وحوائط 3 طوابق، ووضعت رمالا بقطعة أرض فضاء للتخفيف من ارتطام حطام المبنى الضخم، بخلاف التشديدات الأمنية المكثفة، إذفرضت القوات كردونا أمنيالتجهيز الموقع وإخلاء محيطه وإبعاد المارة عن نطاقه حفاظا على حياتهم،في إطار تنفيذ خطة تفجير العقار بطريقة «النسف الحذر»، باستخدام الديناميتبطريقة.
شاهد أيضا:من التفجير للانهيار.. 10 صور ترصد هدم عقار الدائري المحترق بالديناميت
وأخلت الأجهزة التنفيذية، عدد من العقارات المجاورة لعقار فيصل المحترق، قبل نسفه بالديناميت، حفاظا على حياتهم وتجنبا لأي خطأ غير متوقع، وأغلقرجال المرور المنطقة المحيطة بالعقار، لتنفيذ التحويلات المرورية أعلى كوبرى الدائري بالتزامن مع نسف العقار، بدأت بالفعل في عدم السماح للسياراتبالمرور قبل نحو ساعة من بدء عملية التفجير، ثم سرعان ما أعادت فتحه بعد حوالي 25 دقيقة من انهيار «برج الأحلام» تماما، عقب استقرار الوضع، وإزالة الآثار التفجير.
يشار إلى أن عقار فيصل المحترق، كان عبارة عن بناية ضخمة مكونة من 14 طابقا، بإجمالينحو 108 شقق، وبدأت كارثته في يناير الماضي، عندما اشتعلت النيرا في مخزن أحذية أسفل العقار، وسرعان ما امتدت إلى عدد من الطوابق، بسبب عدم توافر الاشتراطات الفنية وعوامل السلام في المبنى المخالف،وحاولات قوات الحماية المدنية وقتها، السيطرة على النيران، لكن دون جدوى،لدرجة أنه امتدت إلى الخرسانة الأسمنتية وأكلتها، واستمرت عمليات الإطفاء والتبريد لمدة أسبوعين، حتىأصبح المبنى الضخمآيلا للسقوط، لينتهى به الحال إلى التفجير.
وبعد مرور 20 يوما من إخماد حريق عقار فيصل المحترقوتبريده، بدأت أجهزة محافظة الجيزة بمساعدة الأهالي،بإخلاء المنقولات من داخل الوحدات السكنية للعقار المحترق، وسط حالةشديدة من الحزن والحسرة من ساكني العقار، الذين فقدوا أمتعتهم ومتعلقاتهم وملابسهم وأموالهم ومدخراتهم، في الحريق.
اقرأ أيضا:ديناميت موصل بخراطيم حمراء.. اللحظات الأخيرة قبل تفجير عقار الدائري المحترق (صور)
كانت النيابة الإدارية، أمرت بتكليف الوحدة المحلية لمدينة كرداسة، بسرعة هدم عقار فيصل المحترق أسفل الطريق الدائري بالجيزة، وقررت تشكيل لجنة من المختصين بوزارة النقل لمعاينة العقار، للتحقق من وجود تعدي على حرم الطريق الدائري، من عدمه، في حينكشفت التحقيقات عدم تحرير محاضر تعدي على حرم الطريق للعقار منذ إنشاؤه، بالإضافة إلى تحديد المسئولين عن ذلك وفق اختصاصهم، تمهيدًا لعرضهم على النيابة.
اقرأ أيضا:أحدهم بالمعاش..تعرف على المسئولين المحالين للمحاكمة في حريق عقار الدائري
وفي 2 فبراير الماضي، أمرت النيابة العامة بحبس المتهم مالك العقار المحترق بدائرة مركز شرطة كرداسة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، مشيرة إلى أنهاتلقت محضرًا بضبط المتهم مالك العقار، فاستجوبته فيما نُسب إليه من إقامته عقارا دون ترخيص من الجهة الإدارية المختصة وخارج حدود الحيز العمراني المعتمد، وعدم تنفيذه القرار الصادر من تلك الجهة بإزالة الأعمال المخالفة، بعد انتهاء المدة المقررة قانونًا، وعدم اتخاذه- بوصفه صاحب عمل- الاحتياطات والاشتراطات اللازمة للوقاية من مخاطر الحريق، وعدم توفيره وسائل السلامة والصحة المهنية بما يكفل الوقاية من المخاطر الفيزيائية، مما نتج عنه نشوب الحريق بالمخزن محل الواقعة، وتسببه بإهماله وعدم احترازه وعدم مراعاته القوانين في نشوب هذا الحريق.
وأقر المتهم بالتحقيقات بشرائه قطعة الأرض المقام عليها العقار وقتما كانت أرضًا زراعية خارجة عن الحيز العمراني- في غضون عام ٢٠١٣- للبناء عليها وإنشاء مخزن للأحذية مع علمه بعدم إمكانية استصدار ترخيص بالبناء عليها لخروجها عن الحيز العمراني، ثم بعدما حقق غرضه وبنى العقار وهيأ المخزن زاول نشاطه فيه دون الحصول على ترخيص بذلك، ولم يتخذ الاشتراطات اللازمة للوقاية من مخاطر الحريق والوقاية من المخاطر الكيميائية والفيزيائية بالمخزن بالرغم من علمه بتصنيع الأحذية من مواد كيميائية وبترولية معجلة للاشتعال بطبيعتها، وأنه تسبب بإهماله هذا في نشوب الحريق بالعقار، مضيفًا أن سبب حدوثه هو ماس كهربائي، وأنه سبق أن تقدم بطلب للتصالح عن المخالفات التي ارتكبها ولكن رفض طلبه فتظلم منه ولم يبت في التظلم حتى تاريخه.
اقرأ أيضا:ساكنو عقار الدائري المشتعل يصرخون أثناء الإزالة مرددين «ضاع شقى عمرنا»