الرئيس الأمريكي يدعو 49 رئيسًا أفريقيًا لحضور القمة الأمريكية الأفريقية الثانية ويستبعد 4 دول.. و7 موضوعات على رأس جدول الأعمال.. وواشنطن: أفريقيا ستشكل المستقبل..وتحذير من بحث الصراع الروسي الأوكراني
تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن، القمة الأمريكية الأفريقية الثانية، خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري، بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، ستظهر القمة التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وستؤكد على أهمية العلاقات مع أفريقيا، وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة.
جدول أعمال القمة
ويأتي على رأس أولويات القمة وجدول أعمالها المعلن تحسين:
- تعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة
- تعزيز السلام والأمن والحكم الرشيد
- تعزيز الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني
- العمل بشكل تعاوني لتعزيز الأمن الصحي الإقليمي والعالمي
- تعزيز الأمن الغذائي
- الاستجابة لأزمة المناخ
- تعزيز التعليم والقيادة الشبابية
أهمية أفريقيا
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال إحدى رحلاته الأخيرة إلى القارة هذا العام، أن أفريقيا ستشكل المستقبل، ليس فقط مستقبل الشعوب الأفريقية، ولكن مستقبل العالم، حيث ستحدث أفريقيا الفارق في معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا، واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم، وأكبر مناطق التجارة الحرة، وأكثر النظم البيئية تنوعًا وواحدة من أكبر مجموعات التصويت -مجموعات التصويت الإقليمية في الأمم المتحدة-، تعد المساهمات والشراكات والقيادة الأفريقية ضرورية لتلبية تعريف هذا العصر التحديات.
تعزيز الرؤية المشتركة
وتطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى العمل مع الحكومات الأفريقية والمجتمع المدني ومجتمعات الشتات في جميع أنحاء الولايات المتحدة والقطاع الخاص لمواصلة تعزيز رؤيتنا المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا.
دعوة 49 رئيس دولة أفريقية
وأوضح البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دعا 49 رئيس دولة أفريقية، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتعزيز الشراكة ودفع الأولويات المشتركة، مضيفًا: "هذه القمة هي في الحقيقة انعكاس لاستراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وكلاهما يؤكد على الأهمية الحاسمة للمنطقة في مواجهة التحديات المحددة لهذا العصر".
وقال البيت الأبيض: "تتجذر القمة حقًا في الاعتراف بأن إفريقيا هي لاعب جيوسياسي رئيسي وواحد يصوغ حاضرنا وسيشكل مستقبلنا»، مشيرًا إلى أن بعض أهداف القمة التي يأمل في تحقيقها هي تعميق وتوسيع الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأفريقيا، تعزيز الأولويات المشتركة، والاستفادة من أفضل ما في أمريكا، بما في ذلك الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، لرفع وتمكين المؤسسات والمواطنين والدول الأفريقية.
وجدد البيت الأبيض التأكيد على أن الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، تعد أمرًا حيويًا حقًا لتحقيق أولوياتنا المشتركة، وما إذا كان ذلك من أجل التعافي من الوباء أو الاستعداد للمستقبل من خلال تعزيز النظم الصحية؛ خلق فرص اقتصادية واسعة النطاق في كل من إفريقيا والولايات المتحدة؛ معالجة أزمة المناخ، وتوسيع الوصول إلى الطاقة، والانتقال العادل للطاقة؛ تنشيط الديمقراطيات؛ وتقوية النظام الدولي الحر والمفتوح.
كما أكد التزام الولايات المتحدة بتوسيع وتحديث الشراكات في إفريقيا، والعمل معًا لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الجديدة والقديمة، وتسخير الأبحاث والتقنيات الجديدة، والاستثمار في مصادر القوة طويلة الأجل مع تلبية الاحتياجات العاجلة.
الفارق بين قمتي أوباما وبايدن
يرى موقع نيشن أفريقيا، أن هناك فاق كبير بين القمة الأولى التي عقدت في عام 2014 بدعوة من الرئيس الأسبق باراك أوباما، والقمة الثانية المزمع عقدها بعد غد ولمدة ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس الحالي جو بايدن.
وقال الموقع في تقرير له، إن القمة السابقة كانت تهدف إلى إعطاء الانطباع أن إفريقيا مهمة في مخطط أمريكا الجيوسياسي، ولكن لا يوجد الكثير من المتابعة الأمريكية لما تمت مناقشته خلال تلك الزيارات، إلا إذا كان يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب، وكذا كانت تهدف إلى جذب الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي.
وذكر الموقع، أنه مع وجود الرئيس جو بايدن في منصبه، فإن هذا الوضع سيتغير بالتأكيد، معللة ذلك بأنه "بايدن"، هو الأكثر استجابة للمخاوف الأفريقية منذ عهد جيمي كارتر، كما أن القمة الحالية لديها أجندة محددة تم إبلاغ القادة الأفارقة بها، عكس قمة أوباما التي لم يخرج أي شيء جوهري منها، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دعا 49 من قادة الدول الأفريقية، بينما لم تدعى مالي وغينيا وبوركينا فاسو والسودان لتعليق عضويتهم في الاتحاد الأفريقي.
أولويات أفريقية
أوضح موقع نيشن أفريقيا، أن هناك أوليات أفريقية تتمثل في التعاون الاقتصادي، والسلام والأمن، والصحة الإقليمية والعالمية، والأمن الغذائي، وأزمة المناخ، مضيفًا: "لا تتحدثوا عن موضوع المثليين والمثليات، هذا سوف يزعج الزوار -القادة الأفارقة-، ركزوا على المقترحات العملية مثل الأهداف المقصودة في الاستثمار الأمريكي والتجارة مع إفريقيا، ونطاق تغطية لقاح Covid-19 الذي يمكنك تقديمه، وخطة واضحة لكيفية مكافحة الجفاف والمجاعات التي تصيب أجزاء من قارتنا نتيجة لذلك، وتغير المناخ الذي تتحمل الولايات المتحدة والصين اللوم فيهما بسبب انبعاثات الكربون المرتفعة".
وأفاد الموقع، بأن القادة الأفارقة يجب أن يطرحوا التضرر الذي تتعرض له بلادهم من فوضى مناخية، على الرغم من أن إفريقيا هي أقل ملوث للكربون على وجه الأرض، مطالبًا القادة الأفارقة برفض ومقاومة أي مساع من "بايدن" لربط إفريقيا بالجانب الأمريكي في مواجهة الصراع الروسي الأوكراني.
وتابع التقرير: "ليس الأمر أن العمل الروسي كان جديرًا بالثناء. الأمر فقط هو أن الحرب الروسية الأوكرانية ليست حربًا في إفريقيا وليس لها علاقة بالتحيز لأي طرف، يجب على القادة الأفارقة أن يوضحوا هذا الأمر بوضوح شديد للأمريكيين، إذا كانت أمريكا تريد أن تكون مفيدة، فدعها تخبر إفريقيا كيف ستساعد في خفض أسعار الغذاء والوقود، وهو ما تسبب فيه هذا الصراع في أوكرانيا إلى حد كبير".
فاعليات على هامش القمة
ستعقد على هامش القمة عدة فاعليات مهمة، من بينها وعلى هامش القمة، يعقد بعد غد الثلاثاء منتدى المجتمع المدني بعنوان "الشراكة الشاملة من أجل تعزيز أجندة 2063"، ويمثل منصة مشتركة بين كبار الممثلين الحكوميين والمجتمع المدني، ويتيح الفرصة لمنظمات المجتمع المدني أن تدلي برأيها فيما يتعلق بالفئات المهمشة في الحياة العامة وحقوق العمال ومكافحة الفساد وتعزيز المحاسبية .
كما يعقد على هامش القمة، منتدى قادة شباب إفريقيا والمهجر بعد غد حيث يشدد على الالتزام بتعزيز الحوار بين المسئولين الأمريكيين والأفارقة في المهجر وتوفير منصة لشباب القادة الأفارقة من أجل التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الراهنة، ويتضمن المنتدى عدة جلسات حول التعليم العالي وتنمية وتطوير القوى العاملة والصناعات المبتكرة وتحقيق العدالة البيئية.
ويعقد منتدى قادة الأعمال الأمريكيين والأفارقة يوم الأربعاء المقبل تحت عنوان "الشراكة من أجل مستقبل أكثر ازدهارا لخلق فرص عمل وتحقيق النمو المستدام والشامل على جانبي المحيط الأطلنطي".