محمود سعد الدين يكتب: كيف يقيم الدكتور مصطفى كامل السيد تجربة تنسيقية الأحزاب.. بالعلم أم بالهوى السياسى؟
خلال الفترة الماضية خرج الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، بتصريح مثير للجدل يتضمن هجوم غير مباشر على أعضاء تسنيقية شباب الأحزاب ، يتحدث عن التجربة باعتبارها امتداد لتوجه الدولة وتتضمن خطوط حمراء وأعضائها يمثلون تنظيم الصوت الواحد.
واقع الأمر أن تصريح الدكتور مصطفى كامل السيد يفتقر للموضوعية فى التقييم، ورغم أنه أستاذ للعلوم السياسية إلا أنه تخلى تماما عن دراسته العلمية وعبر عن وجهة نظر دون أى معطيات ثابتة على المشهد السياسي الحالى ، فالأكيد للجميع أن تنسيقية شباب الأحزاب ليست حزب واحد إنما مزيج من عشرات الأحزاب ، ويندرج تحت لوائها عشرات الشباب من كوادر الحياة السياسية والحزبية الحالية منهم من هو على يمين السلطة ومنهم من هو على يسارها ومنهم من لا يزال يقف فى المنتصف.
التنوع الإيدلوجى والفكرى داخل التنسيقية
الدليل على التنوع الإيدلوجى والفكرى داخل تنسيقية شباب الأحزاب هو حالة الحراك التى يشهدها الجميع لنواب التنسيقية تحت قبة البرلمان المصرى بغرفتيه ، فكلمات نواب التنسيقية خير دليل على التنوع الفكرى ، فمن الطبيعى جدا أن تجد 2 من نواب التنسيقية يتحدثون عن عنوان واحد تحت قبة البرلمان بوجهتى نظر مختلفتين ، وهذا لا يحمل شقاق بينهما بينمإنما هو انعكاس لمساحة أوسع من المناقشة والتعبير عن الرأى طالما أن الأمر يطرح على أرضية وطنية.
دليل آخر يثبت فكرة التنوع الفكرى والأيدلوجى لتنسيقية شباب الأحزاب هو الصالون السياسى للتنسيقية الذى استضاف كافة رموز التيارات السياسية منهم من يجلس فى أقصى كراسى المعارضة ، بل واستضاف صالون التنسيقية أيضا قيادات بالمعارضة كانوا قبل شهور فى السجون وخرجوا بقرارات عفو رئاسية ، وهو إن دل فيؤكد صداق نوايا هذه التجربة السياسية الخالصة وسلامة طريقها نحو بناء جيل سياسى جديد قادر على تحمل المسئولية ويسعى طوال الوقت لإصلاح الشارع السياسى من الأمراض التى أصابته قبل وبعد ثورتى يناير.
مشهد ثالث يؤكد بالبرهان أن التجربة السياسية لتنسيقية شباب الأحزاب هى تجربة عابرة للأيدلوجيات هو ما يقوم به أعضائها حاليا من زيارات ميدانية لإجراء لقاءات ثنائية مع كافة الأحزاب السياسية التى تختلف مع القيادة السياسية فى بعض الملفات الرئسية ، وأعتقد إنه إذا كان نواب التنسيقية يتلقون تعليمات ويتحركون تحت خطوط حمراء ، فما كانوا سيتخذون قرار بهذه الزيارات الميدانية لأحزاب ليست فى توافق مع القيادة السياسية.
تنسيقية شباب الأحزاب بعد سنوات من تأسيسها
الثابت أن تنسيقية شباب الأحزاب بعد سنوات من تأسيسها ، بدأ يظهر للجميع نتائج إيجابية لهذا المنتج السياسي المصرى العابر للأيدلوجيات ، هذا المنتج السياسي الذى راهن الجميع على فشله منذ البداية ، ولكن الأقدار والمعطيات والعمل على الأرض جعل من هذه التجربة كيان حقيقى ملموس ، حاضر بقوة فى كافة القضايا ، يحمل أفكار ذات وجاهه وتستحق النقاش بشأنها ، ما دفع الجميع بما فيهم من راهن على الفشل أن يغير وجهة نظره ويمد لهم يد العون والمساعدة ، حتى يصلوا لما وصلوا عليه الآن ، فأصبح لدينا نواب شباب يقدمون أداء محترم تحت القبة وفى المقابل نواب للمحافظين لا يدخرون أى جهد لمصلحة المواطن المصرى فى كافة المحافظات.
أخيرا .. رسالتى للدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية، اخلع ثوب الانتماء السياسى وارتدى ثوب العلم، وحلل هذه التجربة السياسية بعين الاعتبار والإنصاف على أرض العلم لا على أرضية الهوى السياسى.