وزير الأوقاف: مصر أفضل نموذج عظيم لترسيخ أسس التسامح الديني والتعايش الإنسانية والبابا تواضروس الثاني : "التعايش حياة .. و التسامح أسلوب حياة"
قالوزير الأوقاف،خلال كلمتهفي المؤتمر الدولي بمكتبة الإسكندرية "التعايش والتسامح وقبول الآخر نحو مستقبل أفضل"
وأكد وزير الأوقاف،أنه يجب أننتحول بثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر إلى ثقافة شعبية ومجتمعية في مختلف المجالات، قائلًا “تعالوا معًا لنواجه خطابات الكراهية والتمييز بخطابات التسامح وقبول الآخر”.
جاء ذلكبحضور أ.دسلامة داود رئيس جامعة الأزهر نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخأحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة الباباتواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور القس،أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، وغبطة البطريرك الأنباإبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثولييك.
و حضر أيضًا،علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، و الأستاذ الدكتورأحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ الدكتورنظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسيد السفير عمر سليم مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية.
و الدكتورعلي عمر الفاروق المدير الأكاديمي لدار الإفتاء المصرية ومدير عام الإدارات الشرعية لدار الإفتاء المصرية، والشيخسلامة عبدالرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية.
قضية العالم
و من جانبه، أعرب أ.دمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن سعادته بهذا الملتقى الديني الوطني الثقافي الإنساني في أعرق مكتبة علمية وثقافية في تاريخ البشرية وهي مكتبة الإسكندرية التي نحن في رحابها، حيث يناقش الملتقي قضية العالم كله بحاجة إليها وهي: التعايش والتسامح وقبول الآخر، برعاية الأزهر الشريف، وقداسة الباباتواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالإضافة إلى العدي من الرموز الدينية الإسلامية و المسيحية.
مؤكدًا، أن هذه الصورة بهذا الجمع أبلغ من أي كلام يمكن أن نقوله؛ لأن الجميع أتى بحب وبقلب مفتوح لترسيخ ثقافة التسامح.
الرسالة الأولي
و وجه الدكتور علي جمعة برسالتين،الأولى إلى الداخل لزملائنا من علماء الدين والمثقفين والمعلمين والمربين مفادها أنه يجب أن نتحول بثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر إلى ثقافة شعبية ومجتمعية في مختلف المجالات مع أبنائنا في المدارس والمساجد والكنائس وسائر المنتديات الثقافية.
الرسالة الثانية
أما الرسالة الثانية، وهيليست للداخل فقطبل هي للداخل وللعالم كله مكملة ومتممة للرسالة التي أرسلتها مصر في مؤتمر المناخ للعالم كله، فتعالوا لنعمل معًا لصالح الإنسان لكونه إنسانًا، فالإنسان أخو الإنسان أينما كان، تعالوا معًا لنواجه التحديات التي تواجهنا جميعًا في مختلف المجالات، تعالوا معًا لنواجه كل خطابات الكراهية والتمييز بخطابات التسامح وقبول الآخر، مؤمنين أنه لا إكراه في الدين ولا على الدين، نؤمن بحرية المعتقد وحرية جميع البشر في إقامة شعائرهم في حرية وسلام.
كما أكد وزير الأوقاف على أهمية المحبة والسلام مع النفس، والسلام مع الله، والسلام مع الكون، فالإنسان يحتاج أن يكون في تسامح مع نفسه، مع أسرته، مع زملائه، كلنا نحتاج إلى تسامح إنساني واسع : بيعًا وشراء وقضاء واقتضاء، ونشرف بأن نهدي مكتبة الإسكندرية نسخًا من كتاب: (التسامح منهج حياة) الصادر عن وزارة الأوقاف المصرية مؤكدين أن التسامح لا يمكن أن يكون تنظيرًا فقط دون أن نجعله واقعا عمليا وتطبيقًيا في جميع جوانب حياتنا . مختتمًا كلمته بقول شوقي (رحمه الله) :
أَعَهِدتَنا وَالقِبطُ إِلّا أُمَّةٌ
لِلأَرضِ واحِدَةٌ تَرومُ مَراما
نُعلي تَعاليمَ المَسيحِ لِأَجلِهِم
وَيُوَقِّرونَ لِأَجلِنا الإِسلاما
الدينُ لِلدَيّانِ جَلَّ جَلالُهُ
لَو شاءَ رَبُّكَ وَحَّدَ الأَقواما
يا قَومُ بانَ الرُشدُ فَاِقصوا ما جَرى
وَخُذوا الحَقيقَةَ وَاِنبُذوا الأَوهاما
هَذي رُبوعُكُمُ وَتِلكَ رُبوعُنا
مُتَقابِلينَ نُعالِجُ الأَيّاما
هَذي قُبورُكُمُ وَتِلكَ قُبورُنا
مُتَجاوِرينَ جَماجِماً وَعِظاما
فَبِحُرمَةِ المَوتى وَواجِبِ حَقِّهِم
عيشوا كَما يَقضي الجِوارُ كِراما
فكرة التعايش
و من جانبه، بدأقداسة البابا تواضروس الثاني كلمته فيافتتاح المؤتمر بأن التعايش حياة، والتسامح أسلوب حياة، وقبول الآخر جودة حياة.
وعن التعايش ألمح قداسته إلى أن الإنسان يعطي قيمة كبرى لفكرة التعايش، وأننا لدينا كمصريين تعبير يترجم فكرة التعايش وهو تعبير "العيش والملح" حيث أن من أكلت معه عيش وملح أصبح بيني وبينه تعايش دون النظر لأية اختلافات قد تكون موجودة لدى كل منا.
أما عن التسامح أشار قداسته إلى أن الإنسان يمكنه أن يتسامح مع المخطئين في حقه، طالما كان هذا الإنسان لديه سلام مع النفس، وسلام الله، وسلام مع الآخرين.
وبخصوص قبول الآخر، أكد أننا نصل إليه من خلال المحبة، واتساع القلب بالحب للكل.
ودلل قداسة البابا بعادة مسيحية قديمة وهي استخدام ثمرة الرمان كعلامة على المحبة للآخرين، حيث أن داخل هذه الثمرة العديد من الحبات على شكل قلب تحويها القشرة الخارجية وكانوا يعلمون بأن هذه الحبات الكثيرة هي قلوب الآخرين التي تضمها القشرة الخارجية (قلب الإنسان).
جدير بالذكر ، أن المؤتمر يقام برعاية الأزهر الشريف بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين ومشاركة مطرانية الشرقية والعاشر من رمضان وعدد من الكيانات الأكاديمية من مصر ودول عربية أخرى، ويقام على مدار ثلاثة أيام تتضمن تقديم عدد من الأبحاث في التاريخ والمخطوطات لتقديم أشكال ونماذج التعايش وقبول الآخر والتسامح في المنطق.