راقصة اقتحمت أدوار الرجال.. زينات صدقي ملكة الخروج عن المألوف
تحل اليوم الذكرى 43 لوفاة الفنانة زينات صدقي، التي غادرت عالمناعن عمر يناهز 65 عاما، بعد رحلة زاخرة في عالم الفن، انطلقت من حي الجمرك بالإسكندرية، الذي ولدت فيه يوم 11 مارس 1913، واختار لها والدها محمد سعد، اسم «زينب»، وبدا عليها عشقها للفن منذ نعومة أظافرها،قبل أن تحترفه، إذبدأت حياتها كراقصة، وعملت في المنولوج، لكن أسراعارفضت دخولها مجال الفن، إلا أنها قررت السفر مع صديقتها خيرية صدقي إلى الشام، لتنضم هناك إلى فرقة ملك المسرح نجيب الريحاني، الذي غير اسمها من زينب الى زينات، وأخذت اسم صديقتها صدقي.
وقبل لقائها بالريحاني، رفضت زينات صدقيعرض الراقصة «بديعة مصابني»، التي عرضت عليها أن تعلمها الرقص، وتعرضها على مسرحها الخاص، لكنها ردت بأنها تحب التمثيل ولا تريد التوجه للرقص،وحينها قابلت ملك المسرح، وطلبت منه أن تنال فرصتها فمثلت معه دور خادمة وكانت نقطة بدايتها.
عملت زينات في هذه الفترة في أدوار كوميدية متنوعة وكثيرة، وهو ما كان نادراتمثيلة من قبل السيدات، فكان الدور الأنسب حينها للنساء يكون «بنت الزوات والحسب والنسب»،التي تعيش قصة حب، أو الفتاة المراهقة التي تعيش حياة مرفهة مع صديقاتها، فكانت زينات أيقونة في الوسط الفني وعلامة مميزة لم يتشابه معها أحد، فقدمت أدوار الخادمة والمرأة العانس، التي تبحث عن الزواج أو الفلاحة البسيطة، فكانت جميعها أدواراشبه ثانوية أو ما يسمى بـ«مساعد البطل»، لكن لم يكن إتمام العمل الفني دون دورها الأساسي وحسها في العمل.
ولا يمكن نسيان «الإفيهات»التي قدمتها من خلال السينما، فمن لا يعرف جملة «إنسان الغاب طويل الناب»، «ياختي شبابه حلو ياختي جماله حلو»، «يا سارق قلوب العذارى»، وغيرها الكثير من المتلازمات التي لم تفارق ألسنة الجمهور لعقود طويلة، ولمشاركتها مع نجوم الكوميديا كـ«إسماعيل يس» و «عبدالسلام النابلسي» و «عبدالفتاح القصري»، فكانت تخلق بينهم كيمياء خاصة من الكوميديا النظيفة التي تعلق في أذهان المشاهد.
ومن أشهر أعمالها السينمائية: الآنسة ماما و صاحبة العمارة وبنت الأكابر و عروسة للإيجار وحلاق السيدات وغيرهاالكثير من المشاركات التي ضمت قائمة طويلة من 115 عمل فني و سينيمائي،ختمتها بفيلم «بنت اسمها محمود»عام 1975، التي شاركت فيه بعد انقطاع طويل دام 7 سنوات عن السينما، وكانت في حالة صحية متدنية حتى وافتها المنية بعد صراع مع المرض عام 1978 بسبب وجود مياه على الرئة.