السعيد : الدول النامية تحتاج الى استثمارات وليس قروضا ومبادرة المشاريع الخضراء الذكية متفردة
نبهت الكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إلى أن الدول النامية تريد استثمارات وليس قروضا جديدةن مشيرة إلى أن مصر أطلقت في العام الماضي ومن داخل مبنى جامعة الدول العربية أول دليل وطني في المنطقة لتمويل التنمية المستدامة، ادراكا منها لأهمية قضية التمويل في تحقيق أهداف الألفية وفي القلب منها التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات وهي على استعداد لتقديم تلك الخبرة للجميع.
واستعرضت الوزيرة جهود مصر في السنوات الثلاث الماضية من أجل التحول إلى اقتصاد أخضر ونمو احتوائي مستدام وتوقفت بشكل خاص عن تجربة مسابقة المبادرة القومية للمشاريع الخضراء والذكية والتي سيتم توزيع جوائزها يوم الخميس المقبل قائلة«»أنها نموذج جديد للبدء مما هو محلي وعدم الاكتفاء بالعمل المركزي فقط. جاء ذلك في ندوة تم عقدها مساء أمس بمقر معهد التخطيط القومي بعنوان: «تمويل التحول للاقتصاد الأخضر في الدول النامية»، وأكد الحاضرون أن من الضروري تحديد أهداف مرحلية واضحة لخطط خفض الانبعاثات في الدول المختلفة وعدم الاكتفاء بأن هذه الدولة أو تلك ستصل للهدف العالمي بشأن صفر كربون في سنة ٢٠٥٠ أو ٢٠٦٠ أو ٢٠٧٠ وغير ذلك.
كما شدد المتناقشون على أن من حق الدول النامية والفقيرة أن تحصل على مساعدات تمويلية وتنموية وتكنولوجية من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بالتغير والتكيف المناخي، مشيرين إلى أنه إذا كانت الدول المتقدمة لم تف بتعهد تخصيص ١٠٠ مليار دولار لهذا الهدف فكيف تفي بالوعود والمطلوب يصل إلى تريليونات على مدار العشر سنوات المقبلة؟، موضحين أن مصر تقوم بمجهود كبير لإنجاح قمة كوب ٢٧ وتوصيل مطالب إفريقيا والدول النامية إلى الكبار وسط ظروف دولية معقدة. كما اتفق الحاضرون ايضا على اهمية التوعية بقضية المناخ والآثار الخطيرة المترتبة على تراكم الانبعاثات وتلوث المياه والمحيطات وخطر فقدان الاراضى المجاورة للكثير من السواحل، وضرورة التركيز على استنفار جهود الشباب وزيادة البحوث العلمية المشتركة وتبادل الخبرات . وقال الدكتور «مونتك الوواليه»، الخبير الاقتصادي بمركز السياسات الاجتماعية والاقتصادية بالهند، وأول مدير لمكتب التقييم المستقل في صندوق النقد الدولي، أن على القادة الذين سيشاركون في قمة كوب ٢٧ بشرم الشيخ أن يبدأوا العمل فور عودتهم إلى بلادهم، فنحن لسنا ازاء موضة كلامية جديدة عنوانها تغيرات المناخ ولكن في مواجهة تحدى مصيرى أمام البشرية كلها. ويتطلب الأمر عملا جادا على كافة الأصعدة المالية والتجارية والضريبية والزراعية والصناعية والاستثمارية والإعلامية. أضاف: واذا كانت هناك بلاد لا تستطيع عمل شيء الآن لظروفها فيجب أن توضح ما الذي ستفعله مع كوب ٢٨ و٢٩ و٣٠ وهكذا. ونبه الخبير الهندى إلى أن مهمة مواجهة التغير المناخي لن تنجح بالقطاع الخاص وحده ولابد من إنفاق من الدول كما أن القطاع الخاص نفسه لن يستطيع العمل كما يجب في غيبة هذا الإنفاق العام موجها مؤسسات التمويل الدولية إلى أن تقدم وتعلن بوضوح أن ذلك تمويل للحكومات وذاك تمويل للقطاع الخاص.