رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

شيخ الأزهر يرد على المشككين فى معجزة الإسراء والمعراج : الله كلم سيدنا محمد في المعراج بشكل مباشر دون واسطة

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الخافض الرافع اسمان من أسماء الله تعالى، ليستا من أسماء الذات؛ ولكن من أسماء الأفعال بمعنى أن أثرهما يتعلق بأفعال العباد، فكما ورد في القران الكريم بصيغة الفعل وليس بصيغة الخافض الرافع، قال تعالى: «ورفعناه مكانا عليا» وقال تعالى أيضا «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات».

وبيّن شيخ الأزهر خلال حديثه اليوم الإثنين في الحلقة الرابعة والعشرين ببرنامجه الرمضاني «حديث شيخ الأزهر»، أن آثار الاسمين تظهر على مستوى المحسوس والمعقول، كما يقولون في المكان والمكانة، فهناك رفع وخفض من الله على مستوى المحسوس والمعقول «المكان والمكانة»، وضرب فضيلته أمثلة لذلك، فالرفع في المكان مثل رفع الله للعرش والسماء وخفض الأرض، هذا في إطار المحسوسات، وكذلك رفع الأنبياء، كسيدنا عيسى عليه السلام قال تعالى: «بل رفعه الله إليه»، وكذلك سيدنا إدريس عليه السلام قال تعالى: «ورفعناه مكانا عليا».

وأشار شيخ الأزهر إلى أن «كل ما عدا الله فهو مخلوق، فالسماوات والأرض مخلوقات، وكذلك الأنبياء أيضا مخلوقون، رفع بعضهم على مستوى المكان، وعلى مستوى المكانة، وكذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد رفعه الله ببدنه في حادث المعراج إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام، ورفعه الله تعالى إلى سدرة المنتهى وهي مكانة لم يصل إليها مخلوق آخر، حيث كلمه الله بشكل مباشر دون واسطة أو ملك يسمع الكلام وينقله، كما حدث في نقل القرآن بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام».

ورد شيخ الأزهر على من يشكك في حادثة المعراج ويقول أين سدرة المنتهى في الأرض؟!، وأين جنة المأوى في الأرض؟!، مؤكدً أن العلم حادث المعراج، بعدما كان يستبعد منذ قرن أو قرنين، فكان يقال كيف يعرج وكيف ينتقل من مكان كذا إلى مكان كذا؟، واليوم يستطيع الإنسان أن يتصل بكل أقطاب الأرض من خلال موبايل أو هاتف محمول، وقد نسمع مستقبلًا أن الإنسان استطاع أن يتواصل مع شخص ما على كوكب المريخ، وكل هذا على مستوى القدرات البشرية والعلوم البشرية المحدودة، فلم يستعظم هؤلاء ذلك على القادر سبحانه وتعالى؟! إلا إذا كانت هناك لمسة إلحاد تحرك هذه الأمور.

وتعجب شيخ الأزهر ممن يستهدفون القران الكريم بالتشويه والتشكيك دون غيره من الكتب السماوية، قائلا: «طبعا ممنوع الكلام عن الإنجيل وممنوع الكلام عن التوراة الكتاب المقدس» ذاكرًا أن هذه التصرفات لا تستحق أن يتوقف الشخص عندها، لأنه معروف أسبابه وغاياته، مطالبًا فضيلته بأن يكون هناك حتى قليل من الاحترام لعقائد الناس والكتب المقدسة.

وطالب شيخ الأزهر الشباب بعدم التعرض للبرامج التي تنال من الشرع الحنيف، وتخوض بغير علم في معتقدات الناس، والتحول إلى قنوات أخرى، موضحًا أن الهدف هو التعريض بمعتقداتهم، قائلا: «أنا ضد أن يسمع الناس هذا الكلام، وعقب انتهاء البرنامج يصرخون بعد ذلك»، فالأولى عدم التعرض من الأساس لهذه البرامج.

وأضاف شيخ الأزهر أن «هناك في الغرب جهات ممولة لهذا الأمر بهدف إضعاف الشرق وإضعاف العالم العربي والمسلمين- وهنا لا أعمم على الجميع- لذا فهم يعلمون جيدًا أن القران الكريم مصدر القوة، وهناك جهات سياسية مرتبطة بتلك البرامج من أجل ضرب مصادر القوة عند المسلمين في الشرق، لافتا أن من يحتاج لمعرفة الكثير يقرأ الكتب المترجمة منهم أنفسهم، فالمقصود في كل الأحوال هو بلبلة الناس، وشغلهم وصرفهم عما ينفعهم ويفيدهم.

واختتم شيخ الأزهر الحلقة بقوله: «إن كثيرًا من علمائنا يختصرون معنى الخافض الرافع في أنه يخفض الجبابرة ويذل الطغاة والمستكبرين ويرفع الأولياء والأنبياء؛ ولكن معنى خافض هنا هو المتوجه إلى إذلال الجبابرة والمستكبرين، ويرفع بمعنى ينصر الحق وأهله ويخفض الباطل وأهله، يوالي المؤمنين والأولياء والعلماء العاملين بعلمهم، ويعادي من يعادي الله سبحانه وتعالى.

          
تم نسخ الرابط