أحمد النوبي يكتب: رحلت شمس الأمل.. تكريم السيدة الأولى «قبلة وداع» لـ«أنيسة حسونة»
ملامح مصرية خالصة ووجه بشوش مملوء بالحياة وابتسامة أمل رغم آلام المرض، هكذا عرفها المصريون خلال السنوات الماضية، محاربة وخدومة، كرست جهودها لخدمة وطنها بداية من إعادة النبض لقلوب أطفالها حتى تمثيل أبناء الشعب المصري تحت قبة البرلمان، هي بنت مصر «الجدعة والمعافرة» الدكتورة أنيسة حسونة المديرة التنفيذية السابقة لمؤسسة الدكتور مجدي يعقوب.
غابت عن عالمنا صباح اليوم الأحد، «شمس الأمل» عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع 6 سنوات مع مرض السرطان، لم يتمكن يوم من إخفاء ابتسامتها أو كسر حبها وعطاؤها للحياة، على العكس كانت الحضن والأمل لمن خذلته الحياة وانتابه اليأس، كانت شعلة نشاط وحب خلال تأديتها عملها في أي مجال يخدم أبناء الشعب المصري.
ويشاء القدر أن يكون آخر ظهور لـ «بنت مصر الغالية» كما يلقبها محبوها، على كرسي متحرك، أثناء تكريمها من السيدة انتصار السيسي، خلال احتفالية اليوم العالمي للمرأة، لتكون تلك الذكرى قبلة وداع من الدولة المصرية لجهود ابنتها الوفية على مدار سنوات من العمل المضنى في خدمة وطنها.
وبعد تكريمها، كتبت حسونة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أفخر بتكريمي أمس من حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي السيدة انتصار السيسي في احتفالية خاصة لتكريم المرأة المصرية في يومها العالمي من تنظيم المجلس القومي للمرأة بقيادة الدكتورة مايا مرسي، وأتوجه بصفتي الرئيس التنفيذي لمستشفى الناس للأطفال، التي تعالج الأطفال 100% بالمجان بخالص الشكر لسيادتها على دعمها للمرأة المصرية ومساندتها للوصول إلى أعلى المراتب».
أنيسة حسونة هي كاتبة وباحثة سياسية ونائبة معينة بمجلس النواب، من مواليد القاهرة 22 يناير 1953، وهي المدير التنفيذي السابق لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
وبدأت رحلتها العملية كملحق دبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت لمدة أربعة عشر عاماً في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، وشغلت منصب مدير عام “منتدى مصر الاقتصادي الدولي”، ثم ببنك مصر إيران للتنمية كمساعد المدير العام، لتعمل بعد ذلك كمدير عام لمنتدى مصر الاقتصادي الدولي.
كما كانت محاضرة أيضاً في المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية والمعهد المصرفي التابع للبنك المركزي المصري، شغلت العديد من المناصب منها منصب أمين صندوق المجلس الاستشاري لمؤسسة “IDEA ” الدولية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا حول التحول الديمقراطي.
وخاضت الدكتورة أنيسة حسونة معركة مع مرض السرطان الذي أصابها أكثر من مرة.
وشاركت حسونة، خلال الأيام الماضية متابعيها عبر حسابها الشخصي على انستجرام، صورتين لها إحداها خلال تكريمها والأخرى أثناء تلقيها للعلاج، معلقة: “أيام تكريم.. وأيام ألم.. والحمد لله على كل حال”.
وأكدت "أنيسة حسونة"، فى حوار لها منذ ايام قبل وفاتها: "أن المرأة تشهد عصرها الذهبى في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يسعى إلى تمكينها في كافة القطاعات، لافتة إلى أن أكثر ما أسعدها هو جلوس المرأة على منصة القضاء كونها كانت تطالب بذلك". وأضافت:"مكنتش مصدقة أن هناك يوم سيأتى وتجلس المرأة على منصة القضاء"، لافتة إلى ضرورة تدريب الرجال على حقوق المرأة.
وآخر المشروعات الخيرية التي شاركت بها الراحلة، كان تأسيس مستشفى الناس للأطفال لتقديم الخدمة المجانية للمرضى، ومن المعروف أن والدها هو المستشار عصام حسونة وزير العدل في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما عرفت بدورها كمدير تنفيذى سابق لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وهي حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.