ماذا يحدث غدا فى جلسة الاتجار بالآثار.. محمود سعد الدين يكتب عن 10 مشاهد بالمحاكمة: لماذا يجلس حسن راتب فى الصف الأول بقفص الاتهام وسر غياب فريد الديب وما هى الثغرة التى يلعب عليها دفاع علاء حسانين

تدخل قضية الاتجار فى الآثار المتهم فيها حسن راتب وعلاء حسانين مرحلة خطيرة من مسارها أمام المحاكمة الجنائية وهى مرحلة المرافعات سواء من النيابة العامة ودفاع المتهمين؛ لأنه بانتهاء المرافعات يستقر ضمير المحكمة إلى رأى ثابت سواء بالبراءة أو بالعقوبة

تنعقد جلسات القضية بمحكمة جنايات القاهرة بالعباسية برئاسة المستشار خليل عمر عبد العزيز خضر وعضوية المستشارين مصطفى رشاد عبد التواب أحمد ومحمد شريف صبري محمد علي وعوني محمد المغاوري راغب مطر

حضرت الجلسة الماضية قبل 3 أيام ، كصحفى أتابع عن قرب كواليس واحدة من أهم القضايا التى تشغل الرأى العام المصرى فى 2022 ، ورصدت عدد من المشاهدات المختلفة وفق ما يلى:

حسن راتب يلتزم الصمت ويجلس فى الصف الأول بقفص الاتهام

من بين الملاحظات على الجلسة هو التزام الدكتور حسن راتب بالصمت الشديد خلال المحاكمة على عكس بعض المتهمين ممن يحاولون اختلاس الحديث مع بعضهما البعض.

والمرة الوحيدة التى تحدث فيها الدكتور حسن راتب كانت مع المحامى حسن أبو العينين ، وسأله فيها عن ماذا سيحدث اليوم بعد انتهاء النيابة العامة من مرافعتها ، وبالمناسبة يجلس حسن أبو العينين إلى جوار قفص حجز المتهمين دائما وعندما سألته عن السبب ، أجاب بأن المتهمين يشعرون بالطمأنينة عندما يجلس المحامى بجوارهم

وبالمناسبة المرة الأولى التى تعرفت فيها على المحامى حسن أبو العينين كانت فى قضية هبة ونادين فى 2009 ، وهو كما هو لا يزال يمتع بكامل لياقته فى العمل بالمحاماة

سر غياب فريد الديب

غاب المحامى الكبير الأستاذ فريد الديب عن الجلسة الماضية من محاكمة حسن راتب وعلاء حسانين ، وهو ما أثار تساؤل البعض، لماذا يغيب الأستاذ فريد الديب والقضية فى منحنى خطير من المحاكمة وهل وقعت خلاف بينه وبين وكيله حسن راتب أم ماذا ؟

سألت وراء هذا السؤال، فكانت الإجابة أن الجلسة الماضية كان مقرر فيها مرافعة دفاع المتهمين من الأول للرابع، بينما الأستاذ فريد الديب هو محامي المتهم الـ 23 فى القضية وهو حسن راتب، بما يعنى أن الديب لن يترافع فى ذات الجلسة، وأنه فضل عدم الحضور ليستغل الوقت فى إعداد مذكرة الدفاع والأسانيد التى سيقدمها للمحكمة

وبمناسبة الحديث عن الأستاذ فريد الديب، فالحقيقة أن المحامي المحنك بما له من تاريخ طويل فى المحاماة يضيف لأي قاعة محكمة يدخلها حضور مختلف، تظهر من خلال حديثه أمام السادة القضاة، والملاحظ أن عدد كبير من المحامين عندما يعرفون أن الديب سيترافع، يحرصون على الحضور بقاعات المحكمة للاستماع لمرافعته.

ويُعد الديب من جيل صنايعية المحامين بمصر، أمثال: "رجائي عطية وبهاء أبو شقة وجميل سعيد وحسنين عبيد وعبد الرؤوف المهدى" وغيرهم من قامات المحاماة

كورونا طارق جميل سعيد تؤجل الدفاع

كان من المتفق عليه مرافعة المتهمين من الأول للرابع فى قضية الآثار الكبرى، بما يعنى مرافعة دفاع علاء حسانين المتهم الرئيسى فى القضية ومحور كل التشابكات فى أوراق التحقيقات، غير أن فريق الدفاع طلب التأجيل بسبب إصابة المحامى طارق جميل سعيد باشتباه كورونا، ويتمنى موقع «بصراحة» الإخباري السلامة للمحامي الأستاذ طارق جميل سعيد

ووافق القاضي الجليل المستشار خليل عمر على طلب الدفاع، وأرجأ المرافعة حتى يوم الخميس، ومن هذا اليوم تبدأ جولة المرافعات في القضية.

مكان القبض على علاء حسانين

مثلما كان اسم علاء حسانين يثير الجدل فى الرأى العام المصرى لسنوات طويلة، كنائب برلمانى سابق يقدم نفسه كشيخ يواجه الجن والعفاريت، فداخل أوراق القضية يثير الجدل أيضا، والذي يبدأ من لحظة القبض عليه، خاصة ان أوراق القضية تؤكد أن علاء تم القبض عليه فى محيط قسم شرطة مصر القديمة، بينما علاء نفسه يقول إنه تم القبض عليه فى المنيا ويدلل على ذلك بـ 6 من الشهود.

هذا بخلاف ما تم طرحه في جلسات سابقة من المحاكمة وتم تكراره فى الجلسة الماضية، لدرجة أن القاضى وهو يستمع للمحامين، رد عليهم بأن سبق وأن تم طرح هذا الأمر من قبل، ولكن دفعني الأمر لمقابلة أحد المحامين في الاستراحة بقاعة المحكمة وهو الأستاذ أحمد يحيى للسؤال عن السبب فى التمسك بطرح هذا الخلاف كل جلسة، قائلاً: "أحمد يحيى هو أول محامي وصلته معلومة القبض على علاء حسانين، وهو أول محامي حضر جلسات التحقيق بالنيابة العامة وهو بالأساس يحمل توكيل رسمى من علاء حسانين لأكثر من 20 عامًا"، فكانت إجابة المحامى أحمد يحيى أن إثبات الاختلاف فى مكان القبض على علاء حسانين ينسف القضية بالأساس؛ لأنه إن ثبت صحة ما نقول تكون الإجراءات باطلة وما بنى على باطل فهو باطل، وهنا تم التعقيب على كلامه بأن الإجراء مهم فى القضية بالتأكيد، ولكن كيف ستثبتون إن القطع الأثرية التى ضبطها مع علاء ليست ملكه، فأجاب لأنهم يعدون مذكرة دفاع قوية وسيكون بها مفاجأت للرأى العام المصري.

ما السر الذي يخفيه علاء حسانين؟

قضيت في قاعة المحكمة بالجلسة السابقة ساعتين ونصف، سمعت علاء حسانين يردد مع محاميه 3 مرات، عبارة "عايز أكلم القاضى وعندى سر عايز أقوله، ومش هتكلم فيه إلا معاه فقط".

وما أضافه علاء حسانين في الجلسة الماضية هو عبارة "معايا فلاشة فيها حاجات مهمة"، كررها ضمن حديثه وتبريره الدائم لمقابلة هيئة المحكمة في غرفة المداولة، واللافت في الأمر أن حسانين يدخل قاعة المحكمة كل جلسة وهو يرفع علامة النصر، ولم يفهمها البعض مغزاها فى البداية، ولمن يرفعها، هل لتشجيع المحامين أم أنها رسالة للصحفيين بالقاعة، ولكن الثابت أنه لا يتخلى عن علامة النصر مع دخول قاعة المحكمة.

ويحجز علاء حسانين دائما فى أقصى يمين قفص الاتهام بالصف الأول، وهو مكان يتمكن فيه من الاستماع بشكل قوى لحديث المحكمة والمحامين فى نفس الوقت.

مرافعة النيابة العامة

الدراما فى الجلسة الأخيرة كانت فى المرافعة القوية للنيابة العامة المصرية بقضية الاتجار فى الآثار، وقتها جاءت من ذكر عدد كبير من الدلائل والقرائن إضافة إلى بعض العبارات التى وصفت بها المحكمة المتهمين وتحديدا علاء حسانين وحسن راتب، فالنيابة قالت إن المتهمين قدموا أنفسهم على أنهم وجهاء المجتمع وهم فساده، وأنهم استباحوا خيرات الوطن وانطلقوا فى فسادهم غير مبالين لا بالحلال ولا الحرام، ظنًا أنهم آمنون العقاب فسقناهم مكبلين إلى المحكمة بالأصفاد.

وكشفت مرافعة النيابة العامة عن الجانب الحقيقى فى القضية، وأنها ليست فقط الاتجار في الآثار، حيث إن يوميا يتم ضبط عشرات الوقائع للتجار فى الآثار، ولكن الثابت فيها هو تورط 2 من رجال المجتمع ورموزه فى جريمة وصفتها النيابة العامة بأنها خيانة للوطن.