رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

وداعًا صائد الجواسيس اللواء محمد عبد السلام محجوب.. صانع جمعة الشوال ومنقذ الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» من قبضة الصهاينة

اللواء محمد عبد السلام المحجوب
اللواء محمد عبد السلام المحجوب

في إطار قصة جاسوسية من أشهر القصص التي حيرت الموساد الإسرائيلي، والتي كان بطلها "جمعة الشوان"، تحت رعاية داهية مخابراتية من العيار الثقيل، حيث نجح في تنفيذ أهم العمليات الاستخباراتية بين مصر وإسرائيل، خاصة أن العالم بأكمله يترقب هزيمة تل أبيب في عملية قاسية وموجعة، وذلك بعدما حصلت مصر على معلومات خطيرة فى وقت حساس.

"من القاهرة إلى تل أبيب .. شكرا لحسن تعاونكم"، هكذا كانت كلمة النهاية في عملية تُعد الأبرز والأهم في تاريخ المخابرات المصرية، والأكثر أهمية في ذلك الأمر، ذلك الضابط المصري الذي نجح في ترجيح كفة مصر على حساب الكيان الصهيوني، والذي ظهر في مسلسل "دموع فى عيون وقحة" باسم "الريس زكريا"، ولكن اسمه الحقيقي هو اللواء محمد عبد السلام محجوب، فهو واحد من أهم وأخطر ضباط المخابرات المصرية فى التاريخ الحديث.. فهو الذي خطط ودبر لعملية جمعة الشوان بكل ذكاء وإتقان، خاصة أنها تُدرس في الأكاديميات المخابراتية حول العالم كعملية فريدة من نوعها.

وما يزيد الأمر غرابة، هو أن الريس زكريا أو اللواء محمد عبد السلام محجوب كان يتم التعامل معه بدقة متناهية؛ خوفًا من خداعهم طالبين حياته بأي ثمن، فتاريخ هذه الداهية المخابراتية ملئ بالقصص والقضايا الغامضة التى خدم بها الدولة المصرية.

وفي سياق متصل، جاءت واقعة إنقاذ الرئيس الراحل محمد حسني مبارك من الاغتيال فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، وكان وقتها «المحجوب» نائب مدير المخابرات العامة وهو من أصر على اصطحاب مبارك بسيارة مصفحة فى أديس أبابا، ولولا هذه السيارة لكان مبارك في عداد الأموات وقت الهجوم عليه من الإرهابيين.

ومن ناحية أخرى، جاءت قصة الحفار الإسرائيلى، الذي اشتراه الكيان الصهيوني للتنقيب عن البترول فى خليج السويس عقب نكسة 67، وتم اتخاذ قرار بتفجير الحفار، لكن بكفاءة وسرية شديدة منقطعة النظير، ومن ثم برز دور اللواء المحجوب، عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات في حقائب، كما أنه كان ضمن تشكيل ضباط المخابرات المصرية الذين سافروا إلى السنغال وباريس لتنفيذ عملية تفجير الحفار، حيث استغرق التجهيز للعملية نحو عام واحد، وذلك إنقاذًا لثروات مصر البترولية من النهب والسرقة الصهيونية.

وفي سياق متصل، جاءت قصة أخرى في سجل إنجازات اللواء «المحجوب»، حيث قاد العملية المخابراتية التي أخرجت الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» من بيروت في الثمانينيات بعد أن حاصرتها إسرائيل بهدف اغتياله.

وبخلاف قصة ياسر عرفات، فاللواء محمد عبد السلام المحجوب كان له دور كبير فى طرابلس، حيث عمل على تخليص وتهريب العديد من أسر بعض المعارضين الليبيين، الذين كان يحتجزهم العقيد الليبى الراحل معمر القذافى كرهائن في طرابلس للضغط على معارضيه في القاهرة، خلال حكم الرئيس السادات، للعودة إلى ليبيا، وظلت هذه العملية محفورة فى ذاكرة العقيد معمر القذافي.

هكذا كانت هذه الحكايات المثيرة والتي تدعو للفخر والاعتزار بمصرية اللواء محمد عبد السلام المحجوب، ولا يزال هناك الكتير في طي الكتمان؛ لأنه دا طبيعة العمل المخابراتي.

          
تم نسخ الرابط