رئيس التحرير
محمود سعد الدين
البريد_المصري
الرئيسية حالا القائمة البحث

تعليم "ديجيتال" على عجلات.. قصة نجاح الفصل المتنقل في مدرسة قويسنا.

الفصل المتنقل
الفصل المتنقل

في صباح دراسي هادئ نسبيًا، وقف فصل دراسي مختلف في فناء مدرسة قويسنا الرسمية للغات. لا جدران خرسانية تحيط به، ولا ممرات طويلة تؤدي إليه، لكنه كان مزدحمًا بالحياة. فصل متنقل جاء ليخفف أزمة الكثافات الطلابية، وليمنح عشرات الطلاب فرصة للتعلم في مساحة أهدأ وأكثر تنظيمًا.
المشهد بدا غير مألوف للطلاب في أيامه الأولى، فصل قائم بذاته، مجهز بمقاعد وسبورة ووسائل شرح حديثة، لكنه سرعان ما أصبح جزءًا طبيعيًا من اليوم الدراسي. ومع مرور الوقت، تحوّل من حل مؤقت إلى تجربة تعليمية مختلفة، فرضت نفسها داخل المدرسة.
خلال جولته الميدانية الموسعة، حرص اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، على دخول الفصل المتنقل بنفسه، وتابع سير الحصة وتفاعل الطلاب مع المعلم. داخل الفصل، استمع المحافظ لشرح المدرس، واطمأن على مستوى التجهيزات والانضباط، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تخفيف العبء عن الطلاب والمعلمين معًا.
وقال المحافظ، في حديثه داخل المدرسة، إن الفصل المتنقل يمثل نموذجًا عمليًا للتعامل مع مشكلات قائمة على الأرض، موضحًا أن الدولة تبحث عن حلول سريعة ومرنة دون انتظار سنوات لإنشاء مبانٍ جديدة. وأضاف أن المحافظة تضع مصلحة الطالب في مقدمة أولوياتها، وأن أي تجربة ناجحة سيتم دعمها وتكرارها.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، أن تشغيل الفصل المتنقل جاء بعد دراسة دقيقة للكثافات داخل المدرسة، مشيرًا إلى أن التجربة تهدف إلى تحسين جودة العملية التعليمية وليس مجرد تقليل الأعداد. وأكد أن الفصل مجهز بكافة الوسائل التعليمية اللازمة، ويتم متابعته بشكل دوري لضمان تحقيق الاستفادة المرجوة.


داخل الفصل، تحدّث أحد المدرسين عن اختلاف التجربة، قائلًا إن تقليل عدد الطلاب أحدث فارقًا واضحًا في التفاعل داخل الحصة. وأضاف: «بقينا نعرف نركز مع كل طالب، نسمع أسئلته، ونراجع عليه بشكل أفضل، وده انعكس على مستوى الفهم والانضباط».


لم يكن المعلمون وحدهم من شعروا بالتغيير، فالطلاب أيضًا عبّروا عن ارتياحهم للأجواء الجديدة. تقول إحدى الطالبات إن الفصل المتنقل أتاح لها فرصة أفضل للتركيز، مؤكدة أن الهدوء داخل الفصل ساعدها على الاستيعاب مقارنة بالفصول المزدحمة.


وخلال الجولة، شاهد المحافظ عددًا من العروض الفنية التي قدمها طلاب المدرسة، في مشهد عكس حالة من الثقة والاندماج، واعتبره القائمون على المدرسة مؤشرًا إيجابيًا لنجاح التجربة. وفي لفتة دعم واضحة، وجّه المحافظ بصرف مكافأة مالية للقائمين على تشغيل الفصل المتنقل، تقديرًا لجهودهم في إنجاح التجربة

          
تم نسخ الرابط