رئيس التحرير
محمود سعد الدين
البريد_المصري
الرئيسية حالا القائمة البحث

فنزويلا في عزلة جوية حادة بعد إلغاء تراخيص 6 شركات طيران دولي

صورة_ارشيفية
صورة_ارشيفية

دخلت فنزويلا مرحلة جديدة من العزلة الجوية بعد قرار حكومتها إلغاء تراخيص ستّ شركات طيران عالمية دفعة واحدة، ما أدى إلى تراجع الرحلات الدولية الأسبوعية من 105 إلى 79 رحلة فقط، في أكبر انخفاض منذ سنوات، وفصل شبه كامل عن أوروبا ودول المنطقة وسط توترات سياسية وأمنية متصاعدة.

تداعيات سياسية وأمنية تقلب قطاع الطيران

ذكرت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية أن الأزمة تفاقمت عقب تحذير إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) من مخاطر على المجال الجوي الفنزويلي، بعد دخول حاملة طائرات أمريكية إلى مياه الكاريبي.
وبدأت شركات الطيران الكبرى – ومنها إيبيريا، تاب، الخطوط التركية، أفيانكا، لاتام وجول البرازيلية – بإلغاء رحلاتها تباعاً، رغم منح كاراكاس لها مهلة 48 ساعة لاستئناف العمل.

ومع انتهاء المهلة، اتهمت الحكومة الفنزويلية الشركات بأنها “تنضم إلى الإرهاب المدعوم أمريكياً”، معتبرة أن الانسحابات متزامنة ومقصودة سياسياً.


عودة إلى عزلة قديمة… وانهيار تدريجي لقطاع الطيران

الأزمة الحالية أعادت إلى الأذهان التدهور الكبير في قطاع الطيران الفنزويلي خلال العقد الماضي.
ففي 2013 كانت البلاد تسجل 352 رحلة دولية أسبوعياً، قبل أن ينخفض العدد إلى 100 رحلة في 2019 بسبب انسحاب شركات الطيران وعجزها عن تحويل أرباحها للخارج.

اليوم، تملك فنزويلا أقل بـ77% من رحلاتها الدولية مقارنة بما كان قبل 12 عاماً، لتصبح في عزلة جوية شبه كاملة لا مثيل لها في المنطقة.


كاراكاس: مجالنا الجوي خط أحمر… وبيان ترامب عدائي وتعسفي

أصدرت الحكومة الفنزويلية بياناً شديد اللهجة أكدت فيه أنها لن تقبل بأي تهديدات أو تدخلات خارجية، وطالبت باحترام مجالها الجوي باعتباره “خطاً أحمر”.

كما وصفت منشور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول المجال الجوي الفنزويلي بأنه “عدائي، أحادي، وتعسفي”، معتبرة أنه يعكس “نظرة استعمارية تجاه أمريكا اللاتينية”.

وأكدت كاراكاس أن أي محاولة للمساس بسيادتها الجوية أو السياسية “لن تُقبل مطلقاً”، ودعت المجتمع الدولي للالتزام بالقوانين التي تحمي سيادة الدول.


ترامب: يجب التعامل مع المجال الجوي الفنزويلي كمجال مغلق بالكامل

وفي تطور يزيد التوتر، دعا ترامب إلى اعتبار المجال الجوي الفنزويلي مغلقاً تماماً، محذراً من أي تحركات جوية فوق الأراضي الفنزويلية خلال الفترة الحالية.
وقال إن الوضع السياسي والأمني غير المستقر في فنزويلا يتطلب “أقصى درجات الحذر” وأن أي تعامل مع المجال الجوي يجب أن يتم عبر إجراءات صارمة حتى تهدأ الأوضاع.

تصريحات ترامب جاءت في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين واشنطن وكاراكاس، ما يزيد الضغط على قطاع الطيران المتعثر أصلاً في البلاد.


بين التصعيد السياسي، والقرارات الحكومية المفاجئة، وقيود الطيران الدولية؛ يجد قطاع الطيران الفنزويلي نفسه أمام أسوأ أزمة منذ عقود. ومع استمرار الانسحابات والتوترات، تتجه فنزويلا نحو عزلة متزايدة قد تؤثر على حركتها التجارية والإنسانية والسياحية، ما ينذر بمرحلة أكثر صعوبة للمواطنين والاقتصاد على حد سواء.

          
تم نسخ الرابط