«طعنة الغدر في ظهر الرحمة».. محامي السائق المقتول يكشف لـ«بصراحة» تفاصيل القبض على القاتل ولغز الدوافع المتضاربة

لا تزال فاجعة مقتل السائق محمود أحمد جلال (38 عامًا) تلقي بظلالها الثقيلة على أسيوط، فكلما تكشفت تفاصيل جديدة، زادت مرارة الغدر الذي تعرض له هذا الأب لطفلين على يد زميله الذي استأمنه وأعاده لعمله. وبعد أيام من التكهنات والمعلومات المتضاربة، كشف الأستاذ عمرو الناظر، محامي المجني عليه، في حوار خاص لـ**«موقع بصراحة الإخباري»**، عن تفاصيل دقيقة حول القبض على القاتل، والتحقيقات الجارية، والدوافع المتضاربة التي تحيط بالجريمة.
يد الرحمة التي اغتالها الغدر.. القصة من البداية
تعود جذور المأساة، كما أكد المحامي عمرو الناظر، إلى شهامة المجني عليه "محمود جلال". فقد كان القاتل، "محمد عصام شوقي"، زميلًا له في نفس شركة المقاولات، لكنه فُصل بسبب تورطه في واقعة سرقة مثبتة. وبقلبٍ رحيم، لم يرضَ "محمود" بقطع رزق زميله، فتوسط له بإلحاح لدى إدارة الشركة، وتوسل إليهم لإعادته، وهو ما تم بالفعل بفضل إصرار "محمود". لكن يد الخير التي امتدت للمتهم، كانت هي نفسها الهدف الأول للغدر.
لحظة الجريمة.. مشهد الرعب داخل السيارة
وقعت الجريمة البشعة مساء السبت الموافق 4 أكتوبر، أثناء عودة المجموعة من القاهرة. فبحسب ما تكشف من التحقيقات الأولية وشهادة الشهود، وأثناء تواجدهم على كوبري المعصرة على طريق أسيوط الجديدة، قام "محمد عصام شوقي" بتنفيذ جريمته المروعة. فبعد أن عاد للسرقة مرة أخرى وشاهده "محمود جلال"، قرر القاتل إسكات صوت الحق الذي أعاده للحياة، فقام بذبحه وقتله بدم بارد داخل السيارة، في مشهد مرعب وقع أمام زوجة القاتل نفسها وابنته الصغيرة، وزوجة صاحب الشركة التي كانت برفقتهم.
ولم يتوقف جنون المتهم عند هذا الحد، فعندما انهارت زوجته (زوجة القاتل) في صراخ هستيري من هول ما رأت، لم يتردد في طعنها طعنتين نافذتين في بطنها لإسكاتها، وهي التي ترقد حاليًا في مستشفى أسيوط الجامعي تتلقى العلاج اللازم بعد أن توقفت أمعاؤها عن العمل.

القبض على القاتل.. وتجديد الحبس
وفي معلومة حاسمة، أكد المحامي عمرو الناظر لـ**«بصراحة»**، أنه تم بالفعل إلقاء القبض على المتهم "محمد عصام شوقي" بعد أيام قليلة من ارتكابه الجريمة، وذلك بعد جهود مكثفة من أجهزة الأمن. وأضاف الناظر أن المتهم تم عرضه على النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم تم عرضه على قاضي المعارضات الذي قرر تجديد حبسه احتياطيًا، وهو حاليًا قيد الحبس الاحتياطي لحين استكمال التحقيقات.
لغز الدوافع.. بين حقد اللص وادعاءات الخيانة
وحول الدافع الحقيقي وراء هذه الجريمة النكراء، كشف المحامي عمرو الناظر عن وجود روايتين متضاربتين؛ الأولى، وهي الأقرب للمنطق والواقع بحسب المحامي، أن القاتل كان يحمل حقدًا دفينًا تجاه المجني عليه "محمود". فـ "محمود" كان دائم النصح له بالكف عن السرقة والمشاكل، وكان يساعده ماديًا ومعنويًا (حتى أنه ساعده في استخراج رخصة قيادة)، وهذا العطاء المستمر مع سلوك القاتل المنحرف ولّد لديه شعورًا بالغيرة والحقد، فقرر التخلص منه عند أول فرصة.
أما الرواية الثانية، فهي ما أدلى به المتهم نفسه في التحقيقات، حيث زعم، بحسب المحامي الناظر، أن زوجته "غير سوية" وأنه قرر الانتقام منها بقتل "محمود" (في إشارة مبطنة لوجود علاقة)، وهو الادعاء الذي وصفه المحامي الناظر بأنه "كلام مرسل لا دليل عليه"، وظن من المتهم أنه قد يخفف عنه العقوبة، مؤكدًا أن النيابة العامة تتعامل مع الأدلة وليس الادعاءات.
شهادة زوجة صاحب الشركة.. وماذا عن الشكوك؟
وفيما يتعلق بشهادة زوجة صاحب الشركة، الشاهدة الرئيسية الأخرى، أوضح المحامي الناظر أنها كانت نائمة وقت وقوع الجريمة، واستيقظت على استغاثة زوجة القاتل لتجد "محمود" غارقًا في دمائه والقاتل قد لاذ بالفرار. أما عن شكوك أسرة المجني عليه حول حضورها التحقيقات بـ 7 محامين، أكد الناظر أن التحقيقات لا تزال جارية وأن النيابة العامة هي الأمينة على الدعوى ولن تترك شاردة ولا واردة إلا وستحقق فيها.
رسالة طمأنة للأسرة.. والقصاص قادم
واختتم المحامي عمرو الناظر حواره مع «بصراحة» بتوجيه رسالة طمأنة لأسرة المجني عليه "محمود جلال"، الذي ترك خلفه طفلين هما "جنى" (بالصف الأول الإعدادي) و"سيف" (بالصف الرابع الابتدائي)، مؤكدًا لهم أن النيابة العامة لا تألو جهدًا في استكمال التحقيقات، وأن حق فقيدهم لن يضيع، وأن المتهم سينال أشد العقاب الذي يستحقه قانونًا على جريمته البشعة، مطالبًا الجميع بالصبر لحين انتهاء التحقيقات وإحالة القضية للمحكمة.



جوجل نيوز
واتس اب