رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث

إنجاز طبي في مستشفى الناس بإجراء عملية فونتان بالقسطرة لأول مرة بمصر وإفريقيا والشرق الأوسط

إنجاز طبي في مستشفى الناس
إنجاز طبي في مستشفى الناس

تضيف مستشفى الناس الخيري، إنجازًا طبيًا جديدًا إلى سجل انجازاتها غير المسبوقة في عمليات القسطرة وجراحة القلب، حيث تمكن الفريق الطبي في قسم قلب الأطفال بمستشفى الناس، برئاسة الدكتورة شيرين عبد السلام، استشاري قسطرة القلب التداخلية، من إجراء عملية "فونتان" لطفلين، وهي المرة الأولي التى تجري فيها هذه العملية بالقسطرة وليس جراحة القلب المفتوح، في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، لتتم داخل مستشفى الناس بأيدي أطبائها، وذلك بالتعاون مع الهولندي ثيو فان دي كيركوف، مدير تنسيق عمليات الأطفال بمؤسسة هيومانتي الخيرية.

"فونتان"، هي عملية تُجرى للأشخاص الذين وُلدوا ببطين قلبي واحد يعمل، وإجراء عملية "فونتان" يتيح للدم قليل الأكسجين بالجزء السفلي من الجسم التوجه مباشرةً إلى الشريان الرئوي، ثم الرئتين، للحصول على الأكسجين، بدلاً من المرور عبر القلب أولاً، ويتدفق هذا الدم بشكل سلبي، أي دون ضخّ بطيني لتحريكه.

مستشفى الناس تُجري عملية فونتان بنجاح لطفلين صغيرين
ومن جانبها، قالت الدكتورة شيرين عبد السلام، استشاري قسطرة القلب التداخلية، ورئيس قسم قلب الأطفال بمستشفى الناس: «النهارده في مستشفى الناس، احنا أمام تقدم علمي كبير جداً، لأن إجراء عملية "فونتان" بالقسطرة مش بالجراحة هو أمر جديد للعالم كله، ومستشفى الناس كانت سباقة بإجراء العملية لأول مرة في أفريقيا والشرق الأوسط»، مضيفة: «هنا في مستشفى الناس، عملنا العملية لمريض امبارح، والنهارده مريض تاني جديد، والحمد لله مستوى الأكسجين عند الأطفال بعد العملية تحسن من 85% لـ 98%».

وأوضحت استشاري قسطرة القلب التداخلية، أن «عملية فونتان، يتم إجرائها في العالم كله بالجراحة للأطفال بعد عمر 4 سنوات، والجديد اليوم إجراء نفس العملية بالقسطرة بدون جراحة قلب مفتوح، والنقلة النوعية هنا أن القسطرة تجعلنا نتجنب كل مراحة الجراحة بما في ذلك نقل الدم، ودخول المريض العناية المركزة لفترات طويلة، وتعرضه للارتشاح الرئوي، والكثير من التفاصيل الأخري التى لا تحدث بإجراء العملية عن طريق القسطرة، الأمر الذى جعل العملية أسهل في إجراءاتها، كما أن فترة بقاء الطفل في المستشفى للملاحظة والرعاية لا تتخطي يومين أو ثلاثة ويستطيع بعدها الخروج وممارسة حياته بشكل طبيعي جدًا، واللعب مع أصدقائه بعد التعافي تمامًا في مدة قصيرة جدًا».

عملية فونتان بالقسطرة تقلل فترة الرعاية للطفل وتعيده لممارسة حياته بسرعة


وأشارت الدكتورة شيرين عبد السلام، إلى أن عملية اليوم التى أجراها الفريق الطبي بمستشفى الناس، كانت لطفل عمره 6 سنوات، مضيفه: «يتم إجراء العملية للأطفال أكبر من 4 سنوات، وذلك لضرورة توافر الكثير من الشروط إضافة إلى عمر الطفل قبل إجراء العملية منها التأكد من ضغط الدم في الرئة، ووجود ارتجاع في الصمامات من عدمه».

وتابعت: «مثل هذه العمليات التى تُجري لأول مرة، يشارك فيها بالضرورة خبراء أجانب ممن أجروا مثل هذه العمليات لعدد كبير من المرضي، وهذا إجراء هام لأي مستشفى تنفذ عملية جديدة لأول مرة من أجل تبادل الخبرات، والحقيقة أن مستشفى الناس مكان خصب جداً للبحث طوال الوقت عن العمليات الجديدة والمتطورة عالميًا في كافة الاختصاصات من أجل القيام بإجراءات مختلفة ومتقدمة، ونحن سعداء اليوم بهذه الخطوة القوية جدًا التى يمكنها حل مشاكل الكثير من الأطفال، حيث أن تقليل فترة الرعاية للمريض يوفر المزيد من الوقت لاستقبال عدد أكبر من الأطفال وإجراء العمليات لهم في أسرع وقت، بما يسهم في تقليل قوائم الانتظار».

دكتورة شيرين عبد السلام: حلمنا بمستشفى الناس زيادة التبرعات لتسريع إجراء العمليات للأطفال


واختتمت حديثها: «الحلم في مستشفى الناس، إن يبقى عندنا مكان نعالج كل طفل بيقدم أوراقه للمستشفى وهو محتاج لعملية، فلازم نبقى قادرين نعمل العمليات لكل الأطفال اللي بتقدم، والموضوع ده مش هيحصل غير لو في تبرعات كافية من الناس اللي بتساعد المستشفى بجد وهي مؤمنة إن المستشفى بتعمل دور كبير في المجتمع لعلاج الأطفال بأسرع وقت ممكن، وإن كل طفل يقدر ياخد كل حاجة هو محتاجها بغض النظر عن تكلفة العملية».

ثيو فان دي كيركوف يوضح تفاصيل عملية فونتان عبر القسطرة وبدون جراحة


بدوره، قال الهولندي ثيو فان دي كيركوف، مدير تنسيق عمليات الأطفال بمؤسسة هيومانتي الخيرية: «عملية فونتان عبر القسطرة، هي إجراء تداخلي معقد يُجرى للأطفال الذين لديهم جزء واحد فقط من القلب قادر على ضخ الدم، بدلاً من جزأين كما هو الحال لدى معظم الناس، ومن المهم أن يكون إجراءنا أقل تدخلاً وأكثر فائدة للمريض دون جراحة، لأن ذلك يُقلل مدة الإقامة في المستشفى ويُساعد على تعافيه بشكل أسرع، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين قد تُشكل الجراحة لديهم خطرًا وتهديدًا إضافيًا».

وأضاف ثيو فان دي كيركوف: «أعتقد أنه من المهم جدًا تقليل التدخل الجراحي، ومن الرائع حقًا رؤية المريض الذي يقضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد الجراحة في المستشفى، أو بضعة أيام أو أسابيع في وحدة العناية المركزة، يتعافى بسرعة كبيرة، ففي اليوم التالي، يمكنك رؤية المريض يبتسم ويتحرك، لذا، أعتقد أن الأمر يستحق العناء بالتأكيد، خاصةً لمن هم أكثر عرضة لخطر العمليات الجراحية».

الخبير الهولندي بعمليات قسطرة الأطفال يُشيد بتجهيزات مستشفى الناس ومستوي فريقها الطبي
وتابع: «في هذا المستشفى، يمكن إجراء العملية الجراحية بكفاءة مع احتمالية معقولة لحدوث مضاعفات، ولكن بالطبع، إذا كان من الممكن تجنبها، فيجب تجنبها دائمًا، وفريق مستشفى الناس يتمتع بخبرة واسعة في طب القلب التداخلي للأطفال، لذا أعتقد أن هذا هو أفضل مكان للبدء بهذه الإجراءات وإجرائها للأطفال، خاصة أن هناك طلب كبير جدًا في مصر على هذه الإجراءات لأن عدد المرضى في ازدياد، وهم بالتأكيد بحاجة إلى خدمة متخصصة في مستشفى كهذه».

واستكمل حديثه: «لقد أجرينا عملية القسطرة التداخلية، وزرعنا الدعامة في نوع من الإجراءات نسميه "فونتان"، حيث أدخلنا دعامة بطول 100 مم، وكانت هذه ثاني عملية تُجرى في مستشفى الناس، لأننا بالأمس أجرينا أول عملية في أفريقيا داخل مستشفى الناس بمصر»، مضيفًا: «رغم اعتماد عمل مستشفى الناس على التبرعات والأعمال الخيرية، إلا أن الفريق الطبي به ممتاز جدًا، ولديه معرفة واسعة، وحماس كبير، ويسعدني أن أكون هنا.. لقد زرت هذا المكان عدة مرات، ودائمًا ما أستمتع به كثيرًا لوجود وفرة من المعرفة».

خبير هولندي: مستشفى الناس تضاهي مستشفيات أوروبا من حيث التجهيزات والمعرفة
وعن تقييمه للمستشفى مقارنة بمثيلاتها في بلده هولندا، والدول الأوروبية بشكل عام، قال: «بمقارنة "مستشفى الناس" بالمستشفيات في أوروبا، أعتقد أنها متساوية تقريبًا، ورغم أن المشكلة الوحيدة التي قد تواجهها هنا هي عدم توفر جميع المعدات والأجهزة والمنتجات، إلا أن المستشفى لهذا السبب تعمل بشكل وثيق مع المنظمات الخيرية الدولية، لتوفير كافة التجهيزات اللازمة لإجراء العمليات المتقدمة، لذلك فإن مستشفى الناس من حيث الخدمة، والمعدات، والجوانب الطبية، والمعرفة، لا أعتقد أن هناك فرقًا كبيرًا بينها وبين المستشفيات الأوروبية».

هذا وتُعد مستشفى الناس واحدة من أهم المستشفيات الخيرية غير الهادفة للربح في مصر والشرق الأوسط، حيث تقدم خدماتها بالمجان لكل المصريين، ويفتح مستشفى الناس أبوابه لجميع مرضى القلب والجهاز الهضمي والسكري والحروق وزراعة الكبد، ويعمل على وضع خطة علاجية لهم بأحدث الطرق الطبية ووفقاً لآخر المعايير والضوابط العالمية.
 

          
تم نسخ الرابط