رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث

فاجعة منقباد تزداد قسوة.. الحصيلة ترتفع إلى 5 أطفال بعد وفاة "عدي" في المستشفى

"عدي محمود" الضحية الخامسة في حادث تروسيكل منقباد
"عدي محمود" الضحية الخامسة في حادث تروسيكل منقباد

في تطور مأساوي جديد، ارتفعت حصيلة ضحايا حادث "تروسيكل التلاميذ" في قرية منقباد بأسيوط إلى خمسة أطفال، بعد أن لفظ الطفل عدي محمود منصور (8 سنوات) أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، متأثرًا بإصابته البالغة التي لحقت به في الحادث، ليلحق برفيقاته الأربع وتكتمل فصول الفاجعة التي هزت صعيد مصر.

​القصة الكاملة.. من الإنقاذ إلى الموت

​بدأت المأساة صباح يوم الإثنين، عندما كان 15 طفلاً من قرية "السلام" مكدسين في صندوق مركبة "تروسيكل"، في رحلتهم اليومية المحفوفة بالمخاطر لقطع مسافة 5 كيلومترات وصولًا إلى مدرستهم الوحيدة في منقباد. وعلى طريق ضيق ومتهالك بمحاذاة مصرف "قناطر حواس"، هوت المركبة في المياه، لتتحول صرخات الأطفال إلى استغاثات يائسة.

​وعلى عكس ما تم تداوله في البداية، كشفت التفاصيل أن الطفلة الوحيدة التي تم انتشالها وقد فارقت الحياة من مياه المصرف هي سمر محمد عبد القادر (5 سنوات). أما بقية الضحايا، فقد تم إنقاذهم في اللحظات الأولى ونقلهم إلى المستشفى وهم على قيد الحياة ضمن المصابين، لكن حالتهم الحرجة لم تمهلهم طويلاً، لتتوالى أخبار وفاتهم تباعًا داخل المستشفى، وهم: مليكة حسين (6 سنوات)، وجنى إبراهيم علي (9 سنوات)، وبسملة أحمد علي (8 سنوات)، وأخيرًا الطفل عدي محمود منصور (8 سنوات).

​جذور المأساة.. شهادة الأهالي لـ«بصراحة»

​وفي شهادة موجعة خصت بها أسر الضحايا "موقع بصراحة الإخباري"، أكدوا أن الحادث لم يكن صدفة، بل هو نتيجة حتمية لواقع مرير. فغياب مدرسة أو وسيلة مواصلات آمنة في قريتهم، كان يجبرهم على وضع أطفالهم في مواجهة الموت يوميًا.

​والأكثر إيلامًا، هو كشفهم عن وجود حل كان من الممكن أن يمنع الكارثة بأكملها؛ معهد أزهري متكامل تم بناؤه بالجهود الذاتية ويقف جاهزًا لاستقبال الطلاب منذ عام 2008، لكنه ظل مغلقًا بقرار إداري. وقالوا بقلوب يعتصرها الألم: "لو كان هذا المعهد مفتوحًا، لما احتاج أبناؤنا لهذه الرحلة المميتة. دم أبنائنا في رقبة كل مسؤول ترك هذا الصرح التعليمي مهجورًا طوال 16 عامًا".

​وبينما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها، تركت الفاجعة وراءها خمسة مقاعد دراسية فارغة، وخمس أسر مفجوعة، وسؤالاً مريرًا حول متى ستصل أبسط الحقوق الأساسية إلى قرى الصعيد المنسية.

          
تم نسخ الرابط