محمود مسلم: خطة ترامب المتأخرة لإنهاء الحرب جاءت بسبب عزلة إسرائيل دوليا وسعيه للحصول على جائزة نوبل

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، أمين الإعلام بحزب الجبهة الوطنية، إن حركة حماس وافقت على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظرا لمتغيرات كثيرة حالية، أولها أن إيران الداعم الرئيسي لحماس تمر بأوضاع غير مستقرة، وكذلك أذرعها في المنطقة سواء حزب الله في لبنان، وأيضا أذرعها في سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى أن أقرب الدول لحركة حماس أصبحت مؤمنة بخطة ترامب، مثل قطر وتركيا، والأمر الثالث يتمثل في التوافق العربي والأوروبي حول الخطة الأمريكية، وبالتالي لم يكن أمام حماس سوى القبول، لأنها لم تكن تملك الرفض.
وأضاف «مسلم» في لقاء على قناة «الحدث»: «حركة حماس الآن في أزمة كبيرة، ويجب أن تواجه ذلك بشجاعة لأن الأوضاع الإنسانية والمأساوية كبيرة للغاية ولا يمكن أن يتحمل الشعب الفلسطيني أكثر من ذلك، وشاهدنا أفراح المواطنين في القطاع بموافقة حركة حماس على المبادرة، ولا يبقى إلا بعض التفاصيل التي سيجرى التوافق عليها في القاهرة، حيث ستكون القاهرة محور التوافق خلال الأيام المقبلة مع استضافتها لوفود كثيرة، مثل وفد حماس والوفد الإسرائيلي والوفد الأمريكي بمشاركة كوشنر وويتكوف، وأيضا وفود الفصائل الفلسطينية الأخرى، وكذلك بعض الوسطاء، وأعتقد أن الـ 48 ساعة القادمة ستكون محور التوافق بين جميع الأطراف»، مؤكدًا أن حركة حماس ليس أمامها سوى "الالتحاف والتدفئة" بالفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لمواجهة هذه الأزمة والخروج من الأوضاع الحالية، مشيدًا في الوقت نفسه بمبادرة السلطة الفلسطينية لإجراء الانتخابات العامة وتغيير الدستور واتخاذ بعض الإجراءات الداخلية الأخرى.
ورأى "مسلم" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار هذا التوقيت تحديدا لطرح خطته المتأخرة، بسبب العزلة الدولية لإسرائيل والرفض الأوروبي لاستمرار الحرب والتصعيد الأوروبي ضد إسرائيل خلال الفترة الماضية، مشيدًا بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض قادة أوروبا في هذا الصدد، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي الذي حدث في الدوحة مؤخرًا واصفا إياه بـ«الحدث الكبير»، وأوضح أن هناك سبب آخر لمبادرة ترامب يتمثل في سعيه للحصول على جائزة نوبل.
وأشار "مسلم" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وصف إسرائيل بـ«العدو»، ودلك لأول مرة في خطاب رسمي منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في أواخر السبعينيات، كما حذر الرئيس مرات عديدة من أن الذي يحدث في غزة يمكن أن يقود لاضطراب كبير في المنطقة، وأنه لن يحدث أي استقرار طالما استمرت هذه الحرب. لافتًا أن الرئيس السيسي لم يجر أي اتصالات بقيادات إسرائيل منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر من العام 2023، وهذا تطور كبير وخطير في العلاقات المصرية الإسرائيلية، قائلاً: "الجميع يعلم أن الخيار الاستراتيجي الأول لمصر هو السلام لكنها مستعدة دائما للحرب، وهذه رؤية الدولة المصرية وهناك توافق بين الشعب والقيادة المصرية طوال الوقت".
واختتم «مسلم» حديثه: «مصر دفعت ثمنها باهظا بسبب هذه الحرب، حيث تأثرت قناة السويس، وتأثر قطاع السياحة، وكان هناك تأثيرات اقتصادية أخرى أضرت بمصر. ومع ذلك مصر لم تتخل عن دورها وقدمت الكثير من المساعدات الإنسانية رغم ظروفها ولم تتأخر عن الأشقاء في قطاع غزة».