دعاء الخسوف.. ماذا نثول عند رؤية الظاهرة الكونية النادرة؟

عند حدوث الخسوف أو الكسوف، يُسن للمسلم أن يُقبل على الصلاة والدعاء، اقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال:"فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ" (رواه البخاري)
ويبدأ وقت صلاة الخسوف من لحظة بداية الظاهرة، ويستمر حتى زوالها، فهي صلاة مرتبطة بسبب مؤقت، فإذا انتهى السبب، انتهى وقتها.
أدعية مستحبة عند خسوف القمر
لا يوجد دعاء مخصوص ورد عن النبي ﷺ لخسوف القمر، ولكن يُستحب الإكثار من الدعاء والاستغفار والتضرع، ومن الأدعية الجامعة في هذا المقام:
اللهم إني أسألك من الخير ما سألك منه عبدك ونبيك، وأعوذ بك من الشر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
اللهم اجعل هذه الآية رحمةً لنا، ولا تجعلها عذابًا علينا، وادفع عنا البلاء والوباء وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم ارحمنا إذا برق البصر، وخسف القمر، وجُمع الشمس والقمر، واجعل خسوف قمرك هذا رحمةً لا عذابًا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تنزل غضبك علينا.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعلنا، ولا بما فعل السفهاء منا، نستغفرك ونتوب إليك، إنك أنت الغفور الرحيم، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.
كيفية أداء صلاة الخسوف
صلاة الخسوف ركعتان، وفي كل ركعة قيامان، وقراءتان، وركوعان، وسجدتان، وتُصلى كما فعل النبي ﷺ:
الركعة الأولى:
تكبيرة الإحرام.
دعاء الاستفتاح (سنة).
قراءة الفاتحة، ثم سورة طويلة (مثل البقرة).
ركوع طويل مع تسبيح.
القيام من الركوع مع التسبيح والحمد.
قراءة الفاتحة مجددًا، ثم سورة أقصر (مثل آل عمران).
ركوع ثانٍ أقل طولًا من الأول.
القيام من الركوع ثم السجود سجدتين طويلتين، مع جلسة خفيفة بينهما.
الركعة الثانية:
تُكرر بنفس الطريقة، مع تقليل طول القراءة والركوع مقارنة بالركعة الأولى.
بعد السجدتين، يُقرأ التشهد ثم التسليم.
يُجهر بالقراءة في خسوف القمر لأنه في الليل، وتُسرّ في كسوف الشمس لأنها نهارية.
الدليل من السنة النبوية
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"كسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ، فقام النبي فصلى بالناس، فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة، وهي دون الأولى، ثم ركع فأطال الركوع دون الأول، ثم سجد سجدتين... ثم قال: «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة»"
[رواه البخاري]