نص كلمة الرئيس السيسى فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم احتفال جمهورية مصر العربية بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي أُقيم بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية. حضر الاحتفال عدد من كبار المسؤولين، منهم رئيس مجلس الوزراء، وشيخ الأزهر الشريف، ووزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية، ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ.
فعاليات الاحتفال
بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلتها كلمة لوزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، الذي قدم هدية تذكارية للرئيس. كما تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "رحمة للعالمين"، وألقى شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، كلمة بهذه المناسبة. تضمن برنامج الاحتفال أيضًا إلقاء قصيدة واستماع الحضور إلى أغنيتين في مدح النبي.
تكريم العلماء والشهيد خالد عبد العال
خلال الاحتفال، قام الرئيس السيسي بتكريم عدد من علماء الأزهر ووزارة الأوقاف، ومنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. كما منح نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى لاسم المرحوم خالد محمد شوقي عبد العال، سائق سيارة نقل المواد البترولية، الذي استُشهد في حادث اشتعال سيارة وقود، حيث ضحى بحياته لإنقاذ زملائه والمواطنين.

كلمة الرئيس السيسي
وأشار المُتحدث الرسمي إلى أن الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة العطرة، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،
العلماء والأئمة الأجلاء.. السيدات والسادة،
﴿ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾
نجتمع اليوم، لاحتفال عظيم القدر، يأتى كل عام بالبهجة والسرور، على كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وهو ذكرى ميلاد سيدنا محمد ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ ومـــــــا أرســـــــلناك إلا رحمــــــة للعــــــالمين ﴾ .. وإذا كان هذا هو شأن المولد النبوي الشريف في كل عام، فكيف باحتفالنا اليوم، الذي يشهد خصوصية نادرة، وهى أنه احتفال بمرور ألف وخمسمائة عام، على مولده الشريف ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾ .. فنحن نشهد اليوم مئوية محمدية، لا تتكرر إلا بعد مئة سنة من اليوم.
إن احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، يمثل فرصة عظيمة، لإحياء منظومة القيم والأخلاق المحمدية، التى وصفها الله تعالى بقوله: ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾، حتى يكون احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، انطلاقا حقيقيا ومتجددا؛ لتجديد منظومة الأخلاق فى كل مفاصل الحياة .. من إكرام الطفولة والعناية بها واكتشاف مواهبها، ومن إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها، ومن الصدق فى القول والفعل، ومن الأمانة والوفـاء .. ومن مواجهة كل صور الحزن والقنوط واليأس، ومن المواجهة الجسورة لكل صور الغلو والتطرف والعنف والإرهاب .. ومن بعث الهمم فى القلوب للعمران، ومن العناية بالعلم والبحث العلمى فى كافة ميادينه ومجالاته .. ومن الوفاء للوطن والحفاظ عليه، والاستعداد للموت والشهادة فى سبيل حمايته، والسعى فى جمع شمل كل أبنائـه على الخير والنجاح .. ومــــن الصبر على الأذى والصفح عنه .. ومن صناعة الحضارة وبناء المؤسسات وتشغيل كل الطاقات، ومن إدارة علاقات دولية مستقرة وموزونة ومتجردة .. هكذا كان شأن سيدنا محمد ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، وهكذا ينبغى أن يكون احتفالنا بيوم مولده الشريف .. وهكذا ينبغى أن نترجم حبنا لمقامه العظيم ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، إلى برامج عمل منيرة بنور الإيمان والحب لله ولرسوله، تقوم بترشيد واقعنا المعاصر وتنير له الطريق، حتى يكون حبنا له
﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، محركا وباعثا لتحقيق مقاصد شرعه الشريف، ودينه السمح الحنيف.
إن الدولة المصرية، وهى تحتفل اليوم، بألف وخمسمائة سنة من ذكرى مولده الشريف ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، لتعقد العزم على المضى قدما، فى تحفيز كافة مؤسسات الدولة؛ سواء الدينية أو التعليمية أو الإعلامية وغيرها، على الانطلاق بقوة، نحو منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة، التى تبنى الإنسان على الفكر والعلم والإبداع من ناحية، مع الارتباط الصادق بالله ﴿ جل جلاله ﴾ من ناحية أخرى.
وقبل ختام كلمتى، أطمئن الشعب المصرى العظيم، على يقظتنا وإدراكنا، لما يدور حولنا ويحاك ضدنا، ووقوفنا فى مواجهة التحديات بإجراءات مدروسة .. واثقين فى عون الله تعالى، ومرتكزين على صلابة شعبنا، ومعتمدين على قدراتنا، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لمواطنينا، فى كل ربوع الوطن .. ومهما تعددت وجوه الشر، وتنوعت أساليبه، فستبقى مصر
- بإذن ربها - أرض الأمان والسلام والعزة.
وختاما، فإنه يطيب لى، أن أجدد التهانى لشعب مصر العظيم، والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بهذه الذكرى العطرة .. داعيا الله ﴿ جل جلاله ﴾،
أن يعيدها على أرض الكنانة "مصر"، وعلى دولنا وبلادنا كلها، بالخير واليمن والبركات.
أشكركم..
وكل عام وأنتم بخير،
﴿ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾