مسلسل "فقرة الساحر".. عندما يتحول النصب إلى فن راقٍ ورسالة إنسانية

جاء مسلسل "فقرة الساحر" ليقدم تجربة درامية متقنة تمزج بين الذكاء الفني والإثارة النفسية، في عمل يتجاوز السرد التقليدي لموضوعات النصب والاحتيال، ويعيد تقديمها بأسلوب عصري يجمع بين الحِرفية الفنية والمتعة البصرية.
ما يميز مسلسل "فقرة الساحر" هو البناء الدرامي المحكم الذي بدأ على الورق، مرورًا بالتنفيذ وصولًا إلى أداء تمثيلي متقن، وبالرغم من أن القصة تتناول ثيمة تقليدية عصابة من ثلاثة أصدقاء منذ الطفولة يجمعهم ذكاء فطري وروح مغامرة، إلا أن التناول جاء مختلفًا حيث اعتمد على تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي، وأسلوب بصري مبتكر يواكب تطور العصر.
أحداث مسلسل “فقرة الساحر”
تدور أحداث المسلسل حول ثلاثة أصدقاء جمعتهم الطفولة وفرقتهم الحياة، حتى تقودهم الصدفة إلى الالتقاء مجددًا داخل قسم شرطة، لتبدأ بعدها مغامراتهم في عالم الاحتيال الراقي. لكن المسلسل لا يتوقف عند حدود التشويق، بل يغوص في الخلفيات النفسية والاجتماعية للشخصيات، ويطرح أسئلة عن العدالة، والضمير، والاختيار الإنساني في مواجهة الفساد.
ورغم أن العمل من ثماني حلقات فقط، إلا أن صُناعه نجحوا في تحقيق أقصى درجات التكثيف دون الوقوع في فخ الحشو، مع استثناء مبرر في الحلقة السابعة، حيث عادت القصة إلى جذورها لتكشف البعد الإنساني لأبطالها، وتشرح دوافعهم ومساراتهم النفسية.
أبطال مسلسل “فقرة الساحر”
والمسلسل من بطولة علي قاسم، أسماء جلال، طه دسوقي، وغيرهم، ومن تأليف إياد صالح، وإخراج تامر محسن بمساعدة المخرج كريم العدل، ومن إنتاج طارق الجنايني، وهو ثلاثي استطاع أن يصنع توازنًا نادرًا بين الكتابة والإخراج والإنتاج.