رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

نصر أفقده 21 سنة.. بطل فروسية سوري يروي كابوس تعذيب صيدنايا بسبب الأسد

عدنان قصار
عدنان قصار

في عام 1993، كان الفارس السوري عدنان قصار رمزًا للتألق الرياضي، قائدًا للمنتخب السوري للفروسية، ومتوجًا بلقب بطولة دورة ألعاب البحر المتوسط، لكنه لم يكن يعلم أن انتصاره في تلك البطولة سيغير حياته إلى الأبد.

غيرة قاتلة وقرارات ارتجالية

في شتاء ذلك العام، وخلال أجواء مثلجة في ريف دمشق، اقتيد قصار من نادي الفروسية بتهمة غامضة، “حيازة حقيبة عسكرية تحتوي على قنبلة”.

قصة سجين سوري اعتقل لفوزه على باسل الأسد
عدنان قصار

وقال قصار في تصريحات تلفزيونية: "لم تكن التهمة سوى غطاء لقرار انتقامي من باسل الأسد، وكان اعتقالي انتقامًا شخصيًا بسبب تفوقي الرياضي عليه".

يتحدث قصار عن خلفيات اعتقاله قائلاً: "باسل الأسد كان معروفًا بانفعاله السريع وقراراته التعسفية، انتصاري في بطولة البحر المتوسط أثار غضبه، فاختلقوا هذه التهمة".

أُجبر قصار خلال التحقيق، على توقيع ثلاث أوراق فارغة: “لم أعلم حينها أن تلك الأوراق ستُستخدم لتلفيق تهم ضدي”.

21 عامًا في دهاليز التعذيب

تنقل عدنان بين أشهر السجون السورية المعروفة بوحشيتها، من عدرا إلى صيدنايا ثم تدمر، تلك السنوات لم تكن سوى سلسلة من الانتهاكات.
 

وقال قصار بصوت يحمل آثار الألم:"كانوا يعذبونني مع كل وجبة طعام، ثقبوا أذني حتى نزفت، وانهالوا عليّ بالضرب أثناء الصلاة حتى فقدت أسناني السفلية، ساقاي تدمرتا بالكامل حتى صرت أمشي على ركبتيّ، وبروز عظامهما زاد من معاناتي"، وفي إحدى المرات، قال ضابط بسخرية: "ركبتوه على الحصان؟"، في إشارة تهكمية لمهارته في الفروسية، ثم أمر بتكثيف التعذيب عليه.

وفاة باسل.. بداية فصل جديد من العذاب

عندما توفي باسل الأسد في حادث سيارة عام 1994، لم يكن ذلك إيذانًا بنهاية معاناة قصار، بل زادت الأمور سوءًا: “انهالوا عليّ ضربًا يوم وفاة باسل وكأنني المسؤول عن موته”.

 باسل الأسد

يروي قصار. “اتهموني بتحقير رئيس الدولة ومحاولة قتل باسل، رغم أن الحادث كان خارج إرادتي بالكامل، حتى مع وصول بشار الأسد إلى الحكم، استمرت المأساة، طلبت التدخل، لكنه رد قائلاً: باسل من أمر باعتقاله، ولا يمكنني تغيير قراره”.

الحرية بعد 21 عامًا.. ولكن بأي ثمن؟

في عام 2014، وبعد أكثر من عقدين من العذاب، خرج عدنان قصار ضمن عفو عام، لكنه خرج محطمًا نفسيًّا وجسديًّا: “دخلت السجن فارسًا متألقًا، وخرجت منه إنسانًا محطمًا، دفعت ثمن تفوقي الرياضي".

قصة عدنان قصار ليست مجرد شهادة على الظلم الذي تعرض له شخص واحد، بل تعكس كيف يمكن أن تتحول الغيرة إلى وحش يلتهم حياة الناجحين، وبينما استعاد قصار حريته، بقيت جراحه النفسية والجسدية شاهدة على أكثر من عقدين من الظلم.

          
تم نسخ الرابط