رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

زغاريد في تل أبيب.. إلغاء التجنيد الإجباري يضع سوريا على المحك

أنفوجراف.. زغاريد في تل أبيب
أنفوجراف.. زغاريد في تل أبيب

أعلن زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، توجهه نحو إلغاء نظام التجنيد الإجباري في سوريا، وهو القرار الذي قد يعيد تشكيل المشهد العسكري في البلاد، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

قبل عام 2011، كانت الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا تمتد إلى 21 شهرًا، حيث كان يُنظر إليها كركيزة أساسية في هيكل القوات المسلحة السورية، لكن مع سقوط النظام السابق وتفكك العديد من الأجهزة الأمنية والعسكرية، تغيرت المعادلة كليًا، لتتحول الساحة السورية إلى مركز للصراعات الإقليمية والدولية.

الجولاني يلغي التجنيد الإجباري.. ما الهدف؟

إعلان الجولاني أثار الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، خصوصًا أنه يأتي في توقيت حساس، حيث تشهد الحدود السورية تصعيدًا لافتًا.

مراقبون يرون أن الجولاني يحاول إعادة ترتيب صفوف قواته من خلال استقطاب مقاتلين أجانب بدلاً من المجندين السوريين، ما يمنحه قوة عسكرية خاصة به، بعيدة عن الارتباطات المحلية. كما أن هذه الخطوة قد تهدف إلى كسب رضا شرائح معينة من المجتمع المحلي، خاصة في ظل الرفض الشعبي لفكرة التجنيد الإجباري.

تصاعد الضربات الإسرائيلية.. سوريا تحت النار

في خضم هذه التطورات، تلقت سوريا 446 ضربة إسرائيلية استهدفت 13 محافظة سورية خلال 8 أيام فقط، مما يعكس تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات.

الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع يُعتقد أنها تابعة لمجموعات مسلحة تدعمها إيران، إلى جانب مستودعات أسلحة وقواعد عسكرية. وأفادت تقارير محلية بأن الهجمات الأخيرة شملت أهدافًا في محافظات دمشق، حمص، حماة، دير الزور، والقنيطرة، مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية.

زغاريد في تل أبيب

وصف مراقبون التحركات الإسرائيلية الأخيرة، إلى جانب قرار الجولاني بإلغاء التجنيد الإجباري، بأنها "فرصة ذهبية" لإسرائيل. ويرى المحللون أن إضعاف الهيكل العسكري في سوريا من خلال إلغاء التجنيد الإجباري قد يجعل من السهل استهداف المواقع السورية دون مواجهة مقاومة تذكر.

إلغاء التجنيد الإجباري يُنظر إليه كضربة مزدوجة لقوة الدفاع في سوريا، خاصة إذا تزامن مع موجة من الضربات الإسرائيلية المكثفة، مما يضعف قدرة القوات المحلية على التصدي لأي اعتداءات خارجية.

هل هو تفكيك للجيش السوري؟

يخشى البعض أن يؤدي قرار إلغاء التجنيد إلى مزيد من تفكك القوات المسلحة السورية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الميليشيات الأجنبية. ومع خروج النظام السابق من المشهد، تصاعدت الهيمنة العسكرية لقادة المجموعات المسلحة، مما زاد من حالة الفوضى الأمنية في البلاد.

في المقابل، يرى آخرون أن إلغاء التجنيد قد يكون جزءًا من خطة الجولاني لإنشاء "جيش خاص" تابع له، يتألف من مقاتلين أجانب، وهو ما يثير المخاوف بشأن مستقبل الاستقرار في سوريا.

          
تم نسخ الرابط