بعد رحيل إيهاب جلال وأحمد رفعت.. هل أصبحت كرة القدم المصرية بيئة سامة؟
يعيش الوسط الرياضي في مصر حالة من الحزن الكبير على رحيل إيهاب جلال، المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادي الإسماعيلي ومدرب منتخب مصر السابق بعد صراع قصير مع المرض.
أصبح معروفًا لدى الجميع الضغوطات والانكسارات التي تعرض لها إيهاب جلال خلال مشواره التدريبي في مصر وخاصةً الطريقة التي رحل منها عن تدريب المنتخب الوطني عام 2022 والتي تحدث عنها كل المقربين من الراحل.
وإذا ربطنا الأحداث ببعضها سنرى أن ما تعرض له الراحل إيهاب جلال هو مثل الذي تعرض له اللاعب أحمد رفعت من ضغوطات واضطرابات نفسية شكّلت تراكمات داخلية والتي أثرت على صحتهما وكانت سببًا في وفاتهمها والذي يعتبر بكل تأكيد سببًا مُقدرًا من الله عز وجل.
ولهذا ننشر لكم في موقع بصراحة الإخباري تحقيقًا حول تلك الأزمة، بعد رحيل أحمد رفعت وإيهاب جلال.. هل أصبحت كرة القدم المصرية بيئة سامة؟
إكرامي
تحدث إكرامي الشحات، أسطورة حراسة المرمى في النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق قائلًا: “ تعددت الأسباب والموت واحد، أي إنسان يتعرض إلى ضغوطات عصبية من الطبيعي أن يتأثر على حياته الصحية، وليس شرطًا أن يكون لاعب كرة لأن أي إنسان آخر يتعرض أيضًا لمثل تلك الضغوطات ولكن مع هذا لا نستطع القول بأن الكرة أصبحت بيئة سامة لان حالات الموت من الضغط العصبي كثيرة في المجتمع ومن كل الفئات وادعو الله أن يرحمهما”.
مصطفى يونس
تحدث مصطفى يونس، أسطورة خط الدفاع في النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق: “ كرة القدم في مصر ليست بيئة سامة فقط بل هي وباء، إيهاب جلال ابني وبكيت عليه بوجع ودموع حارقة، الرياضة المصرية في هذا الموسم بها 3 ضحايا وهم العامري فاروق وأحمد رفعت وإيهاب جلال”
وأكمل: “المُتحكمين في القرارات غير مؤهلين بداية من اتحاد الكرة مرورًا برابطة الأندية، الكرة المصرية تعيش حالة من الانحدار لم تعشها طوال تاريخها”.
وعن الضغوط والحل لمواجهة الأزمة قال:" السوشيال ميديا هي التي تتحكم في القرارات الآن وهي اللي تعاقدت مدرب منتخب مصر حسام حسن، رحم الله صالح سليم أول من قال أن الجمهور لا يفقه شئ ولا يعلم ما يدور خلف الكواليس".
طارق السعيد
تحدث طارق السعيد، نجم قطبيّ كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك وأحد أساطير منتخب مصر السابق قائلًا: “في البداية هذه أقدار الله عز وجل، لكن البيئة في مصر قطعًا بيئة غير صالحة وغير طبيعية للرياضة أو ممارسة كرة القدم، ما حدث مع أحمد رفعت ليس طبيعيًا، العوامل النفسية مهمة والضغوطات”.
وعما حدث مع إيهاب جلال من اتحاد كرة القدم أوضح: “مع حدث مع إيهاب جلال رحمه الله وقرار إقالته في الطائرة أمر مُخزي وبالطبع أثر فيه نفسيًا بشكل كبير لأنه رحل إلى أمريكا بعدها وقال أنه لن يعود للتدريب مرة أخرى وهذا يعكس كمية الضغط النفسي والعصبي الذي عاشه والانكسار الذي شعر به بعد هذا القرار الصعب”.
وعن أمنيته على حال الكرة في مصر قال: “ أتمنى حال أفضل لكرة القدم المصرية لأنها تستحق وأن يصبح أصحاب الكفاءات في تصدر المشهد”.
رضا عبد العال
تحدث رضا عبد العال نجم النادي الأهلي والزمالك وقال: “ إقالة إيهاب جلال من تدريب منتخب مصر أمر ليس له علاقة بوفاته، هذه أقدار الله، الضغوطات جزء أساسي من مهنة التدريب والذي تعرض له في الإسماعيلي أمر وارد ويحدث مع كافة المدربين”.
وعن عدم استكمال مهنة التدريب قال: “ أنا على سبيل المثال لم أكمل مهنة التدريب بعد عملية القلب التي تعرضت لها، لأني لن أقدر على تحمل الضغوط بشكل طبيعي”.
استشاري أمراض قلب في مؤسسة مجدي يعقوب
تحدث أحد أطباء مؤسسة مجدي يعقوب - رفض أن يٌذكر اسمه - عن تجنب تكرار مثل هذه الحالات في الملاعب المصرية وقال أن سرعة الاسعاف هي التي تحدد بوصلة المريض وإلى أين يذهب، الشخص الكتوم الذي يراكم داخله الاحداث ولا يبوح بها يضر بنفسه لأن عضلة القلب تتأثر بشكل كبير للغاية مع كل موقف، فمع التكرار يصبح الأمر بمعدل أكبر وبالتالي الوضع يكون صعبًا للغاية، ولهذا أنصح بإلزامية وجود أخصائي نفسي وتغذية في الملاعب المصرية وتكون الجلسات بشكل دوري للاعبين والمدربين لأنها ضرورة قصوى وسط الحالة التي تعيش فيها الكرة المصرية
أخصائي نفسي وعلوم الاجتماع
تحدثت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس وقالت: “ لابد من وجود أخصائي نفسي في كل الملاعب وقبل الملاعب لابد أن يعود دور الأخصائي النفسي في المدارس مرة أخرى ولنا في مسلسل ضمير أبلة حكمت بطولة فاتن حمامة خير مثال، شاهد ماذا كانت تفعل وتهتم بدور الأسرة، المدرسة هي التي تنشئ الجيل الذي يذهب إلى الملاعب ويشجع ويهتف للمدرب تارة وعلى المدرب تارة أخرى"
وأكملت: “ السوشيال ميديا أزادت من عوامل الضغط وتعتبر سببًا رئيسيًا في كل الجوانب السلبية التي يتعرض لها أي انسان”.
واختتمت: “كل شخص وخاصةً الذي لديه مسؤوليات كبيرة ويتعرض لضغوطات كثيرة يجب أن يتعرض لجلسات نفسية بشكل يومي حتى لا يشكل داخله أي تراكمات أو مشاحنات أو مسببات لتعرض صحته للخطر”.