ارجعوا لحرب أكتوبر.. الجمعية الفلكية الجغرافية ترد على مطالب إلغاء تدريس الجغرافيا
أصدرت الجمعية الجغرافية المصرية، بيانا بشأن ما تردد خلال الأيام الماضية حول إنكار قيمة الجغرافيا ومطالبات البعض بإلغاء تدريس الجغرافيا في المناهج.
قالت الجمعية، في بيانها، إنها تود التركيز على إيضاح عدد من النقاط المهمة، تتمثل في التالي:
– إن ما أُلقي في الآونة الأخيرة على إحدى القنوات التلفزيونية من إنكار لقيمة الجغرافيا وفوائد تدريسها يدخل تحت طائلة البرمجة اللغوية العصبية المسيئة، الممنهجة أو العفوية، عبر أدوات التواصل الاجتماعي ويؤدي لتشكيل صورة ذهنية ضارة تؤثر سلباً على التكامل المعرفي وعلي إدراك أهمية الجغرافيا، مما يعمق أحد جوانب أزمة الوعي الجمعي، ويؤثر سلبا على تشكيل شخصية الفرد ويعود بالضرر على المجتمع، هذا رغم اعتذار الجهة التي قامت بذلك.
– نشيد ببالغ التقدير بالجهود الحثيثة التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في جمهوريتنا الجديدة، وفق القواعد العلمية، من خلال مراجعات الخبراء والنظراء لتجديد نظم المراحل التعليمية، وإعادة تصميم المحتوى العلمي والمعرفي، وتوزيعه بشكل متوازن، وتعزيز دور المدرسة التربوي والتعليمي. وننوه في هذا السياق إلى أن الجغرافيا يتم تدريسها في الدول المتقدمة من مرحلة الروضة، وليس من الصف الرابع الابتدائي، وأن الجمعية الجغرافية الأمريكية في تسعينيات القرن السابق، أعادت إحياء الجغرافيا، إدراكًا منها لأهميتها ليس للتلاميذ والطلاب فحسب، بل لأصحاب الوظائف الوسطى والعليا, وجاء ذلك في حملة قومية تبنتها الحكومة الفيدرالية.
– إن تبني مثل هذا النهج في الدول النامية يواجه الجوانب السلبية من العولمة التي تقوي اللاقومية فيها.
وأهابت الجمعية، بالخبراء المختصين، النظر في تدريس الجغرافيا من مرحلة الطفولة المبكرة باعتبار الثقافة المكانية فطرية لدى كل الكائنات، وإعادة مقرر الجغرافيا للفصل الأول الثانوي “وبخاصة أنه مقرر جغرافية مصر”، وعدم دمج الجغرافيا في أي مرحلة مع مقرر آخر، ويجب ألا تقتصر المقررات الجغرافية على فرع الجغرافيا الإقليمية فقط، حتى لا تبدو تكرارا مملا، وأن تحث على التفكير والاستنتاج، وهذا يعتمد على الكتاب المدرسي المناسب، وطرق التدريس الرسمية، كما في التجارب الأجنبية الناجحة، والمعلم المتخصص.
كما أشادت الجمعية، ببالغ التقدير بالجهود الضخمة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات، لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي، وتعزيز قدرات الباحثين والطلاب، وفق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية الجديدة، وبخاصة جهود تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وتنسيق القبول بالجامعات، لاستيعاب طلاب الثانوية العامة وخاصة بكليات الآداب والعلوم الإنسانية.
وأكدت أن هذه الكليات متعددة التخصصات وهناك طلبًا في سوق العمل على خريجي بعضها وأهمها الجغرافيا وشعب الجيوماتكس فيها مثل: المساحة والخرائط والاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، والجيوماتكس بالذكاء الاصطناعي، والتي أثبتت وجودها في الآونة الأخيرة التي تشهد المشروعات التنموية الضخمة والتحول الرقمي السريع، بعد ما كانت مقررا اختياريا لسنوات في فترة سابقة.
وأوضحت أن أهمية الجغرافيا على المستوى الفردي والمجتمعي والقومي أمر غني عن التعريف إلى حد ما عند العامة، وكبير بين أوساط الأكاديميين والجهات الاستشارية والتنفيذية على المستوى المحلي والدولي.
وتابعت: يكفي القول إن ما تشهده جمهوريتنا الجديدة من تنمية مكانية موزعة على أرجاء البلاد له مبرراته ودوافعه ونتائجه الجغرافية ويستدعي التفكير الجغرافي للمخطط في كل القطاعات، ونظيره للمستهدفين بالتنمية لتحقيق الاستجابة السلوكية المكانية، كما أن ما يعيشه عالم اليوم من صراعات دولية موضوع جغرافي سياسي متعدد العوامل والاعتبارات يستدعي الوعي الفردي والمجتمعي والمؤسسي لاستيعاب المشهد الخارجي والداخلي.