من الشلل إلى حلم الذهب.. ليند يتحدى الصعاب في أولمبياد فرنسا

إنه بمجرد المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للاعب الدنماركي أندرس ليند لاعب كرة تنس طاولة، يعتبر بمثابة انتصار كبير على الصعاب والشدائد التي كادت أن تؤدي بمسيرته الرياضية إلى الهاوية.
وقد تعرض ليند إلى حادث سيارة خطير، والذي أدي إلى إصابته بكسر فقرتين في العمود الفقري، حيث شدد الأطباء المعالجين له، بإنه سيواجه صعوبة كبيرة في المشي مرة أخرى، ومن الممكن ألا يمشي مجددًا بعد هذا الحادث الآليم .

ليند يتحدى العجز

وشارك ليند في الأولمبياد، واستطاع أن يصل إلى الدور الـ 16 من المسابقة، وكان ذلك خلافًا للتوقعات، بعد إصابته الخطيرة في العمود الفقري، في ظل حلمه بتحقيق الميدالية الذهبية، والتي تتمثل في معركة صعبة قوية رغم التحديات التي يواجهها.
وأكد اللاعب الدنماركي بعد فوزه في المباراة الماضية مساء اليوم الأربعاء، أن الأطباء المعالجين له، قالوا "إنني سأعاني من تلف بعض أعصاب العمود الفقري، خاصة مع العظام المكسورة، والتي تؤدي بي إلى إصابتي بالشلل بنسبة 70 %، وربما لن أستطيع المشي مرة أخرى".

وأضاف ليند، "بعد سماع هذا الخبر، بكيت لمدة أسبوع تواليًا، لعبة تنس الطاولة هي حياتي، ولدي شغف وطاقة كبيرة لتحقيق الميدالية الذهبية في الأولمبياد، أريد أن أكون نشطًا لتحقيق حلمي".

وأشار، بعد هذا الحادث المروع، بدأت طريقًا طويلًا من أجل التعافي  سريعًا للالتحاق بدورة الألعاب الأولمبية، وذلك لتحقيق حلمي وحلم الجمهور الدنماركي المتواجد في باريس.
وشدد، إنه كان في بداية العلاج الطبيعي، كان يمشي مسافة 20 مترًا ثم 50 مترًا، وكان يشعر إنه رجل عجوز يترنح مع إطار المشي، وكان كسر العظام يؤثر على أعصابه بشكل كبير، وكأن العجز والشلل التام يلاحقونه مع كل خطوة، حتى اعتقد ان مسيرته الرياضية قد انتهت.
ثم أدرك ليند إنه  يجب عليه ان يتحدى العجز والشلل، والعودة سريعًا إلى ممارسة لعبته المفضلة، وبدأ يخوض مباراة تلو الأخرى، وقال إنه يمكنني أن أمحي هذه الانتكاسة، والذهاب إلى باريس لمثيل بلادي في هذا الحدث العالمي.

ليند وحلم الميدالية الذهبية 

ومع أول مباراة رسمية له ضد نظيره البولندي في دور الـ 32 من المسابقة، تعرض ليند للهزيمة في الأشواط الأولى بنتيجة 2-0، وقد شعر الجميع بأنه قد هُزم في أول أختبار له، وبات الحزن يظهر على الجمهور الدنماركي.
لكن مع العزيمة والإصرار للدنماركي، استطاع ليند أن يعود من بعيد ويفوز بنتيجة 3-2، لكن بطل بولندا قاوم أمام نظيره ليند، ويفرض مجموعة فاصلة بينهما بعدما أدرك التعادل بنتيجة 3-3.

ومع خوض الثنائي المجموعة السابعة والأحيرة بينهما، ومع تبادل الهجمات والنقاط وحدوث مدًا وجزرًا، وحماس الجمهور يسيطر على المباراة، استطاع ليند أن يفوز بالمباراة بعد معاناة لثبت أنه تحدى العجز والشلل مقابل تحقيق حلمه.
وقال ليند بعد الفوز في المباراة الأولى له، "مع خروج المصنف الأول للبطولة، أحلم بتحقيق الميدالية رغم انه حلم بعيد المنال، فهو أمر ليس مستحيلًا وإذا اتيحت لي الفرصة سوف اغتنمها بكل تأكيد".