من هو الشيخ صالح الشيبي سادن الكعبة المشرفة الذي توفاه الله ؟

في فجر اليوم الجمعة، غيّب الموت الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، كبير سدنة الكعبة المشرفة بفقدانه، يخسر العالم الإسلامي شخصية بارزة كانت تحظى باحترام كبير، حيث كان السادن الـ77 منذ فتح مكة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والسادن الـ109 منذ عهد قصي بن كلاب.

من هو الشيخ صالح الشيبي؟

الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي كان يحمل مفتاح الكعبة المشرفة، وهو واحد من أبناء بني شيبان الذين توارثوا هذه الأمانة جيلًا بعد جيل. كان دوره يشمل فتح الكعبة وإغلاقها وتنظيفها وغسلها، بالإضافة إلى الإشراف على كسوتها السنوية التي تُصنع بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة. استخدام الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود لتصنيع الكسوة هو أحد المهام المقدسة التي كان يشرف عليها.

إرث عريق

سدنة الكعبة المشرفة هم حراس مفتاح الكعبة منذ عهد قصي بن كلاب، سيد قبيلة قريش. هذا التقليد توارثته العائلة كأمانة لا يمكن التنازل عنها، حيث حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من سحب مفتاح الكعبة منهم. كانت هذه المسؤولية الجسيمة تتطلب نزاهة عالية وتفانيًا في الخدمة، وهو ما تميز به الشيخ صالح الشيبي خلال حياته.

مراسم التشييع

شيعت جنازة الشيخ صالح الشيبي في فجر اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث حضر الآلاف من المصلين والمحبين لتوديع رجل عاش لخدمة بيت الله الحرام. ودفن بمقبرة المعلاة، بجوار الكثير من الشخصيات الإسلامية البارزة.

كلمات الرثاء

عبرت رئاسة شئون الحرمين الشريفين عن حزنها العميق لفقدان الشيخ صالح الشيبي، مشيدة بتفانيه وإخلاصه في خدمة الكعبة المشرفة. وتذكر الجميع دوره الكبير في الحفاظ على قدسية الكعبة، حيث كان يؤدي مهامه بروح من الإخلاص والتفاني.

بوفاة الشيخ صالح الشيبي، فقدت الكعبة المشرفة أحد حراسها الأوفياء، والذي كرّس حياته لخدمتها والمحافظة على قدسيتها. يبقى إرثه الحيّ في قلوب محبيه وعائلته، ليكون مثالًا للأجيال القادمة في التفاني والإخلاص لخدمة بيت الله الحرام.