طارق لطفى .. الإرهابي مش دقن وتكشيرة
الصورة النمطية المأخوذة عن الإرهابى فى تاريخ السينما والدراما أيضا، أن يكون بجلباب أبيض وذو لحية غير مهذبة، دائم التكشير، دائم التلفظ بإكليشيهات ثابتة من المقولات الدرامية عن الجهاد فى سبيل الله، والاستعانة بآيات من القرآن الكريم، وبأحاديث نبوية شريفة، ومقولات راسخة لدى بعض الشيوخ المتطرفين فى أزمنة بائدة، حتى وان حاول البعض أن يخرج عن هذه الصورة النمطية، ولكن يظل الاختلاف طفيفا، حتى لحظة عرض الحلقة الأولى من مسلسل "القاهرة كابول".
طارق لطفى يجسد خلال أحداث المسلسل شخصية "أمير الجماعة"، الذى يحلم بالخلافة الإسلامية، بل يحلم بأن يحكم العالم أجمع، وأن تكون كبرى الدول مجرد ولايات تابعة لخلافته، ولكن طارق لطفى تميز وتفوق على نفسه، وقدم أداءا رائعا يعبر عن حجم الموهبة التى يتمتع بها، منذ أدواره الأولى وحتى هذه اللحظة.
خلع طارق لطفى عباءة الإرهابى الكلاسيكي، النمطى، ولكننا فوجئنا بأمير جماعة "مودرن"، يضحك، ويلقى الشعر ويحب ويشعر بالرومانسية والحب، ويشعر كذلك بالحنين، يسقط أحيانا فى بئر الماضى، ثم يعود سريعا ليستعيد توازنه، يجمع بين قوة الشخصية والكاريزما بين جماعته، مع خليط من المشاعر المتضاربة عن أصله وعلاقاته السابقة سواء صداقة أو حب أو "جيرة".
لم نعهد من قبل، أمير جماعة يضحك، ويُضحك من حوله، وفى نفس الوقت، نظارته نفاذه ومخيفة ومرعبة، تزلزل قلوب المجاهدين والتابعين له فى أحضان الجبل، أثناء خطبة أو بيعة، أو تحريض على عملية إرهابية جديدة.
طارق لطفى قدم دورا مشابها إلى حد كبير بما يقدمه فى "القاهرة كابول"، وذلك خلال مسلسل "العائلة"، عام 1994، حيث قدم شخصية "مصباح" الشاب مصباح الذى تستقطبه الجماعات السلفية المتشددة، ولكن شتان الفارق بعد 23 عاما من الاجتهاد ولعب كافة الأدوار المركبة والمعقدة.
لشخصية أمير الجماعة "رمزى"، التى يلعبها طارق لطفى، تاريخ وماضى، مهم ومؤثر للغاية فى حاضر الشخصية ومستقبلها، وهى الركيزة الأساسية التى اعتمد عليها طارق لطفى، فى تجسيد الشخصية، فلو لم يكن لهذه الشخصية مثل هذا التاريخ، لم يكن لهذا الشخص الإرهابى أن يظهر بهذه الصورة المغايرة.