المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي يكشف مخطط الفوضى الخلاقة: مؤامرة يناير وكشف السرائر
يكشف المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي تفاصيل التخطيط المحكم من الإدارة والمخابرات الأمريكية لخلق الفوضى في الوطن، إذ يلقي الضوء، بشكل مفصل، على التخطيط لأحداث يناير بداية من عام 2006 وفق شهادة وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها هيلاري كلينتون، وخطة رئيس المخابرات الأمريكية (جيمس وولسي) في إحداث الفوضى، وزيارة أوباما للقاهرة في عام 2009، وخطاب جامعة القاهرة، وخطة تمكين المتطرفين من الجماعات الإسلامية في مفاصل الدولة، واستهداف الشرطة المصرية، والخطاب الإعلامي المزيف.. وفي ختام المقال يؤكد الكاتب أن وعي الشعب المصري وثقته غير المحدودة في وطنية وقوة المؤسسة العسكرية كان أحد أهم أسباب نجاح الثورة الحقيقية في (30) يونيو عام ((2013، التي قضت على أحلام المتطرفين، وفوتت الفرصة على المتربصين بمصر وأمنها، وإلى تفاصيل المقال.
شهادة هيلاري كلينتون
لقد تم التخطيط لتغيير النظام وإسقاط الدولة في مصر منذ سنة 2006م، وقد شارك في إعداده المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية بشهادة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي اعترفت فيها بالتعاون مع الإخوان لإقامة دولة إسلامية في سيناء وتقسيم الدولة المصرية حتى لا تهدد أمن إسرائيل في المستقبل، واتخاذ كل ما يلزم لتهيئة المسرح السياسي في مصر لتسليم جماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر، والعبث بمستقبل الشعب المصري وتكريس تخلفه وتعطيل خطة التنمية وتفتيت الجبهة الداخلية وتهديد الوحدة الوطنية.
بداية المؤامرة
بدأ التخطيط للمؤامرة سنة 2006م عندما تحدث رئيس المخابرات الأمريكية (جيمس وولسي) أمام قيادات المخابرات الأمريكية يشرح لهم خطته لقلب أنظمة الحكم في العالم العربي، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وبعد تحرير العراق ستنفذ الخطة الثانية لقلب أنظمة الحكم في ليبيا وسوريا.
توظيف المتطرفين
وهذا التصريح منقول مباشرة عن لسان رئيس المخابرات الأمريكية، وموجود على اليوتيوب بالصورة والصوت، ليعلم القادة العرب أن أمريكا التي يعتبرونها حليفًا موثوقًا يعترف المسؤولون لديها بما يخططونه ضد حلفائهم من أجل توظيف الإسلاميين لتنفيذ إسقاط الأنظمة العربية.
زيارة أوباما للقاهرة
بدأ التمهيد للمخطط القذر الشرير بزيارة الرئيس أوباما إلى القاهرة، وذلك بإعداد المشهد وإلقاء خطاب في جامعة القاهرة في 9 يونيو 2009م، (أكد فيه أنه يسعى إلى إرساء علاقة جديدة بين الولايات الأمريكية المتحدة وبين العالم الإسلامي)، وكأنه يمهد بخطابه قبل سنة ونصف السنة من انتشار الفوضى الخلاقة في مصر سنة 2011م لمرحلة جديدة لحكم الإخوان المسلمين في مصر، لبناء علاقات خاصة بين أمريكا والسلطة الجديدة تحت قيادة الإخوان في مصر، التي كان يعد لها لتستحوذ على التفرد بالحكم في جمهورية مصر العربية.
تحريض الشعوب
وقد سبق للسيدة (كونداليزا رايس) وزيرة خارجية أمريكا تحريض الشعوب العربية على الفوضى الخلاقة، وذلك بالتحريض للقيام بمظاهرات في الدول العربية وخلق اضطرابات في بعض أقطار الوطن العربي، وذلك ما حدث في مصر يوم 25 يناير 2011م.
مطالبات أمريكية بالتنازل
وما يدل على التخطيط للانقلاب الإخواني على السلطة في مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة أوباما الرئيس الأمريكي للرئيس المصري بالتنازل عن السلطة ليحقق خطته وهو في عجلة من أمره خوفًا من فشل المؤامرة التي خطط لها لتسليم الإخوان السلطة في مصر.
استهداف الشرطة المصرية
ومن فضل الله ورحمته وعنايته بالشعب المصري الصابر المؤمن استبقت القوات المسلحة قوى الشر، واستطاعت أن تخفف الصدمة بعد قيام الفوضى التي قادها الإخوان من حرق مراكز الشرطة وقتل بعض الضباط والاستيلاء على بعض المباني العامة وتدمير بعض المراكز التجارية، ونشر الفزع والخوف عند المواطنين، مما أدى إلى خروج مجموعات من الشعب يحرسون مساكنهم ومتاجرهم من الفوضويين أتباع الإخوان الإرهابيين.
كشف النوايا الخبيثة
ونجح الإخوان، لفترة قصيرة، في التسلط على الحكم في مصر بانتخابات مزورة وتلاعب في النتائج، ولم يتصور أوباما أن ينقلب السحر على الساحر فيما خطط له، إذ خلال السنة التي حكم الإخوان فيها مصر تكشفت نواياهم الخبيثة في العبث بالأمن القومي وسياستهم في البقاء في الحكم عشرات السنين، لتتحول مصر إلى قاعدة للإرهاب تهدد العالم متحالفة مع أمريكا في خدمة مصالحها اللاإنسانية التي تستبيح كل شيء لتحقيقها.
هيروشيما ونجازاكي
وحتى لا ننسى ما فعلته القوة الغاشمة الأمريكية في قتل عشرات الآلاف في هيروشيما ونجازاكي في اليابان عندما فقدت الضمير وألقت قنابلها الذرية على الأبرياء، يضاف لجرائمها أيضًا ما فعلته في فيتنام من قتل وتدمير وجرائم ضد الإنسانية، وتبعتها بجرائمها التي ارتكبتها في أفغانستان، وما حل بالعراق ليس ببعيد، حيث دمرت البنية التحتية في بغداد وغيرها من المدن، وتم نهب الآثار الحضارية للعراق، واستباحت الدماء في قتل الآلاف من الأبرياء، وما ارتكبته من جرائم قتل وتدمير في سوريا، فهل من المنطق بعد كل تلك الجرائم ضد العرب وضد الإنسانية أن يظن العرب بهم خيرًا؟
ثورة الروح
وتشاء الأقدار قيام الشعب المصري بثورته الحقيقية في 30 يونيو بعد خروج ملايين المواطنين الذين انتشروا في الشوارع مطالبين برحيل حكم الإخوان، وشعاراتهم تتردد في عنان السماء رافضين حكم الإرهابيين والقتلة والمفسدين في الأرض.
الشعب والجيش والشرطة
فتعانق الشعب والقوات المسلحة والشرطة في ملحمة خالدة للدفاع عن الجمهورية المصرية، وسقط الحكم الإخواني تحت أقدام الشعب المصري بكل ذلة واندحار إلى غير رجعة، واختار الشعب قائدًا من أبناء القوات المسلحة ليقود مرحلة جديدة، توسموا فيه تفانيًا وإخلاصًا منقطع النظير للوطن وللشعب المصري للقيام ببعث نهضة تحفز جينات الحضارة المصرية القديمة لدى الشعب المصري لتخرج من الأجداث في هَبَّة قوية استجمعت عظمة الحضارة المصرية، فتعانق الشعب مع قواته المسلحة والشرطة خلف قائده الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن حسن الطالع أن يقترن اسمه باسم عبدالفتاح، والفتاح من أسماء الله الحسنى إشارة للشعب المصري أنهم أمام فتح عظيم بعون الله وتوفيقه.
ثروات طبيعية
وقد أذِن الله سبحانه أن تتفجر الأرض والبحار بالثروات الطبيعية من الغاز والبترول ليعوض الشعب المصري عصور الاستجداء والفقر والتخلف لبناء دولة قوية تحقق للشعب الاكتفاء الذاتي، وتقود ثورة في التصنيع والزراعة والتنمية في مختلف القطاعات، يبني ويعمر وينطلق خارج الدولة المصرية إلى المسرح العالمي ليؤسس مكانة مرموقة في العالم، تليق بمكانة مصر وحضارتها العظيمة وما قدمته للإنسانية في مجالات الفلسفة والعلوم والفلك والقيم الإنسانية النبيلة، التي تدعو للعدالة والسلام.
الثورة الحقيقية
لذلك فإن الثورة الحقيقية كانت في 30 يونيو 2013م، حينما تحركت كل طوائف الشعب المصري ترفض هيمنة الإرهابيين على مستقبل أجياله، وتتحكم في مصيره، ويسجل التاريخ في تلك اللحظة موقف البطولة للقوات المسلحة، التي انحازت لمطالب الشعب تحمي أمنه القومي وتدافع عن كل تراب الجمهورية المصرية، ولتقول للعالم إنه حانت لحظة التحرر من التبعية لتنطلق ملحمة الشعب المصري متمثلةً في القوات المسلحة والشعب والشرطة، نحو اقتحام المستقبل لتنفيذ خطط التنمية وتحقيق العيش الكريم لكل مواطن، في ظل الأمن والسلام الاجتماعي واستقلال القرار المصري، لما يخدم مصالح الوطن في عزة وكرامة، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري والعيش الكريم لكل مواطن، وتوظيف كل الثروات الطبيعية لتطوير مستوى الحياة للإنسان، والارتقاء بالجمهورية المصرية لتكون في مصاف الدول المتقدمة، تضيف للحضارة الإنسانية بعدًا آخر من القيم النبيلة وسموِّ التعامل بين الشعوب، ليتحقق التعارف والتعاون بينهم على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح التي تخدم الجميع، في ظل العدالة والأمان.
مصر وعزيمة الشعب
وستظل مصر قوية مرهوبة الجانب بإيمان قيادتها وعزيمة شعبها ووعيه مسؤولياته للمحافظة على ما يتحقق له من إنجازات عظيمة، لن يهزه نعيق الغربان وعواء الكلاب مهما حاول الثعالب والصعاليك الذين تحركهم أجهزة المخابرات الدولية الأغبياء الذين يتصورون إسقاط الدولة المصرية عن طريق نعيق البوم وعواء الكلاب بواسطة (اليوتيوب) والفضائيات العميلة، مما يدل على جهلهم بوعي الشعب المصري وإدراكه الأمن القومي ليحمي مكتسباته ويحافظ على دولته، تلك الدولة الوحيدة في العالم التي ظلت تعيش بحدودها خمسة آلاف عام وما زالت في عنفوان شبابها.
الإعلام ووعي الشعب
وليدرك الإعلاميون أن الشعب المصري أكثر وعيًا منهم، وما يقدمونه من جرعات السموم في برامجهم ويسوقون للصعاليك المشردين في إسبانيا أو تركيا يعدُّ موقفًا لا يتسم مع المصلحة العليا للشعب المصري، ولا يتفق مع الأمانة الإعلامية التي من المفروض أن تعطي جرعات القوة المعنوية للمواطن المصري، وتسهم في توعيته وتحفيز قدراته الفكرية على إدراك مصلحته الوطنية، بدلًا من أن تقوم بعض الفضائيات بترويع المواطن المصري وإحباط معنوياته، وكأن أولئك الإعلاميين يشتركون مع أعداء الدولة المصرية في ضرب المصلحة الوطنية العليا للدولة، فعلى الجميع الامتناع الكامل عن تقديم معلومات أو تحذيرات أو نشر أخبار عن فلان وعلان يدعو الشعب المصري للخروج على النظام في اليوم المحدد والتاريخ المعين.
نشر الأهداف الخبيثة
يجب تجريم نشر تلك المعلومات عن الصعاليك وتسويق أهدافهم الخبيثة ضد الدولة وتحريض المواطنين ضد أمن دولتهم لصالح أعداء الشعب المصري وأعدائهم من الصعاليك المشردين، الذين يألمون حين يرون النجاحات والمنجزات تحقق ثورة عظيمة على الماضي، ويعيشون حالة بؤس وضنك ويأس حينما يرون الشمس تشرق بكل أشعتها الذهبية على كل بقعة من بقاع مصر المحروسة تنشر الأمل فتتلاحم القلوب والعقول من كافة شرائح الوطن لتعزف سيمفونية المستقبل فتتردد أصداؤه في السماء تخاطب الحاضر والأجيال القادمة.
إن مصر لمنصورة
سنظل على عهدنا للوطن مخلصين نفديه بالروح بلا ثمن، نحميه بالدم رغم المحن، ونكتب التاريخ مجدًا وعزًّا وإخلاصًا للوطن، فلن يخاف الشعب يومًا ممن يبيع أرضه عميلًا للعدا، تقدمي يا مصر للعلا، فلن تهابي طنين الذباب وكلاب الفلا، وعلى بركة الله منصورة بمشيئة الله.