بسبب المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة.. الأمين العام يشعل النيران في قلب تل أبيب بقرار تاريخي| القصة الكاملة
أثارت الرسالة غير المسبوقة التي أرسلها الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة للمطالبة بإرساء هدنة إنسانية في قطاع غزة ردود فعل متفاوتة وتنديدًا إسرائيليًا.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يعلن دعمه الكامل
فقد أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "دعمه الكامل" لخطوة جوتيريش. وكتب على منصّة إكس: "إن الكارثة الإنسانية في غزة لا تطاق. أعبّر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتّحدة".
ودعا سانشيز، أحد أكثر القادة انتقادًا لإسرائيل في الاتّحاد الأوروبي، مجلس الأمن الدولي إلى "التحرّك فورًا وفرض وقف إطلاق نار إنساني" في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، دعمه لخطوة جوتيريش، محذرًا من أن النظام الصحي في غزة "على وشك الانهيار".
من جهته، دعا الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل لدعم دعوة جوتيريش بشأن الوضع في غزة.
رسالة بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة
والأربعاء أرسل جوتيريش للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بموجب المادّة 99 من ميثاق المنظمة الأممية والتي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر".
وقال الأمين العام في رسالته إنّه "مع القصف المستمر للقوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهيارًا كاملًا وشيكًا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلًا (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة". وأضاف: "قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة".
وحذّر جوتيريش من "أنّنا نواجه خطرًا كبيرًا يتمثّل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة".
كما حمّل جوتيريش المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع تصعيد جديد ووضع حدّ لهذه الأزمة"، داعيًا أعضاء مجلس الأمن إلى "ممارسة الضغط لتجنب حدوث كارثة إنسانية".
ماذا يعني تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة؟
وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو جوتيريش بتفعيل المادة 99 من الميثاق، منذ أن أصبح أمينًا عاما للأمم المتحدة عام 2017، وفق ما أفاد متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
وشرح دوجاريك أن الأمين العام يُفعّل بموجب هذه المادة السلطة التي يمنحها له الميثاق فيما يمكن أن يُوصف بالخطوة الدستورية الكبرى. وقال إن تلك المادة تعد "أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة".
وذكر أن "تفعيل المادة لم يحدث منذ عقود، وأن عددًا من الخطابات السابقة أشارت إلى التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين ولكن دون الاستناد إلى هذه المادة".
وأكّد دوجاريك أن "الأمم المتحدة تقترب من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه حوالي 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة".
النيران تشتعل في إسرائيل تندد بخطوة جوتيريش
وبعيد خطوة جوتيريش، سارعت إسرائيل إلى التنديد بها متّهمة الأمين العام بدعم حركة حماس.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في منشور على منصّة إكس: "إنّ ولاية جوتيريش تمثّل تهديدًا للسلام العالمي. إنّ مطالبته بتفعيل المادة 99 والدعوة لوقف لإطلاق النار في غزة يشكّلان دعمًا لمنظمة حماس الإرهابية".
وأثارت خطوة جوتيريش غضب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة ودفعت بوزير الخارجية كوهين للمطالبة باستقالة جوتيريش من منصبه.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر دبلوماسية في نيويورك، بأنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الأرجح الجمعة لدرس رسالة جوتيريش .
والأربعاء، وزّعت الإمارات على بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار "يطالب بهدنة إنسانية فورية".
وأكّد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور أنّه "لا يمكننا الاستمرار من دون أن يتحمّل مجلس الأمن مسؤولياته".
أمّا الولايات المتّحدة التي عرقلت في السابق كل المحاولات الرامية لتضمين أيّ قرار أممي دعوة لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية كانت قد حذّرت الإثنين على لسان نائب سفيرتها روبرت وود من أنّ طرح مشروع قرار جديد على التصويت "لن يكون مفيدًا في هذه المرحلة"، مفضّلة العمل "على الأرض".