"غزة تتنفس".. الهدنة تدخل حيز التنفيذ.. والأطفال يتجولون بحرية وضحكاتهم تملأ الطرقات.. والطيران يختفي من سماء القطاع
بعد 49 يومًا من الحرب الدامية على قطاع غزة، دخلت الهدنة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، ولمدة 4 أيام من الحرب المدمرة بدأ أهالي القطاع يتنفسون ويخرجون بحرية بدون طائرات الاحتلال التي تقصف منازلهم ورصاصات غاشمة تُزهق أرواحهم، متجهين إلى السجون الإسرائيلية ليتسلموا أقاربهم في عملية تبادل الأسرى.
يتنفسون قبل الوفاة
ابتعد الطيران الإسرائيلي الغاشم من القطاع، ساعات قليلة مرت على سكان غزة بدون قصف ودمار، كأنهم في جنة الخلد يتجولون ويتنفسون بحرية وسعادة وضحكات تملأ الطرقات متمنيين أن تدوم الهدنة وأن تكون أبدية.
فاصل زمني مؤقت يمنحهم الشعور بالإطمئنا ن والسكينة، فرحين بذويهم وأقاربهم الذين خرجوا من ظلمات السجون الإسرائيلية صباح اليوم، مهلة مؤقتة جعلتهم يلتقطون أنفاسهم بعد أسابيع من الدمار والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وجوه مبتسمة وقلوب منكسرة
وظهر أحد الأطفال الفلسطينيين عبر فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، يعبر عن سعادته، بوقف إطلاق النار متمنيًا أن تكون هدنة أبدية، ليستطيع الخروج واللهو مع أصدقائه في الطرقات.
ويتجول الطفل الفلسطيني وعلى وجه ابتسامة عارمة، ويتمنى أن يسير دومًا بدون أن يسمع أصوات النار والدمار والقصف المميت والرصاصات الغاشمة التي تبيد كل حي يحمل كلمة “فلسطين”.
مشاهد ضاحكة ومبكية داخل أرض الزيتون
مشاهد ومظاهر سعيدة رأيناها صباح اليوم على وجوه أهالي غزة، فكانت تتجول إحدى السيدات حاملة طفلها وبكلمات تدمي لها القلوب: “الحمد لله ربنا كتبلنا عمر جديد”، متمنية أن تدوم الهدنة وأن تختفى الطائرات المدمرة.
وعلى الجانب الآخر، يقف المواطن الفلسطيني الذي خرج من ظلمات السجون متجهًا إلى منزله ليطمئن على أطفاله ورفاقه، وعندما وصل إلى المنزل وجده دكًا وخر مغشيًا عليه من هول المشهد المأساوي الذي رأها وعندما أفاق والدموع في عينيه، سأل عن أهله وكانت الإجابة غير مرضية له: “استشهدوا في القصف”.
تعرضت الكثير من المنازل والأهالي إلى الإبادة الشاملة بسبب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على غزة، هدنة مؤقتة جعلتهم يتنفسون لساعات قليلة قبل الدمار والقصف الذي يواجهونه بعد أيام.
وبدأت عملية تبادل الأسرى صباح اليوم الجمعة، بوساطة مصرية قطرية، وأطلق عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلية.