رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

صرخات في وجه الرصاص..23 عامًا على استشهاد أيقونة فلسطين محمد الدرة

مقتل محمد الدرة
مقتل محمد الدرة

تعد اليوم السبت 30 سبتمبر 2023، ذكرى رحيل محمد الدرة، الذي استشهد في 30 سبتمبر من سنة 2000 بينما كان يحتمي في والده، والعالم جميعه شاهد هذه اللحظة الصعبة على قنوات التليفزيون، وقد تأثر الشاعر محمود درويش ورثاه في قصيدتة.

قصة مقتل محمد الدرة ووالده

وكان الطفل محمد جمال الدرة في الخارج مع والده في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، ودخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائى، فقام الأب بالاحتماء مع ابنه، خلف برميل، واستمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه، وحاول الأب الإشارة إلى مطلقى النار بالتوقف، ولكن إطلاق النار استمر، وحاول الأب حماية ابنه، ولكنه لم يستطع وأصابت عدة رصاصات جسم الأب والابن، وسقط محمد الدرة شهيدا برصاص الإسرائيليين فى30 سبتمبر 2023 في مشهد حى نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.

تقول القصيدة:

محمد

"يعشعش فى حضن والده طائرا خائفا
من جحيم السماء، احمنى يا أبى
من الطيران إلى فوق! إن جناحى
صغير على الريح
والضوء أسود
محمـــد، يريد الرجوع إلى البيت
من دون دراجة
أو قميص جديد
يريد الذهاب إلى المقعد المدرسى
إلى دفتر الصرف والنحو، خذنى
إلى بيتنا، يا أبي، كى أعد دروسى
وأكمل عمرى رويداً رويدا
على شاطئ البحر، تحت النخيل
ولا شىء أبعد، لا شيء أبعد..
محمـــد، يواجه جيشاً، بلا حجر أو شظايا
كواكب
لم يلتفت للجدار ليكتب، حريتي
لن تموت
فليست له بعد، حرية ليدافع عنها
ولا أفق لحمامة بابلو بيكاسو
فما زال يولد، ما زال
يولد فى اسم يحمله لعنة الاسم
كم مرة سوف يولد من نفسه ولدا
ناقصا بلداً ناقصا موعدا للطفولة؟
أين سيحلم لو جاءه الحلم
والأرض جرح.. ومعبد؟..

محمـــد
يرى موته قادماً لا محالة، لكنه
يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون،
فهدًا قويًا يحاصر ظبيا رضيعًا
وحين دنا منه شم الحليب
فلم يفترسه
كأن الحليب يروض وحش الفلاة
اذن، سوف أنجو - يقول الصبى –
ويبكى، فإن حياتى هناك مخبأة
فى خزانة أمى، سأنجو. . وأشهد..

محمـــد، ملاك فقير على قاب قوسين من
بندقية صياده البارد الدم
من ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبى
الذى يتوحد فى ظله
وجهه، كالضحى، واضح
قلبه، مثل تفاحة،
واضح
وأصابعه العشر، كالشمع واضحة
والندى فوق سرواله واضح..
كان فى وسع صياده أن يفكر فى الأمر
ثانية، ويقول: سأتركه
ريثما يتهجى
فلسطينة دون ما خطأ...
سوف أتركه الآن رهن ضميري
وأقتله، فى غد، عندما يتمردا.
محمـــد، يسوع صغير ينام ويحلم فى قلب أيقونة
صنعت من نحاس
ومن غصن زيتونة
ومن روح شعب تجدد

محمـــد
دم زاد عن حاجة الأنبياء
إلى ما يريدون، فاصعد
إلى سدرة المنتهى
يا محمـــد".

تم نسخ الرابط