مجاعة وإضرابات ومرض.. أزمة غلاء المعيشة تدق ناقوس الخطر في بريطانيا
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، وذلك بسبب العقوبات الروسية التي فرضت على الدول الأوروبية من قبل روسيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ أكثر من عام تقريبًا، حيث قامت العديد من الدول بمساند ودعم دولة أوكرانيا بالذخيرة الحربية والمؤن والموارد اللازمة خاصةً الدول الأوروبية والتي تعد المملكة المتحدة “بريطانيا” من أهمهم ضد دولة روسيا، الأمرالذي جعل روسيا تقوم بفرض عقوبات ضد الدول المحالفة لأوكرانيا وإعاقة الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجًا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
الحكومة البريطانية تمدد سقف أسعار الطاقة للأسر لـ 3 أشهر
وكانت قد أعلنت الحكومة البريطانية صباح الأربعاء الماضي، تمديد سقف أسعار الطاقة للأسر لـ 3 أشهر، وذلك اعتبارًا من الأول من إبريل، وذلك استجابة للمطالب الملحة للبريطانيين الذين يعانون تراجع قوتهم الشرائية جراء التضخم الذي يزيد على 10%، وفق فرانس برس.
وقالت الحكومة إن هذا الإجراء الذي سيكلف الخزينة 4 مليارات جنيه إسترليني، من شأنه أن يسمح لأسرة بريطانية متوسطة بتوفير 160 جنيهاً إسترلينياً (أكثر من 180 يورو).
في المقابل، لن يتلقى البريطانيون 400 جنيه إسترليني كمساعدات طاقة أخرى لكل أسرة في إبريل دُفعت على فترات متقطعة بين أكتوبر ومارس.
وسيعرض وزير المال جيريمي هانت أمام البرلمان خطته "لخفض التضخم إلى النصف، وتنمية الاقتصاد وتقليص الديون"، وفقًا لبيان وزارة الخزانة.
كما حذرت الحكومة من أن "الأزمة لا يمكن السيطرة عليها بشكل متزايد" بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص المساكن الدائمة.
أزمة الوقود في بريطانيا
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.
مجاعة إضراب من مواطني وموظفين بريطانيا
وجد الباحثون أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في عدد العائلات في لندن التي تم وضعها في أماكن إقامة مبيت وإفطار غير مناسبة لأكثر من 6 أسابيع، يُسمح قانونًا للمجالس بوضعهم هناك، ففي العام المنتهي في إبريل 2023، ارتفع هذا الرقم بنسبة 782%، من 146 إلى 1287.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
واحد من كل 50 شخصاً بلا مأوى في العاصمة البريطانية
قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن 1 من كل 50 من سكان لندن تم وضعه في أماكن إقامة طارئة من قبل السلطات المحلية بعد أن أصبح بلا مأوى.
كما تقدر مجموعة مجالس لندن متعددة الأحزاب أن ما يقرب من 170 ألف شخص في العاصمة البريطانية يعيشون الآن في أماكن إقامة مؤقتة، وتقدر المجموعة أن يزداد العدد بمقدار 17 ألفا خلال عام، وتقدر المنظمة أن هذا يشمل 83 ألف طفل.
وتعتقد مجالس لندن أن عدد الأطفال الذين يعيشون في سكن طارئ في لندن يساوي طفلًا واحدًا في كل فصل دراسي في العاصمة، وفق هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
زيادة عدد الأطفال المحتاجين إلى دعم إضافي
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم الخميس، وجد أن أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا قد أدت إلى زيادة عدد الأطفال الذين يحتاجون لدعم إضافي ومستوى الحاجة، بحسب وصف تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، الخميس.
وتقوم المدارس بتوزيع الملابس والطعام على الأطفال وسط أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا، في حين أفاد المعلمون بتدهور النظافة بين التلاميذ، حيث تقلص الأسر من تنظيف الأسنان والاستحمام وحتى تنظيف المراحيض.
ووفقا لاستطلاع للمدارس في بريطانيا، قال تسعة من كل 10 إنهم يقدمون الملابس والزي الرسمي للطلاب، بينما كان سبعة من كل 10 يقدمون الطعام على شكل طرود، أو مخصصات بنك الطعام، أو قسائم أو وجبات إفطار مدعومة.
كما أضاف أن أكثر من 80% من كبار القادة للباحثين إن ضغوط تكلفة المعيشة أدت إلى زيادة عدد الأطفال المحتاجين إلى دعم إضافي ومستوى الحاجة، لا سيما في المدارس الأكثر حرمانًا.
تأثير الأزمة على التلاميذ وأسرهم
وقالت جينا جوليوس، مديرة أبحاث NFER والمؤلفة المشاركة للتقرير، إن أزمة تكلفة المعيشة كان لها تأثير عميق على التلاميذ والأسر.
وأضاف: “تقدم المدارس مستويات غير مسبوقة من الدعم العاجل، فالتلاميذ الذين لا يتم تلبية احتياجاتهم الأساسية - سواء كانوا يذهبون إلى المدرسة جائعين، أو غير قادرين على تحمل تكاليف الزي المدرسي أو النقل - هم أقل احتمالا للالتحاق بالمدرسة والانخراط بنجاح في التعلم".
وأضاف: "بدون اتخاذ إجراءات عاجلة الآن، هناك خطر من أن يكون للأزمة آثار بعيدة المدى وطويلة الأمد على التلاميذ".