رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

خاص.. القبطان أحمد عبد الله يكشف كواليس إنقاذ السفينة البنمية: تعرضنا للتنمر ولم نستسلم للضغوط.. خوضنا ملحمة وطنية من الدرجة الأولى.. والفريق أسامة ربيع أثبت أنه رجل الأزمات والمواقف الصعبة

ملحمة وطنية من الدرجة الأولى.. هكذا بدأ القبطان أحمد عبدالله محمد قبطان القاطرة «بركة 1»، كلماته التي كشف فيها كواليس مشاركته في إنقاذ السفينة البنمية إيفر جيفين في المجرى الملاحي لقناة السويس.

بداية الأزمة

وقال القبطان أحمد عبد الله في حديثه لـ«بصراحة»، إن فجر يوم 23 مارس الماضي في تمام الـ 4.30، رصدت أجهزة الاتصال والمتابعة بطول القناة بوسائل الاتصال الحديثة جنوح السفينة البنمية إيفر جيفين التابعة لشركة إيفر جيرين، وتم تلقي الإخطار بواسطة البرق 1 بسرعة تجهيز القاطرة وكان التعليمات واضحة بالتوجه الفوري إلى مكان العملية.

وصلت القاطرة إلى الموقع في تمام الـ 12 ظهرًا، وذلك لأن السرعات المقررة في المياه تختلف تمامًا عن السرعات الطبيعية في البر، وبدأت عمليات وضع الدراسة لشحط السفينة بواسطة الوايرات، المفاجأة بعد اكتشاف حجم المشكلة وُجد أن الكراكة مشهور قد وصلت إلى الكيلو 151، وبدأ العمل وفق لائحة تشغيل كل وظيفة التي لها رينكات بدرجات مختلفة.

صدمة سوء الحظ

يقول القبطان أحمد عبد الله إن بوصول الفريق كانت الصدمة بسوء الحظ بسبب فقدان الطفو، لكن بدأ العمل في أول يوم تحت إشراف من الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وبدأت القاطرات تصل تباعًا إلى الموقع.

مع الضغوط لم يكن لدى الفريق المُكلف بتحرير السفينة وقت، وبدأت أعمال الحفر حول الجزء المغمور تحت التراب أسفل المياه من مقدمة السفينة، وذلك لإزاحة الجزء الكامل، وذلك بعبقرية مصرية.

إمكانيات جديرة.. نقل معدات وورش إلى موقع العملية

من الممكن أن نتصور مثلًا أن تُنقل معدات وآلات ضخمة من مكان إلى مكان، لكن لا يتخيل أحد أبدًا أن تُنقل ورش كاملة من مكانها إلى مكان آخر، فقد تم نقل ورش ودعم من قطاع بورسعيد الشمالي ومن قطاع الإسماعيلية الوسطى وقطاع بورفؤاد في الجنوب، وتمت المحاولات في ظل وجود المد العالي – بحسب القبطان أحمد عبد الله.

مفاجأة.. صُدم الفريق بالقوة المطلوبة في التعويم وشحط من مقدمة ومؤخرة المركب، خاصة أن القاطرة لها قوة شد وتحمل تصل إلى 125 طن تتم بطريقة معينة ونظام خاص، لكن السفينة الجانحة كانت تزن حمولتها تقريبًا 240 ألف طن فأكثر، فضلًا عن وزن السفينة نفسها الضخم جدًا.

رغم التنمر والضغوط.. خطة عمل محكمة ونتائج مبشرة

يروي القبطان أحمد عبد الله أن هذه الملحمة سطرت براءة اختراع باستخدام الكراكات البحرية بدراسة إنقاذ السفينة بدون أية خسائر للمركب الجانح، ومع كل ساعة عمل كانت النتائج المبشرة تظهر تباعًا.

كان التكريك من مقدمة السفينة لحفر من 2 متر إلى 18 متر، وكانت العلامات تؤكد أن الأعمال تسير في الاتجاه الصحيح، حيث تغير وجهة السفينة ومقدمتها من الدرجة 31 إلى الدرجة الـ30 فكانت أولى البشائر، وذلك رغم الضغوط النفسية الكبيرة لما ندركه من حجم المشكلة بأن «القناة مغلقة»، وما نتعرض لها من تنمر وما يصل إلينا من أخبار ومعلومات وما يتردد على لسان البعض بطلب بعض القوى التدخل ونحن نعلم أغراضها، لكن إرادتنا كانت دافع لنا بألا نستسلم أبدًا.

الفريق أسامة ربيع.. رجل الأزمات والمهام الصعبة

يؤكد القبطان أحمد الله أن لا أحد في هيئة قناة السويس يستطيع أن ينكر دور الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، هذا الرجل الذي كان بمثابة قوة دافعة لكل العاملين الذين نزعوا رداء الرتب والمناصب والمسميات الوظيفية، وراحوا يعملون بقلب رجل واحد.

أمر الفريق بنقل الورش إلى موقع العمل، وكلّف بأن تتم عمليات التصليح لأية معدات داخل الموقع، حتى لا تتوقف مسيرة العمل، لم يكن يدخر أية جهود، يصعد من قاطرة إلى قاطرة ويظهر في الإعلام ليكذب الشائعات ويشرح الوقائع والحقائق ويسردها أمام العالم، فكان مثال يجب أن يُطلق عليه «رجل الأزمات والمهام الصعبة» بثبات انفعالي كبير لا مثيل لها، وهذا هو المفهوم الحقيقي لـ«القائد».

مصائب قوم عند قوم فوائد.. ملحمة وطنية من الدرجة الأولى

المصري لما بيحط حاجة في دماغه بينفذها.. هكذا اختتم القبطان أحمد عبد الله حديثه لموقع «بصراحة»، قائلًا: «دورنا وواجبنا ما قومنا بها، وعلى مدار العام الماضي مرت من القناة أكثر من 18 ألف سفينة، تم فيها شحط وسحب وإنقاذ سفينتين فقط، وتوفيق الله كان في كل لحظة معنا؛ لنسطر ملحمة وطنية من الدرجة الأولى أسعدت كل بيت في مصر، ونؤكد أننا بكل حب واعتزاز وفخر وإرادة وتصميم جنود هذا الوطن».

تم نسخ الرابط